لماذا تلوح "اسرائيل" بسياسة الاغتيالات في غزة؟

لماذا تلوح
الإثنين ١٣ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٢٠ بتوقيت غرينتش

ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، موخرا أن الاحتلال يتجهّز منذ أشهر، للعودة إلى سياسات الاغتيال ضد قادة حركة حماس في قطاع غزّة.

العالم - فلسطين المحتلة

وزعمت الصّحيفة أن التجهيزات للعمليّة بدأت بعد إعلان جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام (الشاباك) تفضيلهما العودة لسياسة الاغتيالات لقادة الحركة على عملية عسكريّة واسعة في قطاع غزّة، يخشى الاحتلال أن تتضمّن اجتياحًا بريًّا.

لكن التقديرات "الإسرائيليّة" تشير إلى خشية من أن تؤدي سياسة الاغتيالات إلى ردّ فعل عنيف من حركة "حماس" يقود إلى حرب، وفق الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين كبار قولهم، إن: "الخطط لاغتيال قادة حماس وصلت إلى مرحلة متقدّمة، لكن في حال طلبت القيادة السياسية الإسرائيليّة تنفيذها، فإن ذلك يتطلّب تحضيرات إضافيّة"، على حد زعمها.

ومنذ تأسيس حركة "حماس" في ثمانينيّات القرن الماضي، استهدف الاحتلال "الإسرائيلي" عددًا من قادة الحركة، أبرزهم المهندس يحيى عيّاش (1996) في غزّة، عدنان الغول (2004)، رئيس الجناح العسكري لحركة "حماس" صلاح شحادة (2002)، مؤسس حركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين (2004)، ورئيس القيادة الداخلية للحركة عبد العزيز الرنتيسي (2004)، والقيادي في كتائب "القسام" أحمد الجعبري (2012م).

وحذرت كتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الاحتلال الاسرائيلي من أي عمل عدائي ضدها.

وقالت کتائب القسام في رسالة باللغة العبرية نشرت على موقعه الالكتروني ان "أي عملٍ غبيٍ يصدر عن الاحتلال سيكلفه دمارًا وألماً لا يطيقه".

ونشرت القسام الرسالة تحت عنوان "متى لا نُقاتِل العدو؟": إنه "يستحسن للعدو ألا ينجرف في إيهام نفسه، فإن أي عملٍ غبيٍ يصدر عنه سيكلفه دمارًا وألمًا لا يطيقه، سيكون شيئًا لم يعرفه من قبل سواءً في ماهيته أو في كميته".

وأكدت أنه "عندما يكون تنظيم حماس مقاتل لأجل الحرية، تقف مصلحة شعبه في مقدمةِ أولوياته، فإنه حتى مع عدوٍ غادرٍ ووحشي، يستخدم بين الحين والآخر وبحسب الحاجة الوطنية تكتيك "مرة حوار ومرة نار".

وشددت على أن شعار حماس الثابت "لن نكف حتى تتحقق كل الأهداف، حتى وان انخفضت الوتيرة، مؤكدا ان القسام في نوبة حراسة مستمرة ".

وحول تساؤل الرسالة "متى لا نقاتل العدو؟"، بينت کتائب القسام أن ذلك يتأتى "عندما يتوقف (الاحتلال) عن كونه عدوًا ولن يتوقف".

وحول "اتفاقات وقف إطلاق النار"، جاء بالرسالة انها "محطات على الطريق؛ يوجبها الواقع حتى إشعارٍ آخر، وتتغير في اللحظة التي يتغير فيها الواقع".

وشددت على أن "حماس لا تُخلّ أبدًا باتفاق وقّعت عليه، حتى وإن كان مع عدوٍ غادرٍ"، واصفا الاحتلال بالبطل التاريخي بنقض العهود.

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، على أن حديث الاحتلال وتهديده باغتيال قيادات الحركة هو موقف يثير السخرية ويدل على حالة الارباك والتخبط التي يعيشها.

وقال بدران إن الزمن الذي يوغل الاحتلال فيه في دماء الفلسطينيين دون أن يصله الرد على جرائمه قد مضى".

وأضاف بدران "تهديدات الاحتلال لا تخيف طفلًا فلسطيًنا فما بالك بقيادات المقاومة"، مؤكدًا على أن دماء أبناء الشعب الفلسطيني كلها غالية.

هذا وقال الكاتب والمحلل السياسي، إياد القرا، إن المقاومة الفلسطينية لها تجربة مهمة سابقة وتأخذ إجراءات وتدابير أمنية كثيرة، في سبيل منع وإفشال مخططات الاحتلال، من الوصول لقادة المقاومة واغتيالهم.

ويؤكد القرا، أن تأثير عمليات الاغتيالات بات محدوداً، وذلك لأسباب كثيرة ومنها: أن غالبية الفصائل وخاصة العسكرية لديها هياكل تنظيمية وبنية قيادة تقود العمل في حال غياب أي قائد أو مسؤول، ومنها حركة حماس التي لديها مكتب تنفيذي ومكتب سياسي وهيئات إدارية عليا ومحلية تعمل بفعالية في حالة وجود أي طارئ وتضم الهيئات الأمنية والمجتمعية و التنظيمية.

وقال القرا، ان حديث الاحتلال عن عودة الاغتيالات، نابع من الأزمة السياسية والأمنية التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية، في ظل استمرار حالة التوتر على الجبهة الجنوبية من خلال عمليات التصعيد المتكرر على جبهة غزة، وهو ما يشكل عملية استنزاف للجيش الإسرائيلي في الوقت الذي يواجه الاحتلال مسيرات العودة وإطلاق الطائرات و البالونات الحارقة، وكل هذه العوامل المستمرة منذ 5 شهور لا يتحملها الاحتلال وأثارت حالة من الغضب الداخلي على الحكومة الإسرائيلية لفشلها في حسم المواجهات الحالية مع حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية.