مع الحدث: المخاوف الاسرائيلية وتعاظم دور محور المقاومة - الجزء الاول

الخميس ١٦ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٧:٢١ بتوقيت غرينتش

كيف تقرأ المخاوف الاسرائيلية من تعاظم دور المقاومة في المنطقة، لماذا يسرع الاسرائيلي الى التهدئة مع غزة وضمان امن الحدود مع سوريا، هل يخشى تطور ميداني غير متوقع يقلب عليه الطاولة ويكشف ضعفه، اين موقع المشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة مقابل محور المقاومة.

قال ضيف برنامج "مع الحدث" الاستاذ غالب قنديل على شاشة قناة العالم أن اسرائيل وحلفاؤها منيت في حرب تموز بهزيمة ساحقة واعترف بها تقرير فينوغراف وهو وثيقة رسمية صادرة عن حكومة العدو الاسرائيلي لكن بعد حرب تموز جاءت الحرب الجديدة التي خططها الصهاينة انطلاقا من العدوان على سوريا عبر استخدام قوى التكفير الارهابي بدعم من الحلف نفسه الذي كان خلف حرب تموز وهو الحلف الدولي العربي الاقليمي المشارك في العدوان على سوريا مع فارق أنه ألقى بامكانيات خيالية من اجل تدميرسوريا ولكن الدولة السورية تنتصر والجيش السوري ينهض.

واضاف قنديل ان البيئة الاستراتيجية التي عملت اسرائيل على تغييرها خلال سبعة سنوات الاخيرة وسعت جاهدة الى التخلص من القوى المناوئة التي تمثل قدرة دفاع في مجابهة جيش العدوان الاسرائيلي، هذه البيئة ينتصرفيها محور المقاومة على الجيش الاسرائيلي وبالتالي اسرائيل امام منعطف خطير لأن الهزيمة في سوريا هي فشل لاسرائيل قبل غيرها.

وفي نفس السياق قال الباحث القانوني والسياسي أحمد قلعه جي أنه بعد انتصار محور المقاومة في الحرب العدوانية على سوريا نحن نتحدث عن واقع جديد ومعطيات جديدة وبالتالي ارادت اسرائيل ان تخرج من اطار الحروب الكلاسيكية الى حروب يمكن الاستفادة منها

من تجارب حروب العصابات من تجارب تفتيت الدولة من الداخل بالاعتماد على تنظيمات ارهابية وجماعات مسلحة تقاتل داخل الدولة وبهذه الطريقة حاول كيان الاحتلال ومن وقف خلف هذا المشروع الدمج فيما بينه وعندما ينتصر محور المقاومة على رأسها سوريا

بعد كل هذه الاستهدافات التي حاولوا من خلالها تقويض اركان هذا المحور واضعاف بنيته القتالية والتحالفية من خلال احداث الوقيعة ولكن بعد ثماني سنوات يحقق محور المقاومة انتصارات لم يعد انكارها من قبل أحد وهناك خشية صهيونية من هذا الانتصار وماسترتبه في السنوات المقبلة والكيان الصهيوني امام خطر محدق قائم على أساس هزيمة مشروع تفتيت محور المقاومة واستهداف ايران واستهداف المقاومة في لبنان وضرب سوريا من الداخل وبالتالي تقويض رأس الحربة في هذا المشروع المقاوم ومن ثم الانتقال ليس فقط الى انهيار المشروع ولكن الى قوة بات يتمتع بها هذا المحورالمقاوم لكي يؤسس لتاريخ جديد ومستقبل جديد وتغير هام في موازين القوى  كما تحدث سماحة السيد حسن نصر الله.

من جهته قال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي الشيخ خضر حبيب أن العدو الصهيوني استراتيجيته قائمة منذ أن بدأ على ارض فلسطين على شن الحروب وهي استراتيجية ثابتة في العقلية الصهيونية وكان يعتمد في الماضي على الحروب الاستباقية لكسب انتصارات وتخفيض سقف المطالب الفلسطينية وقال ان هذا الزمن ولى والآن هناك مقاومة باسلة سواء في فلسطين او لبنان التي تمتلك الحق في الدفاع والمقاومة والارادة.

وقال المقاومة قلبت المعادلة واحدثت الرعب في نفوس كيان الاحتلال والمقاومة تنتصر في كل جولة مع هذا العدو ولهذا السبب يخشى هذا الكيان الغاصب قطاع غزة وشن ثلاث حروب مدمرة في غزة ولم تنكسر وترفع الراية البيضاء بل خرجت في كل مرة منتصرة .

