مفاوضات غير مباشرة بين حماس و"اسرائيل".. إلى أين؟

مفاوضات غير مباشرة بين حماس و
السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٢٠ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي خرجت فيه فصائل فلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الاسلامية "حماس" إلى القاهرة لمناقشة مزيد من التفاصيل المتعلقة بالتهدئة والحصار والمصالحة الوطنية حسب من يشارك في أعمالها، زعمت تقارير إسرائيلية أن وسيطا ثالثا أبلغ "إسرائيل" بأن حماس موافقة على التعمق في مفاوضات الأسرى ضمن رزمة التهدئة، ولكن بثمنها المتمثل في الإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.

العالم – تقارير

وأفادت تقارير اسرائيلية امس عن تقدم وصفته بـ"اللافت" في ملف مفاوضات تبادل الأسرى بين حركة  حماس  و"اسرائيل" عبر طرف ثالث.

وقالت القناة الاسرائيلية الثانية ان مفاوضات تجري بوساطة طرف ثالث بين حركة  حماس و"اسرائيل" بملف تبادل الأسرى شهدت مؤخرا تقدم "لافت" دون الخوض في التفاصيل.

وادعت القناة بانها تمتنع حاليا عن الكشف عن الوسيط الذي يدير المفاوضات بين حماس و"اسرائيل"، مكتفية بالإشارة إلى "مباحثات أجرتها حماس مؤخرا مع مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية في القاهرة".

حماس تنفي وجود مفاوضات مع الاحتلال لتبادل الأسرى

ونفى عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خليل الحية، وجود أي مفاوضات للوصول إلى تبادل للأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الحية، في تصريح عمّمه المكتب الإعلامي للحركة: "ننفي ما تردّده بعض وسائل الإعلام حول وجود مفاوضات لصفقة تبادل أسرى جديدة". ولفت الحية إلى أن هذه الأنباء تأتي في سياق محاولات قيادة الاحتلال خداع المستوطنين الإسرائيليين.

وكان رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في أبريل/نيسان الماضي بأن حكومته "تبذل جهودا دبلوماسية خفية من أجل استعادة الإسرائيليين المحتجزين في غزة"، فيما ابدى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية في الشهر نفسه استعداد حركته لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي من أجل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى.

لكن مراقبين فلسطينيين قالوا حينها إن تصريحات هنية - التي قيلت في مناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق يوم 17 أبريل/نيسان من كل عام- جاءت في سياق تأكيد مواقف حماس السابقة تجاه قضية الأسرى، وحرصها على تحريرهم من السجون الاحتلال الإسرائيلية، ولا تشير فعليا إلى وجود أي مفاوضات حول صفقة محتملة.

يذكر أن حركة حماس لم تكشف حتى اللحظة مصير أربعة إسرائيليين، بينهم جنديان تأسرهم في غزة، وتشترط لتقديم معلومات عنهم، الإفراج عن عشرات الفلسطينيين الذين أعادت الاحتلال الاسرائيلي اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة التبادل التي تمت بوساطة مصرية عام 2011.

وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرابة 6500 فلسطيني، بينهم 350 طفلا إضافة إلى ستة نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني. ويعاني نحو سبعمئة أسير من أمراض مزمنة وبحاجة إلى علاج ومتابعة صحية حثيثة، منهم 26 أسيرا مصابون بالسرطان.

وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية قد ذكرت، على لسان معلّقها للشؤون العسكرية ألون بن دافيد، أن كلاً من حركة "حماس" و"إسرائيل" تدرسان مسودات عدة لاتفاق هدنة طويلة الأمد بين الجانبين، قدمها بشكل منفرد ممثلون عن مصر وقطر، وبدعم من الولايات المتحدة، مضيفة أن هذه المسودات تستبعد عودة السلطة الفلسطينية لإدارة حكم قطاع غزة، بحسب القناة.

