مع الحدث: انتصار تموز وتأثيره في لبنان والمنطقة

الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٧:٢٠ بتوقيت غرينتش

كيف تحل الذكرى 12 لانتصار تموز في لبنان والمنطقة؟ هل ما شهدته المنطقة في سنوات ما بعد الانتصار محاولات لقلب المعادلة؟ ما اهمية واقع المشهد السوري الجديد في تمتين محور المقاومة والمواجهة؟

ماذا عن المناورات الاسرائيلية في الجولان المحتل لمواجهة حزب الله بحسب القادة الاسرائيليين؟

واعتبر امين عام مؤتمر الاحزاب العربية قاسم صالح، ان انتصار تموز هو انتصار غير مسبوق على مستوى الصراع العربي الاسرائيلي.

وقال صالح في حوار مع العالم في برنامج "مع الحدث"، ان انتصار المقاومة في حرب تموز قد ألقى بظلاله على مجمل الساحة القومية والتي شهدت تطورات واستهدافات لتقويض معنى هذا الانتصار او الانجازات التي تحققت على يد المقاومة.

واوضح صالح، ان التآمر الذي حصل على هذه الساحات يأتي كثأر من القوى التي ساهمت في هذا الانتصار، وعلى رأسها المقاومة في لبنان وسوريا التي شهد الجميع وحتى قادة العدو الاسرائيلي بأن غالبية الصواريخ التي اطلقت على العدو اتت من سوريا.

واضاف صالح، ان الحرب الكونية التي شنت ضد المقاومة، لانه انتصارها رسم مشهداً جديداً على مستوى الصراع ان كان في غزة فيما بعد حيث المواجهات مع كيان العدو الاسرائيلي، وتمكن المقاومة في فلسطين من تحقيق انجازات على ضوء انتصارات المقاومة، مشيراً الى ان هذه الحرب شنت في سوريا وغيرها من الدول الاخرى، بهدف اسقاط انجازات المقاومة.

واعتبر صالح، ان انتصار تموز قد شكل منعطفاً اساسياً بالاضافة الى التحرير الذي حصل عام 2000 بلبنان، على مستوى الصراع في المنطقة واكد ان المقاومة قادرة على تحقيق الانجازات وان الرهان على هذه المقاومة هو الافضل، والذي اسقط مفهوم "السلام" التي كانت تدعو اليه غالبية الانظمة العربية وسط حالة من التهافت المريع.

وشدد صالح، على ان انتصار تموز اسس لمقاومات ليس فقط في لبنان، مثلاً المقاومة في فلسطين اثبتت انها قادرة على المواجهة مع العدو الاسرائيلي واسقاط كل احلامه بالسيطرة على غزة، وفي العراق الذي شهد مواجهات كبيرة ضد الاحتلال الاميركي، وفي سوريا ايضاً حيث مواجهة الجيش السوري للحرب الكونية، وايجاد تحالف على مستوى سوريا، وكذلك تكريس المقاومة ايضاً في اليمن وصمود الشعب رغم كل الضربات والمجازر المؤلمة.

وقال صالح: بالمحصلة فان هذا الانتصار الذي حصل، اكد على مسألتين اساسيتين، ان خيار المقاومة هو الخيار الانجع لتحقيق الانتصارات واستعادة الحقوق، واكد ان محور المقاومة اذا ما تعزز تنسيقه ودوره في المنطقة قادراً على مواجهة جميع المؤامرات والمشاريع ومن ضمنها صفقة القرن التي ولدت ميتة لان الشعب الفلسطيني قد دفنها.

وحول اسباب ترويج الانظمة العربية للاسطورة المزيفة حول الكيان الاسرائيلي بانه لا يقهر لكنه اصيب بهزيمة مدوية يشهد التاريخ عليها وعجز عن مواجهة هذه الحالة، رأى الاكاديمي والباحث السياسي مهند الضاهر، ان ما تسمى عملية كامب ديفيد للسلام، جعلت الانظمة العربية تتهاوى وتهرول باتجاه كيان الاحتلال الاسرائيلي لعقد سلام معها.

وقال الضاهر: ان هذا لم يحصل على مستوى الدول العربية وانما حصل على مستوى القيادات في الداخلي اللبناني، وحتى التمثيلات السياسية، مشيراً الى ان ما حصل في لبنان من اصطفافات خلال فترة حرب تموز وقبلها، تؤكد ان الانظمة العربية واعلامها الرسمي بشكل عام هو الذي اكد بان الحل هو السلام مع "اسرائيل".

