نجم الكريكيت السابق رئيسا للوزراء..

من هو عمران خان الذي تعهد ببناء "باكستان الجديدة"؟

من هو عمران خان الذي تعهد ببناء
السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٠٨ بتوقيت غرينتش

أدى زعيم حزب "حركة الإنصاف" الباكستانية وأسطورة الكريكيت السابق عمران خان صاحب 65 عاما، اليوم السبت، اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الـ22 لحكومة باكستان، متعهدا ببناء باكستان جديدة، فيما كان قد اعلن بعد فوز حزبه في انتخابات المجلس الوطني ان ايران ستكون اول بلد يقوم بزيارته رسميا.

العالم - تقارير 

شغل لاعب الكريكيت السابق والسياسي البارز عمران خان حديث الاوساط الاعلامية ليتسأل الجميع عن هذا السياسي حديث العهد الذي استطاع ان يفوز بهذا المنصب الكبير وان يقف لقيادة البلاد في هذه الايام الفارقة في تاريخها.

من هو عمران خان ؟

ولد خان، المسلم الورع، في 25 نوفمبر 1952 في عائلة مهندس بمدينة لاهور، وفي سن 18 عاما انضم إلى المنتخب الوطني للكريكيت.

وفي عام 1971 غادر خان باكستان إلى بريطانيا، وحصل هناك على درجة البكالوريوس في الاقتصاد بجامعة أوكسفورد دون أن يترك رياضة الكريكيت حتى أصبح قائدا لفريق الجامعة عام 1974 ، ومنذ 1982 حتى 1992 كان خان يقود المنتخب الباكستاني للكريكيت

وقد طوى خان صفحة نجم الكريكت الذي قاد بلاده نحو الفوز بكأس العالم في اللعبة عام 1992، لتحل محلها صفحة الزعيم الشعبي الإصلاحي والمناهض للفقر.

وعن حياته الشخصية، تزوج خان ثلاث مرات الاولي في عام 1995 بجميما ابنة السياسي ورجل الأعمال البريطاني من أصول يهودية جيمس غولد سميث، ما أثار انتقادات بحقه من قبل الأوساط الإسلامية، وذلك بالرغم من أن زوجته اعتنقت الإسلام.

وانفصل عمران وجميما، ولديهما ابنان، في عام 2004، ليتزوج خان في 2015 بالإعلامية ريهام، وينفصلا بعد عشرة أشهر فقط.

وفي فبراير العام الجاري أعلن خان عن زواجه الثالث، ببشرى مانيكا المعالجة بالاستشفاء الروحاني.

تحول اللاعب الى قائد

و أسس خان "حركة الإنصاف" في عام 1995 التي وجدت هدفها في تحقيق العدالة للشعب الباكستاني، بالدرجة الأولى عن طريق وضع نظام قضائي مستقل يضمن احترام حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون.

وفي عام 2007، أعلن خان الإضراب عن الطعام احتجاجا على حالة الطوارئ في البلاد، وذلك بعد أسبوع من توقيفه أثناء مظاهرة طلابية في لاهور، على خلفية خلاف بينه وبرويز مشرف.

وكان خان قد شارك في الانتخابات عام 2013، لكنه لم يحالفه الحظ في هذه المرة محققا المرتبة الثالثة.

ولطالما كان الوضع الاقتصادي للمواطن الباكستاني وحقوقة ما يشغل بال خان حيث اعتمد في برنامجه الانتخابي الذي قاده للفوز على وعود بمكافحة الفساد، وبتحسين الأوضاع المعيشية للفقراء في البلاد، والسعي نحو التحول بباكستان إلى "دولة إسلامية تتمتع بالرفاه".

وعلى الصعيد الدولي، تعهد بإجراء محادثات مع جارته الهند، من أجل التوصل إلى حل للنزاع حول إقليم كشمير المتنازع عليه، الذي يعد أبرز سبب للخلاف بين البلدين النووين.

كما دعا إلى روابط متساوية من "المصالح المتبادلة" مع الولايات المتحدة، على الرغم من أنه من أشد المنتقدين للتدابير التي تتبعها واشنطن لمكافحة الإرهاب في المنطقة، كالضربات الموجهة باستخدام الطائرات المسيرة.

وتحالفت ثلاثة أحزاب معارضة كبرى في هذه الانتخابات لدعم شاهباز شريف في محاولة لإحباط خان.

وكان رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، الذي أقيل من منصبه ثلاث مرات عام 2017 بسبب تهم بالفساد، وسجن قبل الانتخابات، قد دعم شقيقه، شهباز شريف، خلال هذه  الانتخابات.

وفاز خان بعد ان صوت لصالحه في 17 أغسطس/ آب، 176 عضوا في الجمعية الوطنية، فيما حصل منافسه زعيم حزب الرابطة الإسلامية، شهباز شريف، على 96 صوتا فقط.

وتعد الانتخابات التي أفضت إلى وصول خان للسلطة، المرة الثانية في تاريخ باكستان التي يتم فيها انتقال الحكم من حكومة مدنية إلى أخرى، بعد قضاء كامل مدتها القانونية في السلطة..

جسر العلاقات الباكستانية الايرانية

فبعد ان اعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خروج بلاده غير المشروع من الاتفاق النووي في 8 ايار/ مايو، و عادة اجراءات الحظر التي كانت متوقفة بعد تنفيذ الاتفاق النووي اتخذت الدولة الباكستانية موقفا حاسما امام هذا القرار.

حيث اعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن اسلام آباد تعتبر ان من حقها مواصلة علاقاتها التجارية المشروعة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية رغم الحظر الاميركي المفروض عليها.

وافاد الموقع الالكتروني لصحيفة 'اكسبرس تريبيون' ان المتحدث باسم الخارجية الباكستانية محمد فيصل قال ان اسلام آباد تتدارس حاليا تداعيات الحظر الاميركي ضد ايران الا انها بصفة دولة مستقلة تحتفظ لنفسها بهذا الحق وهو مواصلة علاقاتها التجارية والاقتصادية المشروعة مع ايران رغم الحظر.

واختار رئيس الحكومة الباكستانية الجديد، عمران خان، زيارة إيران كأول بلدين يقوم بزيارته رسميا بعد فوز حزبه “حركة الإنصاف” في انتخابات المجلس الوطني.

وبحسب موقع “تايمز إسلام أباد” الباكستاني، أن رئيس الحكومة الجديد عمران خان، سيزور إيران بعد فوزه بالانتخابات ،ووفقًا للمصدر، فإن إيران هي الوجهة الأولى لزيارة عمران خان للخارج، مضيفا أن زيارته ستبدأ بعد تنصيبه رئيسا للحكومة .

عمران خان الذي ورث تركة ثقيلة من أسلافة جاء ليؤسس قواعد باكستان الجديدة التي تقوم على الاسلام والرفاه، وان تكون لها كلمة في مواقفها الدولية وليست مجرد تابع لتلعب بذلك باكستان دورا اكبر في معترك الحياة الدولية وواقفة بجانب الدول الاسلامية و المسلمين.