ارتفاع حرارة كوكب الارض.. المخاطر و الحلول للحد منها

ارتفاع حرارة كوكب الارض.. المخاطر و الحلول للحد منها
الأربعاء ٠٨ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٣٧ بتوقيت غرينتش

تجاوزت درجات الحرارة في مناطق واسعة من جنوب وشرق أوروبا الأربعين درجة مئوية في موجة حر شديدة أطلق عليها اسم “الشيطان” تسببت في البعض من الوفيات ونُقل الكثيرون للمستشفى وهم يعانون من ضربة الشمس وأعراض أخرى ترتبط بارتفاع درجات الحرارة.

العالم _ تقارير

ارتفاع درجات الحرارة في اوروبا و الشرق الاوسط 

فمنذ المئات من السنين لم تتخط درجات الحرارة في وسط وشرق أوروبا الـ40 درجة مئوية بل حتى الـ30 درجة، وهي الموجة التي شكلت “صدمة معنوية” لمواطني المنطقة، الذين ألفوا الطقس المعتدل في مثل هذه الفترة من السنة، وتساقط وفير للأمطار، التي لا تفتر إلا لأيام معدودات، كما أن هذه الصدمة ارتبطت باتلاف المحاصيل الزراعية وتعثر السياحة واتساع مجال حرائق الغابات وشحّ المياه

وقد سُجّلت في جنوب السويد أعلى درجة حرارة منذ أكثر من مئة عام بحسب معهد الأرصاد الجوية. لذلك وضعت أجهزة الإطفاء في حالة تأهب. علما وأن رجال الإطفاء أخمدوا في ستوكهولم ما بين "عشرين وثلاثين حريق" في محيط العاصمة، بينما تمتد الحرائق حتى الدائرة القطبية الشمالية.

وشهدت النروج ايضا في الشهر الماضي حرائق غابات في الجنوب.

وأمام هذا الوضع المقلق، أصدرت هيئة المناخ الأوروبية لأول مرة منذ عقود طويلة من الزمن، تحذيرا يصل إلى “الدرجة الحمراء”، يهمّ عشر دول أوروبية غالبيتها في وسط أوروبا، خاصة بعد أن عمّت الحرارة معظم أرجاء القارة، ما أدى إلى وفاة أشخاص، وإصابة المئات بأعراض صحيّة لم يعهدها مواطنو أوروبا من قبل.

وحذّر العلماء من أن موجات الحر والظواهر المناخية القصوى يمكن أن تودي بحياة 152 ألف شخص سنويا في أوروبا بحلول نهاية القرن الحالي إذا لم يتراجع الاحترار المناخي. وعرفت معظم الدول الأوروبية، من روسيا إلى غاية غرب أوروبا، حرائق غابات خطيرة امتدت إلى مساحات شاسعة، ما أجبر البعض من الدول ذات الإمكانات المحدودة في مواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية، إلى طلب المساعدة العاجلة من مؤسسات الاتحاد الأوروبي..

ارتفاع درجات الحرارة بالعالم لا ينحصر تأثيره على أوروبا فمنطقة الشرق الاوسط تشهد ايضا موجة حر غير مسبوقة.

فإنّ درجات الحرارة تجاوزت 50 درجة مئوية في بعض البلدان كمصر والمغرب والجزائر والعراق ودول الخليج الفارسي.

اسباب ارتفاع حرارة الارض و الحلول المتاحة للحد منها

ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض هو حدوث ارتفاع بشكل جذري لمعدل درجات الحرارة الأرضية، أو ما يُعرف باسم ظاهرة الاحتباس الحراري، أو ما يُعرف بظاهرة البيت الزجاجي، مما يُسبب ارتفاع درجة الحرارة بشكلٍ عام، فتصبح الكرة الأرضية أشبه بالبيت الزجاجي الذي تدخل إليه أشعة الشمس بكمياتٍ كبيرةٍ وتخرج منه ببطء. إنّ ارتفاع درجة الحرارة في نصف الكرة الأرضية الشمالي يكون أعلى من ارتفاع درجة الحرارة في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، حيث إنّ نصف الكرة الشمالي تغطيه مساحات كبيرة من الثلوج، مما يجعل امتصاصه للحرارة أكبر.

أكد علماء المناخ من معهد كارنيغي في جامعة ستانفورد على ضرورة العودة لخفض انبعاثات الغازات التي تساهم في الاحتباس الحراري.

ويرى العلماء أن استمرار انبعاث مخلفات الاحتراق الهيدروكربونية في الغلاف الجوي للكرة الأرضية بنفس الوتيرة، سيرفع من درجة حرارة الهواء على الأرض بنسبة 15% بحلول عام 2100.

جاءت هذه التوقعات من قبل مجموعة من الخبراء الأمريكيين إثر دراسة البيانات التي تم الحصول عليها من خلال نموذج تجريبي للكرة الأرضية.

توصل إلى هذا الاستنتاج الرئيسي، عالما المناخ باتريك براون وكين كالديرا من معهد كارنيغي في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، اللذان أكدا على ضرورة العمل بالسرعة القصوى لخفض الانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي الناجمة عن احتراق الهيدروكربونات الطبيعية التي تساهم بالاحتباس الحراري .

ففي مقالة علمية نشرت في نيتشر حذر خبراء المناخ من ارتفاع متسارع في درجة حرارة الغلاف الجوي، حيث سيبلغ ارتفاع درجة الحرارة على الكرة الأرضية بنهاية القرن، من 3.2 إلى 5.9 درجات مقارنة مع ما يسمى بفترة ما قبل الثورة الصناعية.

ووفقا لخبراء معهد كارنيغي، فإن ارتفاع درجة حرارة الأرض لدرجة واحدة أو أكثر يؤدي ليس فقط لارتفاع مستوى مياه المحيطات في العالم، بل إلى زيادة الحموضة فيها، مما يهدد الحياة النباتية والحيوانية، ويؤدي إلى تقليص كتلة الجليد في القطبين، وزيادة هطول الأمطار على كوكب الأرض.

وتشير نتائج البحوث إلى أنه من دون الحد من انبعاثات الغازات في الغلاف الجوي، لن يكون بالإمكان إيقاف تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري.

حيث حذرت الدراسة من مخاطر دخول كوكب الأرض في حالة "الدفيئة" (البيت الزجاجي) بشكل لا رجعة فيه مع تواصل ارتفاع درجة حرارة الكوكب. ودقت الدراسة ناقوس الخطر من أنه حتى إذا تم الوفاء بأهداف تقليص الانبعاثات الغازية فإن الكوكب قد يدخل في حالة سخونة دائمة. وطالبت الدراسة باتباع آليات جديدة للحفاظ على الكوكب مثل تحسين إدارة الغابات وإدارة التربة والحفاظ على التنوع الحيوي.