رغم أنف أميركا.. ألمانيا و روسيا تؤكدان على مشروع "التيار الشمالي2"

رغم أنف أميركا.. ألمانيا و روسيا تؤكدان على مشروع
الأحد ١٩ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٩:٤٢ بتوقيت غرينتش

أعلن السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، اتفقا في الاجتماع، أثناء تطرقهم لاحتمالية فرض عقوبات تتعلق بتنفيذ "التيار الشمالي2" على أنه مشروع مربح ومنافس وقابل للتطبيق ويجب حمايته من الهجمات.

العالم - أوروبا

وقال بيسكوف للصحفيين: "هو [مشروع "التيار الشمالي2" أحد جوانب العقوبات الأمريكية المحتملة] تم التطرق إليه. ولكن بشكل عام، هناك تفاهم بأن المشروع ، بطبيعة الحال، مربح تجاريا ومنافس، وبالتالي، فمن الضروري اتخاذ تدابير لحمايته من الهجمات المحتملة، والهجمات غير التنافسية من أطراف ثالثة، للوصول في نهاية المطاف إلى الانتهاء من هذا المشروع".

ويتضمن مشروع نورد ستريم —2 بناء خطين لخطوط أنابيب الغاز بقدرة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا. ومن المخطط بناء خط الأنابيب الجديد بجوار "التيار الشمالي" وقد وافقت الحكومة السويدية في وقت سابق، على طلب شركة "نورد ستريم 2 إي جي" بناء "التيار الشمالي-2" في المنطقة الاقتصادية للبلاد في بحر البلطيق.

ومن المخطط بناء "التيار الشمالي-2" عبر المناطق الاقتصادية الإقليمية و/ أو الاقتصادية الحصرية في العديد من البلدان على طول شواطئ بحر البلطيق، ومن بينها روسيا وفنلندا والسويد والدانمارك وألمانيا، ومن بين البلدان المدرجة في القائمة، تنتظر "نورد ستريم 2 إيه جي"، مشغل خط أنابيب غاز "التيار الشمالي-2"، الحصول على تصاريح البناء فقط من الدنمارك وروسيا.

والجدير بالذكر أن شركة "غازبروم" تمتلك 100 بالمئة من أسهم شركة " نورد ستريم-2 إي جي"، مشغل المشروع، وتعهد الشركاء الأوروبيون في المشروع — "شل" و"أو أم في" و "إينجي" و"يونيبر" و"فينترسهال" تغطية 50 بالمئة من كلفة المشروع عن طريق استثمار كل شركة مبلغ 950 مليون يورو إجمالي 4.75 مليار يورو، أما النصف الثاني من إجمالي حجم الاستثمار المطلوب 4.75 مليار يورو فستوفره "غازبروم".

 

"نورد ستريم".. كابوس أميركا في سوق الطاقة

 

رمت الولايات المتحدة بكل ثقلها وسعت بكل ما أوتيت منذ فترة طويلة، لمنع بناء خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي-2" بين روسيا وألمانيا، ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل حتى الآن على الأقل.

وتطالب أميركا التي تحاول السيطرة علي سوق الطاقة العالمي، حلفاءها من الدول الأوروبية بالتوقف عن المشاركة في مشروع "السيل الشمالي-2" وتهدد بفرض عقوبات على أولئك الذين لا يقبلون بمطالبها. وفي مقابل الاستغناء عن الغاز الروسي، تروج الولايات المتحدة للغاز الطبيعي المسال الذي تنتجه وتعرض بناء محطات لإعادة تحويل الغاز في أوروبا.

ترامب وميركل  اجتمعا قبل شهرين على هامش قمة اعضاء الحلف الاطلسي (الناتو) في بروكسل واثر ذلك غير الرئيس الاميركي لهجته ضد ألمانيا وزعيمتها تماما مؤكدا انه يرتبط ب"علاقات جيدة جدا" مع المستشارة الالمانية.

ووصف ترامب قبل القمة ألمانيا بانها "أسيرة روسيا" على خلفية بناء خط "السيل الشمالي-2".

وقال ترامب انه بحث مع ميركل مشروع خط انابيب الغاز نورث ستريم، لكنه رفض الخوض في تفاصيل الاجتماع.

وكان الرئيس الاميركي ندد عدة مرات بمشروع انبوب الغاز "نورث ستريم" الذي سيربط مباشرة روسيا بالمانيا وطالب بالتخلي عنه.

ويمكن ان يعمق هذا الجدل من الانقسام حول المشروع في صفوف الاوروبيين.

الانقسام في صفوف الاوروبيين 

ورغم أن السويد ونمسا وفنلندا وافقت لإنشاء المشروع، ترى بولندا أن أوروبا لا تحتاجه. وقال وزير خارجيتة بولندا، قبل قمة الناتو الأخيرة،  إن نورث ستريم 2 "هو نموذج الدول الأوروبية التي تقدم أموالا إلى روسيا، وتعطيها امكانيات يمكن استخدامها ضد أمن بولندا".

ومن جانبه، تخطط الشركة المسؤولة عن بناء وإدارة المشروع الروسي "السيل الشمالي-2" البدء في مد أنبوب الغاز خلال الصيف الحالي، رغم عدم حصول المشروع على التراخيص اللازمة من الدنمارك.

وأوضح مدير شركة "نورد ستريم-2"، بول كوركوران،قبل شهرين، أنه تم اتخاذ هذا القرار لوجود مسار بديل لمد أنبوب الغاز دون مروره عبر المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدنمارك.

وأشار إلى أن طول الأنبوب، الذي يفترض أن يمر عبر مياه الدنمارك يمثل فقط 10% من إجمالي طوله الذي سيتجاوز 1200 كيلومترا والذي يخطط أن يمر عبر خمس دول وهي روسيا وفنلندا والسويد والدنمارك وألمانيا.

ويلقى "السيل الشمالي2" معارضة من قبل أوكرانيا وبولندا ولاتفيا وليتوانيا، والولايات المتحدة، التي تسعى لتصدير الغاز المسال إلى أوروبا.

ويؤكد بوتين مراراً: "بعد بدء العمل بخط نورد ستريم 2، لا ننوي وقف شحنات الغاز عبر أوكرانيا. سنواصل شحنات الغاز طالما كانت مجدية اقتصادياً".

كما تقول ميركل ان "المانيا تؤمن بأن دور أوكرانيا، كبلد عبور، يجب أن يستمر بعد بناء نورد ستريم 2... فهي تحظى بأهمية استراتيجية".

وتستورد دول الاتحاد الاوروبي ثلثي استهلاكها (66%). وفي العام 2017 شكل ذلك 360 مليار متر مكعب من الغاز بينها 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال بقيمة 75 مليار يورو بحسب الاحصاءات الاوروبية. وحتى الان فان اكثر من ثلث الغاز الذي يتم شراؤه هو روسي لكن الاوروبيين يسعون الى كسر هذه التبعية.

وتعتمد الولايات المتحدة استراتيجية غزو اسواق لبيع غازها الطبيعي. فهي صدرت 17,2 مليار متر مكعب عام 2017 بينها 2,2% نحو موانئ في الاتحاد الاوروبي.

 

محمد حسن القوجاني