وادعى بن دافيد إنه على الرغم من أن قطر ومصر عملتا بشكل منفرد، إلا أن مسودات اتفاق الهدنة لا تستجيب للمطلب الإسرائيلي بتجريد حركات المقاومة في القطاع من السلاح كشرط لأي اتفاق هدنة جديد يسمح بإحداث تحوّل في الواقع الاقتصادي في القطاع.

الاحتلال يعرض ممرا بحريا مقابل وقف العمليات

ونشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا، تحدث فيه عن وجود محادثات متقدمة بين "إسرائيل" وحماس، قد تفضي إلى توفير ممر مائي يمثل متنفسا لسكان قطاع غزة المحاصر، في مقابل وقف العمليات العسكرية ضد المستوطنين الإسرائيلين، وذلك في إطار صفقة يتم التحضير لها بوساطة مصرية، وسط امتعاض في صفوف حركة فتح.

ونقل الموقع، عن قيادي في حركة حماس تأكيده أن "الاحتلال الاسرائيلي قدمت عرضا يتمثل في فتح كل المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وتوفير ممر بحري يربط بين هذا القطاع وجزيرة قبرص، وذلك في مقابل وقف كل الهجمات التي تنطلق من غزة."

واعتبر التقرير، أن هذه التطورات التي تجري بوساطة مصرية خلفت ردود أفعال سلبية في رام الله، حيث اعتبر عزام الأحمد، القيادي في حركة فتح، أن حماس تشارك في مخطط عدائي سوف يضرب الوحدة الفلسطينية، على حد تعبيره.

ونقل التقرير عن عزام الأحمد، المسؤول في حركة فتح عن ملف المصالحة الفلسطينية، قوله "إن المفاوضات مع "إسرائيل" حول وقف إطلاق النار والهدنة في غزة، وإجراء ترتيبات منفصلة خاصة بهذا القطاع، تعني أن حماس تشارك في مخطط عدائي يهدف لفصل غزة عن دولة فلسطين، كما هو معترف بها دوليا على حدود 1967".

ونقل التقرير عن الصحفي الإسرائيلي ميرون رابوبورت قوله، "إن حماس نجحت بفضل تكتيكاتها العسكرية في تشكيل قوة ردع، أجبرت "إسرائيل" على تقديم تنازلات، والجميع يتذكر الشلل الذي أصاب مطار تل أبيب في حرب سنة 2014، وهو أمر لا يريده بنيامين نتنياهو أن يتكرر".

هآرتس: "إسرائيل" وافقت على هدنة بـ 6 بنود مع حماس

وكان الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، ذكرت يوم الخميس، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" وافق على هدنة مع حركة حماس الفلسطينية، مشيرا  إلى أن الهدنة تضم 6 بنود رئيسية ستطبق تدريجيا خلال الفترة المقبلة.

وبحسب الموقع، فإن الهدنة التي تشرف عليها مصر ومبعوث الأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط نيوكلاي ميلادينوف، دخلت حيز التنفيذ بعد أن فتحت "إسرائيل" معبر كرم أبو سالم التجاري مع غزة، ووسعت مساحة الصيد هذا الأسبوع.

وأوضحت الصحيفة عن 3 مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، أن البنود الستة تتضمن أولا وقفا شاملا لإطلاق النار، وثانيا فتح المعابر وتوسيع مساحة الصيد، وكلاهما تم تحقيقهما حتى الآن، بحسب التقرير.

 ولفتت إلى أن البنود الأخرى سيتم تنفيذها وفق حالة الهدوء واستمرارها.

وتتضمن البنود الأخرى إدخال مواد طبية ومساعدات إنسانية، والعمل على إجراء ترتيبات خاصة لحل قضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في غزة، وإعادة تأهيل البنية التحتية لغزة بتمويل أجنبي، ومن ثم إجراء محادثات حول قضيتي المطار والميناءـ وفقا لهآرتس.