الاصالة و العراقة و السحر .. أبجديات السياحة في ايران

الاصالة و العراقة و السحر .. أبجديات السياحة في ايران
الجمعة ١٠ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٢:٢٨ بتوقيت غرينتش

تعتبر ايران من اهم الوجهات السياحة في العالم وذلك لاتساع رقعتها الجغرافية واحتوائها على اهم المواقع الاثرية في العالم بالاضافة الى غناها بالاماكن الطبيعية التي تسحر المرء بجمالها.

العالم تقارير

إنّ الحديث عن المواقع السياحيّة في ايران، يحتاج إلى مجلّدات كثيرة، وذلك لان ايران تتربع على موقعاً متميّزاً، جعل منها مكاناً ومقصداً لقيام معظم الحضارات القديمة، والتي شهدت تطوّراً وتقدّماً في هذه البقعة من العالم. لم تتوانَ إيران عن التقدّم والازدهار، حيث نجد فيها مواقع حديثة عديدة، تدعم قطاع السياحة في البلد، إضافة إلى الاعتناء والترميم والمحافظة على كلّ ما هو قديم، لتجعل منها دولة سياحيّة بكل المقاييس.

ایران احدی وجهات السیّاح الاجانب فی مختلف العصور

ان اقدم الوثائق والمستندات فی مجال کتب الرحلات فی العالم، تعتبر ایران مصدرا للرحلات، لان اول کتاب للرحلات وحسب الوثائق التاریخیة وضع بامر من داریوش الاول الاخمینی حول نهر السند والخلیج الفارسی والبحر الاحمر.

وکانت ایران فی العصر الساسانی احدی وجهات السیاح غیر الایرانیین لاسیما العرب منهم. ومن هؤلاء السیاح ابودلف الذی عاش فی اوائل القرن الرابع للهجرة والذی سافر الی ایران فی العصر الساسانی ودون مشاهداته فی کتاب رحلاته.

واشهر هؤلاء السیاح العرب، ابن بطوطة الذی ادرج حصیلة وانجازات رحلاته الاربع حول العالم فی کتاب بعنوان «تحف الانظار وغرائب الامصار وعجائب الاسفار'. وفی ایران شاهد الکثیر من نقاط الجذب السیاحی اشار الیها فی کتاب رحلاته. وکتب حول معنویات اهالی مدینة اصفهان: «ان اهالی اصفهان هم اناس حسن الوجه وببشرة بیضاء تضرب الی اللون الاحمر.و يتميزون بالشجاعة وعدم الخوف وهم یتنافسون فی استضافة الضیف واطعامه.

ومن السیاح الایرانیین الذی عاصروا ازدهار الحضارة الاسلامیة الکبری، هو الاستخری الذی وضع کتاب "الاعلاق النفسیة" عام 310 للهجرة وهو موسوعة کبیرة من نوعه. ویشتمل الکتاب علی سبعة مجلدات، بقی المجلد السابع منه فقط. ویتحدث هذا المجلد عن جغرافیا ایران والسعودیة والیمن وشمال افریقیا واسبانیا واسیا الوسطی وروسیا وترکستان والهند ویعطی معلومات حول حدود المدن وخصائص اهالی کل منطقة وماضیها التاریخی. وقسم الاستخری الممالک الاسلامیة الی 19 منطقة وشرح الخصائص الجغرافیة والماضی التاریخی والمسافات بین البلدان. وجاب ایران من الجنوب الی الشمال ومن الشرق الی الغرب.

کما یعد الشاعر الایرانی الشهیر ناصر خسرو من السیاح المعروفین لعصر ما بعد الاسلام بدا رحلته الطویلة فی یوم الخميس السادس من جمادی الاخر عام 437 للهجرة من مرو بقصد زیارة مکة المکرمة.

ومع بدء الحکم الایلخانی فی ایران قام سیاح کثر لاسیما من ایطالیا بزیارة ایران. واشهر هؤلاء السیاح هو مارکوبولو الذی زار ایران برفقة والده وعمه عام 699 للهجرة عن طریق الصین. وزار مدن ایرانیة بما فیها تبریز وسلطانیة وساوة وکاشان ویزد وکرمان ومن ثم انتقل الی الصین عن طریق الخلیج الفارسی. وبعد عشرین عاما زار مارکوبولو ایران مجددا فی طریق عودته الی اوروبا.

کما زار سیاح اخرون بمن فیهم جیوفانی دمونته کورینو وریکولده دامونته کروتشه واودریکو دابوردنون وفریر جوردانوس وجیوفانی داماریونولی ایران وکانوا تجارا لذلک تطرقوا فی کتب رحلاتهم الی الاوضاع التجاریة والاقتصادیة في ایران.

وفی العصر الصفوی زار سیاح غربیون ایران بمن فیهم لویجی رانجینوتو وقسطنطین لاسکاری ولودفیکو دی وارنما وهم من ایطالیا لاهداف اقتصادیة وسیاسیة.

ویمکن اعتبار عهد السلطان شاه عباس الاول وحتی انقراض السلالة الصفویة احد اهم فترات تطویر السیاحة فی ایران. وتحولت الرحلات فی القرن السابع للمیلاد الی ظاهرة اجتماعیة مهمة بدوافع التجارة والعلم والفن والسیاسة والدین وزار ایران مجموعات کبیرة من السیاح ضمن رحلاتهم الی الشرق. وفی هذا العصر زار الاخوان انتونی شرلی وروبرت شرلی ایران وهما من اشهر السیاح الذین زاروا ایران لاغراض سیاسیة.

 

المواقع السياحيّة الشهيرة في إيران

مساجد: كثيرةٌ هي المساجد في ايران، والتي يأتيها الزوار ضمن نطاق السياحة الدينيّة، كالمسجد الكبير في محافظة خراسان، ومسجد دزك التاريخي، ومسجد سردار الوجود في مدينة أرومية، ومسجد "أبو المعاني" الموجود في يزد.

تكثر أيضاً في إيران المساجد العريقة، إضافة إلى المزارات للأولياء والقادة والشيوخ،والتي تُعتبر من الأماكن المقدّسة في البلاد.

مرقد الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام

مرقد يعود تاريخه الى أكثر من 12 قرناً حيث قامت مدينة مشهد المقدسة باستشهاد الامام علي بن موسى الرضا (ع) ثامن أئمة الهدى (ع) من سلالة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم في منطقة طوس وتحديداً في قرية «سناباد» ومنذ ذلك الزمن أي سنة 203 للهجرة، اشتهرت هذه المنطقه المقدسة «بمشهد الرضا».

وشيئاً فشيئاً تجمعت واعتكفت مجموعات حول المرقد الرضوي المقدس وتم بناء قلعة محصنة تحيط بالمرقد هذا في القرن الرابع الهجري. واما في القرن الثامن الهجري، فصارت مدينة مشهد مدينة كبيرة جداً وازدادت رقعتها وازدهرت يوماً بعد يوم نتيجة اقبال الأثرياء الشيعة عليها فاهتموابها وجعلوها نصب أعينهم.

وبعد مضي اثني عشر عاماً على استشهاد الإمام الرضا (ع) ودفن جثمانه المبارك، شهدت مدينة مشهد كباقي المدن والمناطق في ايران، هجمات وغارات بين حين وآخر حيث حدثت فيها تغييرات مختلفة مذهبياً وثقافياً. وعلى الرغم من أن مدينة مشهد عصفت بها غارات وهجمات متكررة خلال قرون متمادية، لكن عادت اليها الحياة وتمت اعادة اعمارها بفضل وبركة وجود المرقد المقدس للامام الهمام علي بن موسى الرضا (ع) الذي تشعشع انواره الجلية كل أرجائها، حتى أصبحت مشهد اليوم من اكبر المدن الدينية العلمية في العالم.

شلالات: لا بدّ للسائح من زيارة الشلاّلات العديدة الموجودة في إيرن، حيث هنالك شلال آب سفيد الموجود في مدينة لرستان، الواقع على سفوح جبال زاكرس، كما هناك شلال سلماس الموجود في مدينة سردشت التابعة لمحافظة أذربيجان، وهنالك أيضاً شلال كنجنامه الموجود إلى الغرب من همدان، إضافة إلى شلالات شيرآباد الموجود في مدينة جلستان، والتي شكّلت أنهاراً باردة من غزارة المياه المتدفّقة منها.