واكد ان المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان اثبتت وتحديداً حزب الله خلال حرب تموز 2006، على انها الطريق الوحيد لحل المشاكل، مستشهداً بحديث السيد نصر الله بان المحور المناهض للمقاومة الذي يهادن ويتعاون مع "اسرائيل" بحجة السلام، قد اصبح محرجاً من هذا الانتصار، وثبت لديه من خلال النتائج بان المقاومة اقوى من ان تقهر ولا يمكن ان تكسر طالما هناك رغبة وارادة حقيقية تمثلت بما فعله المقاومون في جنوب وبما فعلته القيادة السورية والايرانية من دعم للمقاومة.

واعتبر الضاهر، ان انتصار سوريا على الحرب الشعواء التي شنت عليها اكدت كما قال الرئيس السوري بشار الاسد، بان كلفة المقاومة اقل بكثير من كلفة التبعية للاميركي، مشيراً الى ان انتصارات الجيش السوري وتحرير مناطق كانت تعتبر اشبه بالمحرمات بالنسبة للاسرائيليين، حيث اصبحت تلك المناطق نقطة ارتكاز تجعل من سوريا هي الشريان الحيوي للمقاومة وخط الرابط بين ايران ولبنان، داعياً العراق الى الانضمام لمحور المقاومة.

واشار الضاهر الى تصريحات السيد نصر الله وبشار الاسد بان محور المقاومة بات أقوى وانه يمتلك ما يمكن ان يخيف "اسرائيل"، ومثال ذلك فشل مقلاع داوود (القبة الحديدية) في اسقاط صاروخين قصيري المدى، واثبت بان الترسانة العسكرية هي اضعف من ان تواجه محور المقاومة.

واكد الضاهر، ان جنود المقاومة استطاعوا ان يقهروا الاسرائيلي، فكيف اذا اكتمل محور عناصر المقاومة بايران ذات القوة الكبيرة جداً والتي لا تتفاوض مع الاميركي، لافتاً الى انضمام بعض الدول وبعض القواعد الشعبية في الوطن العربي لمحور المقاومة.

وحول محاولات العدو على مدى 12 عاماً، باثارة حروب كلفت شعوب المنطقة موتاً وتمزقاً وخراباً من اجل قلب المعادلات وخلق شرق اوسط جديد لم تكتب له الولادة، اكد الخبير بالشأن الاسرائيلي عادل شديد، ان ما بعد حرب تموز اصبحت الامور مختلفة تماماً وفضحت التوافق العربي المنسجم تماماً مع الموقف الاسرائيلي، مشيراً الى ان هذه الانظمة العربية التي طلبت من رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت الاستمرار حتى النهاية، اصبح لديها مصلحة بهزيمة محور المقاومة لابقاء "اسرائيل" الاقوى بالمنطقة على قاعدة ان بقائه سيشكل ضماناً لبقائها.

وقال شديد: ان عمليات المقاومة البطولية المتتالية في حرب تموز، وتمكنها من قتل واسر جنود اسرائيلي، شكلت ضربة مهينة جداً لرأس "اسرائيل" المصاب بهوس وعنجهية القوة، محذراً من ان هناك اتجاه جديد بالمنطقة ليس الغرض منه تغيير موازين قوى المنطقة وانما احداث تغيير، لذا قررت "اسرائيل" تسمية الحرب بـ"تغيير اتجاه".

واوضح شديد، ان هذه التسمية معناها انه اذا ارادت حركات المقاومة من حماس في غزة مروراً بحزب الله في لبنان ان تغير الاتجاه، فان "اسرائيل" في هذه الحرب ستغير هذا الاتجاه.

واضاف شديد ، ان 34 يوماً من المواجهة الاسطورية التي استخدمت فيها "اسرائيل" الحد الاقصى من امكانياتها العسكرية ضد المقاومة خلال حرب تموز، وصلت الى فشل كبير عجزت عن تبريره وسعت الى تغيير التسمية.

مزيد التفاصيل في الفيديو اعلاه...

ضيوف الحلقة:

من استوديو بيروت.. امين عام مؤتمر الاحزاب العربية الاستاذ قاسم صالح

من دمشق.. الاكاديمي والباحث السياسي د. مهند الضاهر

من الخليل.. الخبير بالشأن الاسرائيلي عادل شديد

 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
http://www.alalam.ir/news/3724711