ملخص...مع الحدث: التصعيد الاسرائيلي بغزة والضمانات الهشة للتهدئة

الجمعة ١٠ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٠٣ بتوقيت غرينتش

التصعيد العدواني الاسرائيلي ضد قطاع غزة وما يقابله من رد من جانب المقاومة الفلسطينية، يفتح الآفاق على تساؤلات كثيرة تحددها معطيات ما يحكى عن التهدئة والمصالحة وصفقة ترامب.

فما اسباب واهداف العدوان الاسرائيلي؟ لماذا ترافق التصعيد مع الاتصالات بشأن التهدئة؟ هل يحاول الاحتلال فرض التهدئة بشروطه؟ وكيف ستتعامل المقاومة مع الضمانات الهشة للتهدئة؟

اكد الباحث السياسي مصطفى اللداوي، بشأن توقيت تصعيد الاحتلال بغزة، ان كيان الاحتلال الاسرائيلي تعوّد على ممارسة انشطة يومية عدوانية ضد المقاومة في قطاع غزة عبر شن غارات بين فترة واخرى والقتل والحصار الى جانب المداهمات والاقتحامات لكافة مدن الضفة الغربية والتي لا تتوقف.

وقال اللداوي في حوار مع العالم في برنامج "مع الحدث": ان الاسرائيليين توقعوا موافقة القوى الفلسطينية مجتمعة على موضوع التهدئة والخضوع لشروطهم، ولهذا فوجئوا عندما رأوا ان تلك القوى قد تكاتفت وتعاونت واتحد موقفها ورفضت الخضوع للشروط الاسرائيلية واصرت على وضع شروط خاصة بها، خاصة ما يتعلق بالحصار والمعابر والميناء والمطار ووقف العدوان وعدم السماح للاحتلال بأن يفرض معارك جديدة على الارض، كما فوجئ الاسرائيليون بان هناك موقفاً فلسطينياً موحداً صلباً ولهذا مارسوا ضغوطاً على المقاومة اعتقاداً منهم قد تتغير مواقف بعض المفاوضين، لكنهم لم يعلموا ان هذا الضغط والعدوان قد زاد من صلابة وقوة الشعب الفلسطيني.

واكد اللداوي، ان الاحتلال الاسرائيلي يطمح للتهدئة لان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه مشاكل داخلية كثيرة في الداخل او نتيجة لظروف المنطقة، واضاف، ان الحكومة الاسرائيلية تريد التهدئة لتطمين مستوطنيها، وفي حال لم تتحقق هذه التهدئة فهي تلجأ لاسلوب تهديد المقاومة الفلسطينية اما الخضوع لشروطها او استخدام الخيار الاخر والخطير وقد لا يكون حرباً وانما استهدافاً لقيادات المقاومة ورموزها بواسطة رسائل نقلها الوسطاء الدوليين والاقليميين.

واعتبر اللداوي، ان الاسرائيليين يريدون تهدئة طويلة الامد من اجل البعد النفسي السايكولوجي من اجل تغيير ذهنية الاجيال الفلسطينية القادمة، ونشوء جيل في ظل التهدئة لا يعرف المقاومة وكذلك يريدون استقراراً لمستوطناتهم ومستوطنيهم الذين بدأوا يتذمرون ويخرجون ضد حكومتهم.

وشدد اللداوي على ان الدافع الاكبر الذي دفع الاسرائيليين لطلب التهدئة هو ما اجترحه الفلسطينيون في الفترة الاخيرة من خلال مسيرات العودة، التي تعتبر بالنسبة للاحتلال الاسرائيلي تشكل جنوناً ولم تكن معروفة لديه، وكذلك الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي اشعلت النار في كل مكان، هذه الاسلحة التي لا تحتاج الى قرار قيادي او خبرات واسعة يستخدمها الاطفال والنساء والصبية والجميع.

