لقاء بومبيو ديمستورا والابواب المغلقة

لقاء بومبيو ديمستورا والابواب المغلقة
الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٧:١٨ بتوقيت غرينتش

اعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، إن رئيس سلكها الدبلوماسي، مايك بومبيو سيستضيف اليوم الأربعاء مبعوث الأمم المتحدة الخاص بشؤون سوريا ستيفان ديمستورا ويجري محادثات معه. لكن ما يثير الاستغراب هو التعتيم على محور المحادثات والتاكيد على ان اللقاء سيكون خلف الابواب المغلقة . لماذا ؟.

العالم - مقالات وتحليلات 

لا يخفى على احد ان امريكا كان لها دورها في الازمة التي تعاني منها سوريا على مدى السنوات الماضية بدءا من تأجيج الاوضاع في بداياتها ومرورا بدعم الارهابيين بشتى الوسائل لاسقاط النظام واثارة الفوضى وانتهاء بالعراقيل التي تضعها في الوقت الراهن امام التوصل الى تسويات للازمة.  

ومن هنا يرى المراقبون ان اللقاء الذي يعقد خلف الابواب المغلقة، هو في الحقيقة ليس لقاءا تشاوريا كما هو الحال في اللقاءات المماثلة، بل انه سيمخض عن اوامر تعطى للمبعوث الدولي لطرحها كرؤى جديدة لتسوية الازمة السورية في حين انها ستشكل حجر عثرة امامها في الحقيقة. 

اول ما يخطر على البال في هذه العجالة هو الحوار القائم بين الاكراد والحكومة السورية.. ففي ضوء الانتصارات التي حققها الجيش السوري على صعيد تطهير غالبية الاراضي من دنس الارهاب والارهابيين، اعلن الاكراد الذين فقدوا ثقتهم بامريكا جزئيا، عن استعدادهم للدخول في حوار مع الحكومة السورية، وذلك انطلاقا من انهم باتوا يعرفون انه الخيار الوحيد الذي تبقى امامهم بعد الانتصارات الباهرة للجيش السوري.

مخرجات الحوار بين الحكومة السورية والاكراد توحي بقرب عودة حوالي ربع الاراضي السورية الى احضان الوطن دون اراقة قطرة دم واحدة، وهذا ما لا تحبذه الادارة الامريكية باي شكل من الاشكال ، حيث انها كانت ولا زالت تسعى الى الاستفادة من الملف الكردي كورقة ضغط ضد النظام في  اي مفاوضات مقبلة. 

هذا فضلا عن ان القوات الأمريكية ستفقد قريباً ذريعة وجودها في سوريا، بعد الهزيمة الحتمية للارهابيين ، خاصة بعد أن استعاد الجيش السوري غالبية الاراضي التي كانت تخضع لهم، لذلك فهي تخطط للبقاء في سوريا ، عبر تأسيس إدارة مستقلة عن النظام السوري في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

كما ان انسحاب القوات الأمريكية سيسمح لقوات الحكومة السورية بالسيطرة على مساحات أكبر، ما يعني تحقيقها النصر في الحرب الكونية ضدها، وهو ما لا تحبذه امريكا باي حال من الاحوال.

اذا تزامن لقاء بومبيو بديمستورا خلف الابواب المغلقة مع الحوار الذي تجريه الحكومة السورية مع الاكراد والذي تمخض لحد الان عن التوصل الى نتائج مرضية الطرفين، ليس وليد الصدفة، وهذا ما ستكشفه الايام القادمة حين يدلي المبعوث الاممي بتصريحات على انها آليات جديدة لحل الازمة السورية.