مع الحدث: مصير ادلب بين الخيارات العسكرية والسياسية - الجزء الاول

الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٧:٣٧ بتوقيت غرينتش

بعد اقتراب الجيش السوري من تحرير كامل مناطق الجنوب تتوجه الانظار الى ادلب التي توصف بأنها خزان المجموعات الارهابية المسلحة حيث تبذل جهود اقليمية ودولية لتجنيبها الخيار العسكري الذي يتحضر لها الجيش السوري.

فأي الخيارات اقرب لتحرير ادلب؟ هل يعتمد الحسم العسكري ام الحل السياسي؟ ما طبيعة التحركات التي تقوم بها موسكو وانقرة؟ ولماذ التهويل بتشكيل جيش وطني معارضة بدعم تركيا؟

اكد منسق شبكة امان للدراسات الاستراتيجية انيس النقاش، حول سبب الاهتمام الكبير على المستوى الدولي والاقليمي بمصير ادلب،  اكد ان هناك ثلاثة اسباب رئيسية، الاول: تبدو معركة ادلب على انها آخر المعارك الكبرى بعد الغوطة وجنوب سوريا، وقبلها حلب وحمص ودير الزور، كل هذه المناطق تحررت وبقت ادلب البؤرة الكبرى للمسلحين في شمال سوريا.

وقال النقاش في حوار مع العالم في برنامج "مع الحدث"، اما السبب الثاني هو ان اكثر المجموعات المسلحة التي قبلت الخروج مع اسلحتها الفردية من مناطق خفض التصعيد، كانت ترسل الى ادلب، لذا اصبحت هذه المدينة خزاناً من مجموعات متعددة الاتجاهات.

وشدد النقاش، على ان هناك هدف استراتيجي اساسي من وراء هذا الاهتمام الدولي والاقليمي، لان معركة ادلب مرتبطة بالدور التركي في الازمة السورية.

واوضح ان هذا الدور اكتشف بعد ان فشل في اسقاط الدولة السورية والتآمر عليها، انه غير قادر على ان يصل الى اهدافه الخاصة اثر صمود الدولة والجيش السوري والدعم الروسي والايراني وحزب الله، حينها بدأت تركيا بتغيير من مواقفها ووضعها من معتدي على سوريا الى باحثة عن موقع لها في التسوية السورية، مشيراً الى ان هذا ما تلقفته روسيا وايران وساعدتها على تبديل موقفها لتدخل ضمن اطار التهدئات والمصالحات والتكتيكات للقضاء على المجموعات المسلحة التي كانت شريكة في ايجادها.

 

بدوره، اكد عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود، انه يجب الانتباه جيداً الى التحول التركي، بعد ان شكلت مدينة ادلب عبئاً وضغطاً على انقرة، مشيراً الى ان تركيا تخشى من الفائض العنيف الذي نتج بسبب تجمع الارهابيين في ادلب.

وقال العبود: ان تركيا تحاول الاستثمار في فائض العنف هذا في ادلب، ليس من اجل الاهداف الاستراتيجية التي بدأ العدوان فيها على سوريا، وانما من اجل اهداف اخرى مختلفة تماماً وهي الاستثمار في اداة العنف هذه كي تحجز لها في موطئ قدم في طاولة المفاوضات او في خلق خارطة استراتيجية تعنى باستقرار المنطقة يكون فيها اردوغان وتركيا فاعلة وموجودة.

واوضح العبود، ان سوريا ستشهد سيناريوهين، الاول هو ان الجيش السوري سيضغط، حيث تحاول الدولة السورية استيعاب لجزء من فائض العنف، بمعنى انها ستفتح باب المصالحات والتسويات.

ورأى العبود، ان شيئاً ما يعدّ، اي ان هناك اتفاق بين القوى الاساسية على مستوى المنطقة كالشقيق الايراني والصديق الروسي، والتركي المضطر ليضمن نفسه في الخارطة الاقليمية الفاعلة خاصة في ظل الضغط الاميركي عليها الان، وليضمن الجانب التركي عدم سيلان فائض العنف من ادلب باتجاه الاراضي التركية، مؤكداً ان نتائج معركة ادلب واضحة تماماً للجميع، وان الدولة السورية ستدخل هذه الجغرافيا وتسيطر عليها.

وحول الموقف التركي في موضوع ادلب وحل المسألة على الطريقة الاردوغانية، اكد الكاتب السياسي التركي جواد غوك، انه بعد انتصارات الجيش السوري وصلت تركيا الى حقيقة بالنسبة لمدينة ادلب هي المحاولة بان تكون دولة ضامنة باستمرار، الا ان لديها مخاوف من موجة نزوح جماعي ووقوع مجزرة في ادلب، كما يشاع في الاعلام التركي.

وقال غوك: ان الكل يعرف ان الدولة السورية سوف تسيطر على مدينة ادلب باعتبار ان سوريا للسوريين، مشيراً الى ان تركيا غير قادة على تحمل موجة نزوح جماعي اخرى من ادلب، وعليها اجراء تدابير مع الجانب الروسي والايراني للحيلولة دون ذلك.

واوضح غوك، ان تركيا تسعى في هذه المرحلة ان تكون المعارضة كأداة لديها وورقة في المفاوضات القادمة، فيما تحاول روسيا ان تكون هدنة في المصالحة مع الجانب الاميركي.

واكد غوك، ان من مصلحة تركيا الاقتراب من الدولة السورية، معتبراً ان من شأن التقارب فيما بينهما سيعود اكثر نفعاً على انقرة من التقارب مع روسيا وايران، مشيراً الى ان الجانب السوري فهم المسألة، لكن الجانب التركي المتمثل بحزب العدالة والتنمية الحاكم ليس قادراً على الفهم حالياً وربما غداً خلال لقاء مع وزير الخارجية الروسي فلاديمير سيرغي ستتوضح لهم الامور اكثر.

ولفت غوك الى ان في 7 من ايلول القادم ستعقد قمة مهمة في انقرة ستكون بين روسيا تركيا المانيا فرنسا لبحث موضوع ادلب، وقال: ان هذه الدول التي تهتم بوحدة الاراضي السورية، كروسيا نيابة عن سوريا وايران، وتركيا ممثلة عن المعارضة، والمانيا وفرنسا ممثلتين عن دول الاتحاد الاوروبي، تحاول كتابة الدستور الجديد، معتبراً القمة بالمهمة جداً بالنسبة لمستقبل سوريا.

واوضح غوك، ان اميركا ضربت مصالح الجميع في المنطقة خاصة دعمها لوحدات الحماية الشعب الكردية، ولهذا السبب تحاول تركيا ان تكون يدها قوية وتقول انها موجودة في الساحة السياسية والعسكرية.

 المزيد من التفاصيل في الفيديو اعلاه..

 

ضيوف الحلقة:

منسق شبكة امان للدراسات الاستراتيجية انيس النقاش

عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود

الكاتب السياسي جواد بوك

 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
http://www.alalam.ir/news/3722621