كهوف ومغارات: كهف علي صدر من اشهر و اكبر الكهوف في ايران يقع في محافظة همدان غربي البلاد وأيضاً كهف آويشوي الموجود في مدينة جيلان، والذي يُعتبر من أجمل الأماكن الطبيعيّة في البلاد، وهنالك غارٌ موجود قرب قرية كوهنجان يُعرف بالمغارة السوداء، حيث يرتفع خمسة عشر متراً عن مستوى سطح البحر، ويُلاحظ كثرة المغارات في هذه المنطقة، وهنالك كهف نمكدان الملحي والذي يُعد أطول كهفٍ في العالم حيث يبلغ طوله ستة آلاف وخمسمئة وثمانين متراً، والموجود في جزيرة قشم.

غابات وحدائق: وتُعتبر غابة كيسوم الواقعة في مدينة جيلان من أشهر الأماكن السياحيّة في البلاد، حيث تعانق الأشجار فيها السماء،

إضافة إلى ذلك هناك بساتين ساحرة و تاريخيّة، بستان شاهزاده الموجود في مدينة كرمان يُعتبر شاهداً على حقبة قديمة تعود للعهد القاجاري، وتبلغ مساحة هذا البستان خمسة هكتارات، وأيضاً حديقة بارك ساعي الموجودة في العاصمة مدينة طهران والتي تتربّع على مساحة مئة وعشرين ألف واثنين وثمانين متراً مربّعاً، وتُعد من أجمل وأروع الحدائق في البلاد، إضافة إلى حديقة جمشيدية الموجودة أيضاً في طهران في سفوح جبل كلك جال الصخريّة، و هناك حديقة ملت "الشعب" و حديقة نارنجستان قوام هي واحدة من الحدائق التاريخية في إيران. حيث يعود إنشاؤها إلى الحقبة القاجارية .لقد سميت هذه الحديقة بنارنجستان أي (حديقة النارنج) وذلك بسبب كثرة اشجار النارنج فيها.

ان حديقة نارنجستان تعد معرضاً فنياً نتمكن عبره من مشاهدة أعمال ومعالم متبقية من سبعة فنون إيرانية تتمثل في التجصيص والرسم التقليدي والزخرفة بالمرايا والطوب ونحت الأحجار وفن التطعيم والنحت على الخشب.

تقع هذه الحديقة التاريخية في مدينة شيراز، وفي منطقة بالا في القسم الشرقي من شارع لطف علي خان زند.

كانت بداية إحداث هذه المجموعة أي (الحديقة والأبنية داخلها) على يد علي محمد خان قوام الملك في العام 1300 هجري شمسي. ومن ثم أَكمل العمل من بعده ابنه محمد رضا قوام الملك.

متاحف: لمن تستهويهم زيارة المتاحف، فلا بدّ لهم من زيارة مدينة أروميه، حيث يقع فيها متحف يحتضن كنوزاً أثريّة تاريخيّة من مختلف العصور والحضارات التي مرّت على البلاد، وهنالك متحف أمير نظام المبني على مساحة ألف وخمسمة متراً، من أهم المتاحف في أذربيجان، إضافة لمتحف بلدية تبريز، ومتحف الدفاع المقدّس والذي بني على مساحة مئتي دونما، وموجود في مدينة طهران.

مدن تراثيّة: تشتهر ايران بالمدن القديمة، والتي مازالت محافظة على حلّتها التراثيّة وأصالتها، كمدينة مبيد في منطقة يزد، وأيضاً نمك آبرود والتي يُطلق عليها اسم عروس الشمال، حيث تطلّ على بحر قزوين، ومدينة كنكاور والتي تُعد مدينة الينابيع والآثار.

كثيرة في ايران المتاحف تكاد لا تعدّ ولا تحصى، وأيضاً هنالك العديد من الأماكن السياحيّة الترفيهيّة، والتي يمكن فيها ممارسة مختلف أنواع الرياضات والهوايات، كالتزلج والتزحلق والسباحة والركض وركوب الزوارق وسباق السيّارات، وكل هذه المعالم جعلت من ايران قطبا سياحيا بارزا في المنطقة و العالم.