في الذكرى الثانية عشرة لانتصار المقاومة..

نصرالله: نصر جديد في الحرب على الارهابيين في سوريا

نصرالله: نصر جديد في الحرب على الارهابيين في سوريا
الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٨ - ١١:٤٩ بتوقيت غرينتش

تزامنا مع الذكرى الثانية عشرة لإنتصار المقاومة اللبنانية في التصدي لعدوان الكيان الصهيوني في تموز عام 2006، اكد الأمين العام لحزب الله لبنان السيد حسن نصر الله وعده للمقاومة بالإنتصار على الإرهابيين التكفيريين الذين يعبثون بأمن وسلامة سوريا منذ أكثر من سبع سنوات.

العالم- مقالات وتحليلات

وفي إشارة الى عدوان الكيان على لبنان في تموز 2006 قال السيد حسن نصر الله ان ذلك العدوان كان يهدف القضاء على المقاومة اللبنانية من الناحية العسكرية، أو نزع سلاحها على اقل تقدير، وقد اعلنوا ذلك منذ إشعال فتيلة العدوان علينا، ولو كان لبنان يخسر الساحة في تلك الحرب، لكان المشروع الامريكي يتم تنفيذه بحذافيره في سوريا وغزة وايران، وبذلك يتم إبادة تيار المقاومة على حد زعمهم.

انهم كانوا ينوون كسر شوكة حزب الله، ومن ثم حركة حماس في غزة ليتفكك خط المقاومة، وفي نفس الإطار خططوا لاستراتيجية إغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.

وبعد تلك العملية الإجرامية قاموا بتشكيل لجنة دولية، لتوجه اصابع الإتهام لحزب الله لبنان وسوريا في الجريمة، وقد تمكنوا من تطبيق السيناريو على الارض الى حد بعيد، واستصدروا القرار 1559 الذي دعا لخروج القوات السورية من لبنان ونزع سلاح المقاومة اللبنانية بما فيها حزب الله، لكن دعم التيارات السياسية اللبنانية الموالية للغرب لحزب الله حال دون تحقيق هذه الفقرة، بل وراح التيار الموالي لأمريكا واسرائيل والمتمثل بجبهة الرابع عشر من مارس، تتراجع مواقفه في الساحة اللبنانية مقابل تنامي مكانة الجبهة المقابلة اي تيار الثامن من مارس/آذار.

ثم ان هذه الجبهة وجهت تحذيرات شديدة للدول الغربية وفي مقدمتها امريكا وفرنسا، ليعرفا أنهما لم يتمكنا من الاعتماد على الجماعات الموالية لهما، تحت عنوان تيار الرابع عشر من اذار، وأن نزع سلاح المقاومة بات امرا بعيد المنال، وان تمييع العلاقات بين حزب الله وايران وسوريا امر بات بعيدا عن الواقع.

هذه الانهيارات المتتالية للغرب واروبا والتيارات السياسية اللبنانية الموالية لهما مهدت الأرضية لشن عدوان شامل من البر والبحر والجو على لبنان من قبل الكيان الصهيوني، عدوان خرق كل المعادلات السياسية والعسكرية، بهدف تغيير خارطة المنطقة. لكن اول ما حصده العدو من عدوانه على لبنان هو تحطم شوكة الجيش الاسرائيلي الذي لايقهر.

خاصة وان الحرب غير المتكافئة التي جسدتها قوى المقاومة اللبنانية أربكت كل العسكريين الاسرائيليين المدججين بأحدث أنواع السلاح.

ورغم ان العدو كان مسيطرا على سماء لبنان وبات بإمكانه توجيه ضربات موجعة للشعب اللبناني، الا أن العدوان الذي استمر لـ 33 يوما لم يسفر إلا عن استسلام الكيان المعتدي لمعادلة التي فرضتها المقاومة على ارض الواقع.

الا ان العدو بدأ عدوانا آخر على قطاع غزة عسى من ان يتمكن من النيل من حركة حماس التي هي حلقة اخرى من سلسلة المقاومة في المنطقة، لكنه هو الاخر أضحى الخاسر الاكبر للساحة بفضل الصمود والمقاومة التي بذلها ابطال الحركة في التصدي للعدوان.

وقد تزامنت هذه الهزيمة النكراء للعدو في القطاع مع الصحوات الشعبية في شمال افريقيا والتي قضت على الحكومات المستبدة في تونس ومصر وليبيا، وقد حاول المتآمرون على شعوب المنطقة استغلالها وإثارت الفتن والفوضى في سوريا تحت عنوان ثورات شعبية، من خلال إيغال عملائهم الى العمق السوري عام 2011.  

وبغية تحقيق شيئ ما على الارض جهزوا الجماعات التكفيرية الارهابية وأعطوها اسم المعارض السورية عسى ان يتمكنوا من اسقاط حكومتها، لكن السيد حسن نصر الله اكد في كلمته بالمناسبة ان تطورات السنوات السبع الاخيرة في سوريا، كانت نسخة مكررة من عدوان تموز وحملت نفس الأهداف والنوايا و تقوية المحور الاسرائيلي في المنطقة.

ولكن هذه المرة وبالرغم من ان الشعب السوري وحزب الله لبنان تحملا بعض التصدعات رغم دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية لهما، الا أن النتيجة كانت لصالح تيار المقاومة وتم إفشال الخطوط العريضة لاستراتيجية الدول الغربية لتقسيم دول المنطقة وتغيير الواقع الديموغرافي لمنطقة الشرق الاوسط لصالح الكيان الصهيوني.

* مرتضى مكي