السعودية تلجأ إلى التضليل الإعلامي لمواجهة خصومها.. آخرهم كندا !

السعودية تلجأ إلى التضليل الإعلامي لمواجهة خصومها.. آخرهم كندا !
الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٨ - ١٢:٠٤ بتوقيت غرينتش

انتقاد بسيط لوضع حقوق الانسان في السعودية فتح بركان الغضب السعودي في وجهها، هذا هو الحال مع كندا التي اصدرت وزارة خارجيتها بيانا تطالب فيه المملكة باحترام حقوق الانسان وخاصة بعد اعتقال الناشطات في حقوق المراة. 

العالم- السعودية

وبالرغم من ان ما صرحت به  وزيرة الخارجية الكندية ليس بالأمر الجديد، خاصة ان السجل السعودي في مجال الحريات وحقوق الانسان دائما محل للانتقاد من قبل المنظمات الدولية والدول الغربية بما في ذلك تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2017، لكن لم يرق لنظام السعودي في حلته الجديدة، تحت قيادة محمد بن سلمان "راعي الحرية والتغيير في المملكة"، مجرد الاعتراض فصب النظام غضبه على كندا واعتبر  التصرف الكندي ، تدخلا في الشؤون الداخلية واستدعى سفيره من كندا، وطرد السفير الكندي لديه.

لم يقف الامر عند هذا الحد  فرد الفعل السعودي شمل قائمة طويلة من الإجراءات ذات الطابع الإقتصادي، الا  ان الجانب الكندي لم يتراجع عن موقفه بل أعلن رئيس الوزراء جاستين ترودو أن بلاده ستستمر في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان حول العالم.


وكعادتها في الازمات تلجا دائما السعودية الى امبراطوريتها الاعلامية لبث الاشاعات والاخبار المغلوطة ضد خصومها كما فعلت في قضايا كثيرة اخرها ازمة دول المقاطعة بقيادة السعودية ضد قطر، بالطبع الهدف من النشاط الاعلامي السعودي هو حشد الراي العام و الشعبي لما اتخذته الرياض من اجراءات ضد اوتاوا.

1- الرياض تحاول تبرير اعتقال النشطاء لديها و ايهام الاخرين ان السجون الكندية تعاني هي الاخرى من انتهاكات خطيرة في حقوق الانسان، هذا الاشاعة اثارت سخرية رواد مواقع التواصل لدرجة ان احدهم قال" بالرغم من عدم تصديق هذه الاشاعة فهل هذا مبرر ان ينتهك النظام السعودي حقوق الانسان بالرغم انه يدعي ان حكمه يستند على الشريعة الاسلامية".  في هذا السياق بثت قناة "العربية" – المملوكة للدولة – في مقطع مصور أذاعته قبل أيام قالت فيه: "إن السجناء في كندا يعانون من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في ظل ظروف مروعة داخل السجون؛ إذ أكد التقرير المصور أن السجناء يعانون من انعدام الطعام الكافي، وكذلك سوء الخدمات الطبية المقدمة، بالإضافة إلى وفاة ما يقرب من 75% من المحتجزين الكنديين قبل الوصول للمحاكمة بسبب سوء الأحوال والتكدس داخل السجون، علاوة على الاستخدام المفرط للقوة ضد المحتجزين في السجون الكندية".


السقطة الاخرى للاعلام السعودي الذي اراد ان يطبق  المثل المعروف "من من كان بيته من زجاج لايقذف الناس بالطوب" هي ادعاء ان الكاتب الكندي و استاذ بجامعة تورنتو جوردان بيترسون، الذي كان له  تحفظاتٍ على نظام العدالة الكندي و انتقد قانون أونتاريو الخاص بالتعبير عن الجندرية، يقبع في أحد السجون الكندية بسبب هذا الانتقاد. بالطبع  كانت المعلومة التي قدمتها العربية عارية تمامًا عن الصحة؛ والمثير للخجل ان  سخر بيترسون  عبر حسابه على " تويتر" قائلا: "انقذوني.. أنقذوني، أنا أتعرض للقمع".