واكد، ان الاسرائيليين غضبوا من ذلك وارادوا ان يوقفوا هذه المعركة الخاسرة التي لم يخسروا فيها محاصيلهم وانما خسروا ايضاً حياتهم الطبيعية وحريتهم، لذا الاحتلال الاسرائيلي يريد اماناً لمستوطنيه دون ان يقدم شيئاً للفلسطينيين.

 

من جانبه، اكد مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر، ان المقاومة طورت امكانياتها وتمكنت من فرض معادلة جديدة الامر الذي يجعل الكيان الاسرائيلي عاجز عن اجتياح قطاع غزة لانه يعلم بانه سيدفع خسائر باهظة، ولذلك فهو يلجأ لتفوقه بسلاح الجو يقصف ويدمر، مشيراَ الى ان ارادة الشعب الفلسطيني أقوى من سلاح العدو.

وقال الطاهر: ان المقاومة الفلسطينية تمكنت رغم امكانياتها المتواضعة من الرد على العدوان الاسرائيلي، وخلق معادلات جديدة، لذلك يصر الاسرائيليون  على موضوع التهدئة ووقف مسيرات العودة والطائرات الورقية وكأنها طائرات الف 16، ويمارسون اقسى الضغوط ويطالبون الدول العربية ايضاً لللضغط من اجل وقف المقاومة، مشدداً على ان هذا الامر لن يتم وسيواصل الشعب الفلسطيني الكفاح والمقاومة وسيستمر بفرض معادلات جديدة على الكيان الغاصب.

واوضح، ان جوهر ما يريده الكيان الاسرائيلي من التهدئة هو ضرب المقاومة ووقفها وانهائها في قطاع غزة، لانه يعلم ان الفصائل الفلسطينية طورت امكانياتها القتالية واستعداداتها للمواجهة وبالتالي لديهم قلق عميق من هذا الامر.

واضاف، ان الاحتلال الاسرائيلي يطرح تهدئة طويلة عبر اغراءات اقتصادية ورشاوية وربما فك الحصار وتقديم مساعدات لقطاع غزة ونوع من الرفاهية بمعنى سلام اقتصادي مقابل وقف اي نوع من اشكال المقاومة سواء العسكرية او الشعبية، مشيراً الى ان الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يقبل بمثل هذه الرشاوى وانما يؤكد ان قضيته قضية تحرر وطني والعيش بكرامة وحرية واستقلال، بعد ان تحولت غزة الى سجن كبير مورست كل انواع الحصار اللا انساني على الشعب الفلسطيني.

وفيما يخص بموضوع المصالحة، اكد الطاهر، موضوع الوحدة الفلسطيني ينبغي معالجته بمعزل عن ملفات اخرى وعلى قاعدة مواجهة المخططات غير المسبوقة التي تستهدف القضية الفلسطينية خاصة ما سميت بصفقة القرن، وترميم البيت الداخلي الفلسطيني واعادة بناء الوحدة لمواجهة المخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية.

واعتبر مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مسيرات العودة والطائرات الورقية بانها اشكال للمقاومة هي حق طبيعي للشعب الفلسطينية لمواجهة الاحتلال.

وشدد الطاهر الى ضرورة الاستمرار بهذه الاشكال الكفاحية لطرد الاحتلال من الارض وعدم القبول اي مساومات اية حلول بعد اتضاح مسيرة اكثر من مسيرة ربع قرن من الخداع والتضليل الذي تمارسه الادارة الاميركية والكيان الاسرائيلي من اجل فرض الحقائق على الارض وتوسيع الاستيطان وضرب الحقوق الفلسطينية.

 

اما الكاتب والمحلل السياسي رائد ابو داير، فقد اكد ان الاحتلال الاسرائيلي اصيب بصدمة نفسية نتيجة ان المقاومة اليوم استطاعت ان تفرض شروط اللعبة وهي الان بدأت التصعيد وهي التي انهته بشروطها وكشفت ان الميدان الاسرائيلي يحكمه السلوك الغبي.

