ليرة تركيّة و ليرة سوريّة..

ليرة تركيّة و ليرة سوريّة..
الأحد ١٢ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٤:١٤ بتوقيت غرينتش

سبع سنوات و نيّف من الحصار الاقتصادي و التّجاري و السّياسي و الاجتماعي و التّكنولوجي فقدت خلالها اللّيرة السّوريّة قيمتها الشّرائيّة بشكل يفوق أكثر التّوقّعات تشاؤماً و بمراحل، لم يخرج علينا القائد الأسد ليطلب منّا أن نبيع دولاراتنا المخبّأة للبنك المركزيّ و لا أن نبيع مدّخراتنا من ذهب و مجوهرات و نودع ثمنها في المصارف العامّة.

العالم-مقالات وتحليلات

الإرث الهائل من أساليب التّدبير الّتي كرّسها عهد القائد الخالد حافظ الأسد أتت أُكلها في سنوات القحط و الحصار ،لم نركع لمطالب صندوق نقد دولي و لم نشحذ من دول صديقة و لم تفرض الحكومة سياسات تقشّف واضحة أو وقحة ضدّ الشّعب، صحيح أنّنا عانينا و لا زلنا من التضخّم و غلاﺀ الأسعار و ارتفاع سعر صرف الدّولار ،لكن كلّ المؤشّرات كانت تدل على أنّ الدّولة تسيطر بشكل أو بآخر على كلّ ما يجري و أنّ ارتفاع الدّولار أو انخفاضه هو حكماً بيدها ،و من كان يعتقد أنّ السّوق السّوداﺀ وحيتانها هي من تفرض سعر الدّولار فهو قصير نظر وأعمى بصيرة، أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا، كانت سياسة ذات بعد نظر.

من يتابع سيرورة الأمور يدرك أنّ الدّولة استثمرت في الأزمة عبر إدارتها بخبرة وبحنكة منقطعة النّظير وجنّبت نفسها الرّضوخ والانصياع للدّول الغربيّة ولم تضع رقبتها على نطع السّيّاف الاقتصادي العالمي المتمثّل بصندوق النّقد الدّولي.

تركيّا دقّت ناقوس الخطر على لسان رئيسها بعد أسابيع قليلة من الإجراﺀات الأمريكيّة الّتي طالت اقتصادها وتسبّبت بشبه انهيار لعملتها، حيث طالب أردوغان الشّعب التّركي ببيع مدّخراته من القطع الأجنبي للمصارف الحكوميّة وبيع الذّهب والمجوهرات وتوطين ثمنها في المصارف كإجراﺀ داعم لليرة التّركيّة وصرّح بعبارة تنمّ عن يأس وإفلاس حيث قال : “لنا اللّه

نمتنّى أن تنعكس العقليّة الاقتصاديّة السّوريّة الّتي أدارت الأزمة والّتي يمكن وصفها بالعبقريّة، نتمنّى أن تنعكس إيجاباً على حياة المواطن السّوري في المرحلة القادمة بما يستحقّ، فالحمل الّذي تكبّد عناﺀه هذا المواطن خلال فترة الحرب تنوﺀ بحمله الجبال وحقّه على الدّولة أن تعوّضه سنين صبره خاصّة يعد تباشير الانتصارات العسكريّة الكاسحة للجيش العربيّ السّوريّ وللانفراجات الاقتصاديّة المبشّرة والّتي هي انعكاس واضح لانتصارات الجيش.

بشار كاسر يوسف- دمشق الآن