العربية اشارت ايضا شخص اخر مما اسمته " سجناء الرأي" كندا وهو وينيس رانكور، الأستاذ الدائم بجامعة أوتاوا.
رانكور  فُصِلَ من عمله؛ لأنه لا يؤمن بتقييم الطلاب بالدرجات؛ لكن على كس ما ادعت العربية فهو حر طليق ايضا ولا يقبع في السجون الكندية بل وانه في حديث له مع شبكه "سبوتنيك" علق على انتقادات بلاده لحقوق الإنسان في السعودية، واعتبرها "غير صريحة بما فيه الكفاية"، بحسب تعبيره.
سقطة ثالثة: في بلد غني بالنفط كالسعودية تبقى مسألة الفقر وتردي الواقع الاجتماعي من المسكوت عنه في المملكة، ولا تتوفر أرقام رسمية دقيقة عن نسبة الفقر والبطالة في السعودية، ولا تشير بيانات المؤسسات الدولية إلى هذا الموضوع لاعتبار التكتم الشديد من قبل الدوائر الرسمية في هذا البلد، لكن التقديرات والشواهد تشير إلى تفشي مشكلة الفقر والبطالة والتفاوت الطبقي والمناطقي في أرض الذهب الأسود خلال السنوات الأخيرة.


وأكدت تقارير غير رسمية في العام 2003 أن نسبة الفقر في المملكة بلغت 12.5%، لكن أرقاما أخرى تشير إلى أن نسبة الفقراء تصل 25%. ويبلغ عدد السكان في البلاد 31.7 مليون نسمة، بينهم  11.7 مليونا من الأجانب، بحسب أحدث بيانات لهيئة الإحصاء السعودية.
مع كل هذا قامت السعودية بلجانها الالكترونية على موقع التواصل "تويتر"بكتابة العديد من التغريدات التي استخدمت صورة واحدة مأخوذة عن موقع مؤسسة «The Canadian Roger and Tatum»، والتي يظهر فيها أحد أحد سكان مونتريال، وهو يحمل لافتة مكتوب عليها: «كندا بلد المشردين، وجاء في هذا المنشور المتكرر: "السعوديون يطالبون بتحسين حالة الأطفال المشردين في كندا»، ويبلغ عدد المشردين في كندا حوالي 3 آلاف مشرد، لكن ذلك لا يجعل من دولة قوامها 37 مليون نسمة بلدًا للمشردين، كما يحاول الإعلام السعودي الرسمي أن يصورها لمواطنيه.


السقطة الرابعة: في الوقت الذي تسجن فيه المملكة مدافعات عن حقوق النساء، ولا تسعى لإسقاط قانون الولاية، الذي يمنع النساء من السفر دون إذن وصي ذكر، يخرج مساندوها في شبكات التواصل الاجتماعي من أجل اتهام كندا بأنها واحدة من أكثر دول العالم قمعًا للنساء.

إذ قال المعلق الكويتي على التلفزيون السعودي، فهد الشليمي: «إنَّ كندا من ضمن الدول صاحبة أعلى معدلات لقمع النساء في العالم»، فيما كتبت المغردة السعودية الشهيرة، أماني العجلان، على «تويتر» تسأل عن «لغز جرائم القتل الألف ضد النساء في كندا»، علاوة على صورة من تقرير إحصاءات كندا حول العنف ضد النساء في كندا، والذي تناقلته حسابات سعودية مطلقة عليه "عار كندا".

بالرغم من كل المحاولات السعودية الا ان الراي العربي والسعودي واع  تنوع مصادر المعلومة في عصر الحالي جعل الكاذب موقفه حرج امام الجميع، لكن هل من عاقل يعي الدرس!