أردوغان يجب ان يصمد أمام ترامب حتى الخريف المقبل!

أردوغان يجب ان يصمد أمام ترامب حتى الخريف المقبل!
الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٩:٤٤ بتوقيت غرينتش

شنت أميركا في الآونة الأخيرة حربا سياسية واقتصادية على تركيا و فرضت رسوما على الصلب والألومنيوم القادم من تركيا، ما تسببت في تقلبات بسعر صرف الليرة التي فقدت نحو 40% من قيمتها منذ بداية العام الحالي.

العالم - تركيا 

في الصراع التركي -الأميركي، تصر واشنطن بان تطلق أنقرة سراح القس الأميركي أندرو برانسون ويؤكد مايك بنس نائب الرئيس الأميركي إن "من الأفضل لتركيا ألا تختبر تصميم الرئيس دونالد ترامب" في هذا الخصوص.
بالمقابل توصي تركيا، الولايات المتحدة لاحترام عمل قضاءها في إشارة لضغوط واشطن من أجل إطلاق القسبرونسون المعتقل بتركيا على خلفية علاقته بفتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالتخطيط للمحاولة الانقلابية عام 2016.

 

لماذا يصر ترامب على إطلاق سراح القس

 الناخبون في الولايات المحافظة في أميركا التي يطغى عليها التدين مهمون جدا بالنسبة إلى ترامب والجمهوريين في انتخابات الكونغرس النصفية في الخريف المقبل . 

ترامب يريد أن يرى هؤلاء الناخبون كيف يبذل جهوده من أجل إطلاق سراح القس برانسون، وبالنسبة إلى نائب الرئيس مايك بينس فإن هذه القضية لها بعد شخصي أيضا، إذ أنه انجيلي متدين محافظ، وهو مصر على إطلاق سراح برانسون.

 

رسوم جمركية تركية على عدد من المنتجات الأميركية

في المقابل تركيا أخذت قرارها وتريد الصمود أمام الشيطان الأكبر، فالرئيس أردوغان فرض الرسوم الجمركية على عدد من المنتجات الأميركية، منها السيارات والخمور والتبغ، في خضم الأزمة الدبلوماسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة التي نفت مسؤوليتها عن أزمة العملة التركية.

وتشمل هذه التدابير زيادة بنسبة 140% على المشروبات الكحولية المصنوعة في الولايات المتحدة، وزيادة بنسبة 120% على السيارات الأميركية، و60% على التبغ، و50% على الأرز، و50% على الورق، و60% على مستحضرات ومنتجات التجميل، كما شملت قائمة منتجات البلاستيك.

وجاءت تلك الزيادات الجمركية غداة دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى "مقاطعة البضائع الإلكترونية الأميركية" بما فيها اجهزة الهاتف الذكي ايفون.

يقول فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركيان رسوم الاستيراد زادت على بعض المنتجات، بموجب مبدأ المعاملة بالمثل، ردا على الهجمات المتعمدة من جانب الإدارة الأميركية على الاقتصاد التركي.

في سياق متصل، الخطوط الجوية التركية أعلنت إنها ستنضم إلى حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل وسما يدعو الى عدم بيع الإعلانات لأميركا.

 

قطر تدخل الخط وتستثمر 15 مليارد دولار في تركيا

في وقت يتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واشنطن بالسعي الى طعن تركيا "في الظهر". ويقول لأميركان: "من جهة أنتم معنا في الحلف الأطلسي ومن جهة أخرى تحاولون طعن شريككم الاستراتيجي في الظهر. هل هذا مقبول؟"،  أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دخل الخط  ووعد باستثمارات مباشرة في تركيا بقيمة 15 مليار دولار.

وتأتي هذه الخطوة دعما للاقتصاد التركي الذي يواجه صعوبات كبيرة. وفي ايام  اطلق مؤيدون أردوغان حملة لتحويل ما يملكونه من الدولارات الى الليرة التركية دعما لهذه العملة.

بعد إعلان الدوحة نيتها ضخ استثمارات ضخمة في تركيا، عوّضت العملة التركية، بعضا من خسائرها التي منيت بها مؤخرا إثر العقوبات الأمريكية، وحققت ارتفاعا ملحوظا .

 

هل يخضع أردوغان لترامب أو ينتصر على الأزمة؟

سمعنا تصريحات أردوغان هذه الأيام والتي يخطب واشنطن ويقول فيها "ما فشلوا في تحقيقه عبر التحريض ومحاولة الانقلاب، يحاولون تنفيذه الآن  بالمال، وهذا يسمى صراحة حربا اقتصادية".

أردوغان، الرجل الفولاذي الذي يقول بلاده لن يرضخ للتهديدات ومستعد لكافة الاحتمالات الاقتصادية، يؤكد: "لن نستسلم، إن هاجمتمونا بدولاراتكم، فسنبحث عن طرق أخرى لتسيير أعمالنا".

فهل سيصمد أردوغان و حكومته أمام الضغوطات الإقتصادية الأميركية.. أم يخضع لمطالب ترامب في النهاية؟

يجب ان لا ننسى ان الرئيس التركي أردوغان تراجع امام الكيان المحتل بعد ان هاجم الصهاينة بشدة في قضية "سفينة المرمرة" قبل سنوات، دعما لكسر حصار غزة، كما شن هجوما على بوتين و روسيا بعد حادث إسقاط طائرة عسكرية روسية في شمال سوريا وأمر بقطع العلاقات مع روسيا وقتها، لكن بعد عدة أشهر تراجع و حاول في بناء علاقات جيدة مع روسيا.. أو في سوريا تراجع عن تصريحاته بشأن موضوع إسقاط الرئيس السوري بعد دعواته لسنوات لرحيل الأسد.

مع ذلك، برأينا اذا صمد تركيا لأشهر و حتي اجراء انتخابات الكونغرس النصفية في الخريف المقبل فحينئذ لا يوجد ذريعة لواشنطن لاستمرار الضغوطات علي تركيا.

 

محمد حسن القوجاني