وفي سؤال حول اعداد الامريكي ومن معه لحروب جديدة بعد خسارتهم في الحرب على سوريا، قال قنديل أن المعسكر المعادي للمقاومة مهزوم ومرتبك وعاجز عن التكيف مع النتائج وهناك ستة وجوه للخيبة الاسرائيلية:

اعتبار وجود حزب الله في سوريا بعد العدوان على سوريا سيكون غرقا في مستنقع

تعاظم خبرات وقدرات حزب الله

الجبهة اللبنانية السورية الممتدة من رأس الناقورة الى المثلث السوري الاردني الفلسطيني باتت جبهة واحدة بحكم وجود حزب الله في سوريا وبحكم العلاقة بين حزب الله والجيش السوري.

نشوء الحشد الشعبي في العراق في مجابهة داعش وتجاهرها علنا بأنها ستكون جزء من القتال ضد الكيان الصهيوني

ظن الصهاينة والامريكيون والرجعية العربية أنهم اخرجوا غزة من محور المقاومة عندما اتخذت حماس موقفا ملتبسا من الحرب على سوريا وحماس تعود اليوم الى علاقة وثيقة مع محور المقاومة بعد اختبار البدائل التي ثيت عجزها وفشلها.

القوة المقاومة في اليمن وقربها الى الممرات المائية التي تعني اسرائيل وكيانها الغاصب واعلانها أنها حاضرة لارسال مقاتلين الى فلسطين لتحريرها.

الضفة الغربية والارض المحتلة عام 1948 وقطاع غزة تعيش حالة تحرك مستمر ومتجدد تحت عنوان حق العودة رفض صفقة ترامب

ولهذه الاسباب يهرول الكيان الاسرائيلي الى التهدئة في الضفة الغربية

وفي سياق سعي اسرائيل في الهرولة الى سوريا لاخراج ايران وحزب الله من هناك، قال قلعه جي أن الاسرائيلي يدرك تماما بأنه لم يعد بالامكان الفصل بين أجزاء محور المقاومة ولو انتصرت اسرائيل في 2006 لتابع المشروع الامريكي الى سوريا وايران ولكن عندما بدأ العدوان على سوريا كان وقوف لبنان وايران الى جانب سوريا أعطاها منعا وقوة وكذلك للمحور نفسه ولم يعد بامكان الصهيوني الى القبول بالامر الواقع ويبحث عن طوق نجاة لضمان امنه الذي يدعيه.

وبخصوص اسقاط المشروع الامريكي الاسرائيلي والالتفاف لفصل غزة عن محور المقاومة، قال الشيخ خضر حبيب ان قطاع غزة لن يخرج من محور المقاومة، والمقاومة هي مستقبل شعبنا الفلسطيني ومستقبل المنطقة العربية والاسلامية والمشروع الصهيوني خطر على كل المنطقة العربية والاسلامية ومصير محور المقاومة مرتبط ببعضه البعض وما يخيف اسرائيل هو تعاظم هذا المحور والانتصارات التي حققها المحور في اكثر من ميدان  وكل الحروب المفتعلة في الاقليم العربي هي من أجل توسيع الهامش لاسرائيل واعطاء الفرصة لها للتمدد والتعاظم والمصير واحد في لبنان وسوريا ولن تخرج المقاومة الفلسطينية من هذا المحور.

وحول فشل اسرائيل في سوريا، قال قنديل ان فشلهم استراتيجي وهم كانوا مراهنين على تدمير قدرات الجيش السوري واليوم هم يتحدثون على تعاظم هذه القدرات كما جاء على لسان ليبرمان بأنه لم نعرف الجيش السوري الذي سنواجهه واضاف أن اسرائيل تعرف تماما عودة سوريا كلاعب اساسي في المنطقة ودولة تعتنق قضية الصراع مع الاحتلال الصهيوني مصممة على استرجاع ارضها المحتلة وكقوة مركزية في محور المقاومة كما راهنت اسرائيل على انسحاب الامريكي من الاتفاق النووي واليوم ايران وروسيا والصين تثير شرخا في قلب المعسكر الغربي والكيان الاسرائيلي وامريكا في حالة عجز عن التصدي لهذا الواقع الذي تنشؤه ايران والدول الصديقة.

 

الضيوف

رئيس مركز الشرق الجديد للدراسات غالب قنديل

القيادي في حركة الجهاد الاسلامي الشيخ خضر حبيب

الباحث القانوني والسياسي أحمد قلعه جي

 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
http://www.alalam.ir/news/3726841