سلسلة من الهجمات على الكنائس في مصر.. لماذا الأقباط؟

سلسلة من الهجمات على الكنائس في مصر.. لماذا الأقباط؟
السبت ١١ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٥٣ بتوقيت غرينتش

نجحت قوات الامن المصرية اليوم السبت في احباط هجوم انتحاري بالقرب من كنيسة السيدة عذراء بمنطقة مسطرد في القاهرة، ولكن هذه ليست المرة الأولي التي يتم فيها استهداف الكنائس في مصرففي كل مرة كان يذهب ضحيتها الكثير من الأقباط.

العالم . مصر

وأفاد مصدر أمنى  اليوم السبت أن الإرهابى الذى أحاط نفسه بحزام ناسف، حاول التسلل وسط الأقباط المحتفلين بمولد "العذراء" بكنيسة السيدة العذراء بشبرا لتفجير نفسه وسط أكبر حشد من الأقباط، لكن التشديدات الأمنية بمحيط الكنيسة دفعته للتراجع ومحاولة تفجير نفسه أعلى كوبرى مسطرد، مما أدى إلى انفجار الحزام الناسف ومصرعه على الفور دون سقوط أى ضحايا أو إصابات.

الهجمات الانتحارية ضد الكنائس من 2010 حتى 2017

29 ديسمبر 2017.. مقتل عشرة أشخاص بينهم أفراد من الأمن، وإصابة آخرين بجراح في هجوم مسلح استهدف كنيسة مارمينا في منطقة حلوان جنوبي القاهرة، وقد تمكنت قوات الشرطة من قتل مهاجم واعتقال آخر. وقالت قوات الأمن المصرية إنها تمكنت من التصدي للهجوم المسلح، ما أسفر عن مقتل أحد المهاجمين وضابط شرطة ومجندين وفراش بالكنيسة، فيما اعتقل المهاجم الثاني.      

9 أبريل2017.. تفجيران استهدف الأول كنيسة مارجرجس في طنطا عاصمة محافظة الغربية (شمال القاهرة)، والثاني وقع أمام الكاتدرائية المرقسية في مدينة الإسكندرية (شمالي مصر).

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن مصدر مسؤول أن "انتحاريا" يشتبه في تنفيذه التفجير في كنيسة مارجرجس الذي خلف 30 قتيلا و71 مصابا.

وخلال ساعات من التفجير الأول، استهدف تفجير آخر محيط الكنيسة المرقسية (المقر البابوي) في محافظة الإسكندرية، ونجا من التفجير بابا الأقباط الأرثوذكس بمصر تواضروس الثاني الذي كان يتواجد هناك وخلف التفجير مقتل 17 شخصا.

والتفجيران تبناهما تنظيم داعش الارهابي، وتزامنا مع ترؤس بابا الكنيسة المصرية تواضروس الثاني قداس "أحد الشعانين" في المقر البابوي بالإسكندرية، وهو الأحد السابع والأخير من الصوم الكبير الذي يسبق عيد الفصح أو القيامة عند المسيحيين.

فبراير 2017: سلسلة هجمات استهدفت المسيحيين في محافظة شمال سيناء أدت إلى مقتل سبعة أشخاص على يد مسلحين مجهولين، وتسببت في نزوح الأسر المسيحية.

11 دسامبر 2016.. تفجير وقع في مكان مخصص للنساء بالكنيسة البطرسية الملحقة في مجمع كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بحي العباسية في القاهرة، وخلف 25 قتيلا وإصابة خمسين. وتبنى تنظيم داعش التفجير، وهدد وقتها بتنفيذ المزيد من الهجمات.

14 أغسطس 2013.. سلسلة هجمات استهدفت كنائس بالتزامن مع فض قوات الأمن لاعتصامي رابعة العدوية والنهضة.

20 أكتوبر 2013.. هجوم مسلح استهدف كنيسة في محافظة الجيزة بمصر، خلف مقتل أربعة أشخاص وإصابة 18. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن "شخصين ملثمين على دراجة بخارية أطلق أحدهما النار على عدد من الأشخاص أثناء خروجهم من حفل زفاف بكنيسة العذراء في منطقة الوراق".

عددا من الكنائس استهدفت في بعض المحافظات المصرية إثر الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في الثالث من تموز يوليو 2013، ومنها حرق كنيسة في منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة، وذلك عقب فض اعتصام رابعة.

1 يناير 2011.. تفجير استهدف كنيسة القديسين بالاسكندرية عشية احتفالات راس السنة وقتل فيه 24 شخصا وأصيب أكثر من مئة، وكان ذلك في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.

7 يناير 2010.. مقتل سبعة بينهم مساعد شرطة وسقوط عشرات الجرحى أمام كنيسة بمدينة نجع حمادي محافظة قنا (جنوبي مصر) إثر هجوم مسلحين على تجمعات من الشباب في ثلاث مواقع مختلفة عقب دقائق من انتهاء قداس عيد الميلاد المسيحي.

لماذا الأقباط؟

أكد جمال أسعد، المفكر القبطي والمحلل السياسي أن دوافع داعش في استهداف الأقباط مرتبط بمحورين أساسيين، سواء على الجانب الديني أو السياسي، مبينًا أن داعش لديها اعتقاد راسخ بأن المسيحيين كفرة على عقيدة دينية خاطئة، لذلك لزم وفق مناهجهم التكفيرية قتلهم.

ولفت إلى أن استهداف داعش للأقباط لمشاركتهم في 30 يونيو، قائلًا: "السيسي مستهدف والأقباط مستهدفون والبابا تواضروس مستهدف، وكل من شارك في 30 يونيو مستهدف".

قال محمد السعدني، نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن داعش لها علاقات مباشرة مع أجهزة المخابرات العالمية والتي تعمل علي إحداث الفتنة الطائفية والتي تريد تضع مصر تحت الضغوط ليتدخل قوات امن أمريكية بحجة حماية الأقباط.

وأشار الي أنه خلال السنوات الثلاث الماضية نجحت القوات في سد الثغرات التي كان يستهدفها التنظيم، وبالتالي يبحث التنظيم عن أسهل هدف يمكن استهدافه.

واتفق معه في الرأي، الخبير الأمني عبد اللطيف البديني، بان الحركة الداعشية تختص الأقباط لتشويه سمعة مصر بأن الأمن المصري لا يستطيع حماية الأقباط.

وأضاف "البديني" أن الأمن المصري يواصل الضغط عليهم ومحاصرة الجماعات الإرهابية في سيناء لذلك تلجا داعش لقتل الأقباط محاولة منهم  لتدخل الأمن الأمريكي في شئون مصر.

وتابع أن التنظيم يستهدف إحداث شرح في العلاقة بين الكنيسة ومؤسسة الرئاسة، واللعب على إثارة عواطف شباب الأقباط الغاضبين بسبب استهدافهم.

كما أكد سامح عيد، خبير الإسلام السياسي، أن الحركة الداعشية تستهدف الأقباط لتحدث صراع بين الكنيسة والدولة إضافة إلي الأبعاد العالمية لتشويه سمعة مصر بالضغط علي الحلقة الأضعف.

وتابع أن الحركات الإرهابية سوف تستمر في استهداف الأقباط لحدوث بلبلة وصراعات طالما يحاول الجيش المصري تضييق الخناق عليهم.