تصريحات جونسون والإسلاموفوبيا في بريطانيا

تصريحات جونسون والإسلاموفوبيا في بريطانيا
الثلاثاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٤١ بتوقيت غرينتش

صرح وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء أن المسلمات المنقبات يشبهن صناديق البريد ولصوص البنوك، واصفا الإسلام بأنه مشكلة.

العالم . تقارير

يقدر عدد المسلمين في بريطانيا بنحو 4.1 مليون شخص، حيث يشكلون 6.3% من مجموع السكان البالغ عددهم 66 مليونا.

ما الذي يرمي اليه جونسون من هذه التصريحات؟

اتهمت سيدة حسين وارسي من حزب المحافظين والدبلوماسية والرئيسة السابقة للحزب، جونسون بتبني تكتيكات "الإشارات المبطنة" الذي كان يتبعه ستيف بانون المساعد السابق للرئيس الاميركي دونالد ترامب.

وذكرت تقارير الشهر الماضي ان جونسون كان على اتصال مباشر مع بانون خلال الأشهر الماضية.

وقالت وارسي ان جونسون يأمل في استقطاب دعم المحافظين اليمينيين للحصول على زعامة الحزب، وصرحت "يجب أن لا تصبح المسلمات محل معركة سياسية مفيدة" للسياسيين البريطانيين.

الاسلام فوبيا في حزب المحافظين البريطاني

وحصلت تصريحات جونسون على دعم بعض الأوساط حيث قالت النائبة المحافظة نادين دوريس أنه "لم يتجاوز الحدود".

واضافت "يجب حظر ملابس تُجبر النساء على ارتدائها لإخفاء جمالهن وكذلك رضوضهن، ويجب أن لا يكون لها مكان في بلدنا الليبرالي التقدمي".

تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا أيضا تجاهلت ما قاله جونسون وزير خارجيتها السابق فقد نشرت صحيفة الإندبندت أن ماي تعرضت لانتقادات بسبب صمتها حيال انتشار ظاهرة "الإسلاموفوبيا" أو الخوف من الإسلام في حزب المحافظين بعد أن تجاهلت ما قاله بوريس جونسون.

في شهر مايو الماضي ايضا حث مجلس مسلمي بريطانيا حزب المحافظين، على بدء تحقيق مستقل في وقائع ناتجة عن الخوف من الإسلام (إسلاموفوبيا) لضمان "عدم وجود عنصريين ومتعصبين داخل الحزب" الذى تتزعمه رئيسة الوزراء تيريزا ماى.

وقال المجلس "الأسبوع الواحد يشهد أكثر من واقعة" إسلاموفوبيا من جانب مرشحين أو ممثلين للحزب بدءا من تغريدات مسيئة وانتهاء باتهامات الصلة بشخصيات يمينية متطرفة.

وقال هارون خان الأمين العام للمجلس فى خطاب وجهه لرئيس حزب المحافظين "نريد أن تضمن كل الأحزاب التزامها بمواجهة كل أشكال التعصب والتمييز".

وعدد الخطاب وقائع قال المجلس إنه رصدها خلال شهر أبريل/ نيسان وأوائل مايو تضمنت وصف مسؤولين كبار فى الحزب الإسلام بأنه "النازية الجديدة" ونشره مقالات وصفت المسلمين بأنهم "عالة".

ويواجه حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا الذي ينتمي إليه جونسون في الآونة الأخيرة انتقادات كبيرة على خلفية تورط عدد متزايد من مسؤوليه في حالات متعلقة بظاهرة كراهية المسلمين.

الكراهية والإسلاموفوبيا في بريطانيا

هذا وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية قد نشرت مقال لعمر خان مدير مركز رانيميد للدراسات في إنجلترا، حول ظاهرة الإسلاموفوبيا أو كراهية الإسلام التي تعاني منها الجاليات المسلمة في بريطانيا خصوصا والدول الغربية عموما.

ونبه عمر خان، إلى أن هناك حاجة ملحة لأن تتبنى الحكومة البريطانية تعريفا رسميا للإسلاموفوبيا مثلما فعلت مع ظاهرة معاداة السامية.

وقال إن مركز رانيميد أصدر تقريرا تضمن تعريفا لظاهرة الإسلاموفوبيا بأنها "عنصرية ضد المسلمين". ويرى عمر خان في مقال بصحيفة التايمز أن هذا التعريف أكثر تعقيدا لكن النقطة الأساسية فيه هي أن الإسلاموفوبيا تنطوي على تأثيرات فعلية على المسلمين تتمثل في حرمانهم من حقوقهم وحرياتهم، وإقصائهم من المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية.

ورصدت منظمة بريطانية ارتفاعا قياسيا في عدد الهجمات المعادية للمسلمين في البلاد خلال العام الماضي.

وقالت "تيل ماما" المعنية برصد الهجمات ضد المسلمين في بريطانيا -في تقريرها السنوي- إن هناك ارتفاعا ملحوظا في الهجمات المدفوعة بما يسمى الاسلاموفوبيا جرى تسجيلها العام الماضي.

وأوضحت أن "الاعتداءات اللفظية والجسدية ضد المسلمين في الأماكن العامة في بريطانيا ارتفعت بنسبة 30% العام الماضي بسبب شعور بعض الأشخاص بالتشجيع نتيجة التحول في الخطاب السياسي". 
      
وقالت المنظمة إن لديها 1201 بلاغ مؤكد عن اعتداءات مدفوعة بالإسلاموفوبيا العام الماضي، وإن ثلثي هذه الاعتداءات (939 هجوما) وقعت في الشوارع، بينما وقع الثلث الآخر عبر الإنترنت.

وعلى ما يبدو فإن تصريحات جونسون عن المسلمات المنقبات والإساءة لهن سيزيد من شدة الاعتداءات ضد المسلمين.

تصنيف :