وقال ابو داير: ان الاحتلال الاسرائيلي اوصل رسالة للقيادة المصرية بممارسة الضغط على وفد قيادة حماس في القاهرة، لكنه لم يدرك ان الشعب الفلسطيني اصبح اكثر توحداً خاصة قوى المقاومة والممانعة في غزة ورفض الذل السياسي لكسر الحصار، وطالب بفك الحصار بالكامل عن قطاع غزة والى الابد دون قيد او شرط.

واوضح ابو داير، ان الاحتلال الاسرائيلي يدرك انه يواجه جيشاً مدرباً على التدريب الميداني وحرب العصابات وكذلك التدريب التقني، مشيراً الى ان هذا يجعل الرأي العام الداخلي عنده داخل كيانه في موقف حرج خاصة وان المقاومة الفلسطينية بدأت تبدع من حيث آليات الاستخدام وتوقيتها ونوع السلاح الذي يضرب به الاراضي المحتلة.

واكد، ان الاحتلال الاسرائيلي يضغط بان تكون التهدئة بأقل الاثمان، فيما تقرر المقاومة بان تكون ادنى التهدئة هو رفع الحصار الكامل عن غزة دون قيد او شرط، وتبادل الاسرى مع جنود الاحتلال المتواجدين لدى المقاومة.

 

بدوره، اعتبر القيادي في حركة فتح عبد الله كميل، بشأن تحفظات السلطة الفلسطينية من ما يجري من اجل التهدئة في غزة، ان الاحتلال الاسرائيلي كلما شعر بأزمة داخلية يرحل هذه الازمة الى الجبهة الفلسطينية والثمن هو الدم الفلسطيني.

وقال كميل: ان موضوع التهدئة التي يتم الحديث عنها في وسائل الاعلام بحاجة الى مراجعة دقيقة، بعد سقوط آلاف الشهداء في قطاع غزة على امتداد عدة حروب التي خيضت اضافة الى شهداء مسيرات العودة.

ووصف كميل، مسيرات العودة بالمشروع الوطني، وبالتالي ايقاف كل شيء حسب ما يطلبه الاحتلال الاسرائيلي، هذا لا يمكن قبوله فلسطينياً لديه الحد الادنى من الوعي السياسي، لافتاً بان مسيرات العودة لم تخرج من اجل تحسين الوضع الاقتصادي او فك الحصار، وانما من اجل تحقيق الاهداف الوطنية التي ضحى من اجلها آلاف من الشهداء ومئات الالاف من الجرحى والاسرى.

 

وحول التصعيد الاسرائيلي وتزامنه مع اتصالات التهدئة، اكد المتحدث الرسمي باسم حركة المقاومة الشعبية خالد الاضبط، ان التصعيد الاسرائيلي لا يأتي في سياق خارج ما يدرس وما يتم تجهيزته على الطاولة الاقليمية والدولية بما يخص غزة والتعامل مع مقاومتها.

وقال الاضبط: ان كل ما يجري اصبح عبارة عن سيناريو ذات ترتيب ممنهج والكل يقوم في دوره من "الوسطاء الدوليين والوساطة المصرية والادارة الاميركية" دون ان يكون هناك انفصال في هذه الادوار بشكل مباشر.

واوضح، ان ما يحصل هي محاولة ضغط على الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة من اجل القبول ببعض المبادرات او الطروحات التي لا ترقى الى تضحيات ابناء الشعب وربما يمكن ان تصل الى الاحد الادنى من المقبولية لدى المقاومة والشعب برفع الحصار والحياة الكريمة مقابل ما هو مطلوب من وقف مسيرات العودة وبعض الاعمال العسكرية.

 

ضيوف الحلقة:

من استوديو لبنان.. الباحث السياسي مصطفى اللداوي

من دمشق.. مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر

من غزة.. الكاتب السياسي رائد ابو داير

من غزة.. المتحدث الرسمي باسم حركة المقاومة الشعبية خالد الاضبط

من رام الله.. القيادي في حركة فتح عبد الله كميل

 

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
http://www.alalam.ir/news/3715471

http://www.alalam.ir/news/3715466