مع الحدث: مفاوضات التهدئة لغزة وحق المقاومة - الجزء الثاني

الأحد ١٩ أغسطس ٢٠١٨ - ١٢:٤٢ بتوقيت غرينتش

كيف تدور مفاوضات التهدئة لقطاع غزة والمصالحة بوساطة مصرية؟ هل التوصل الى تسوية مع الاحتلال يعني التنازل ام ابقاء اليد على الزناد؟ ماذا عن رهان الاحتلال على خلق ازمة انسانية في القطاع لأغراض سياسية؟ ما اهمية تأكيد الفصائل الفلسطينية في القاهرة على حق المقاومة بكل اشكالها؟

وقال ضيف البرنامج، ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان احسان عطايا: المشكلة للاسف الشديد ان المصالحة تعثرت، وحتى عندما طرحت المصالحة بين فتح وحماس بالشكل الذي طرحت فيه، أريد من خلالها تعزيز الانقسام الفلسطيني ولم تكن هناك محاولات جدية لنزع فتيل المصطادين في الماء العكر وحل المشكلة وتقريب وجهات النظر حول ادارة غزة.
واضاف عطايا: في موضوع التهدئة انا برأيي اولا ان كل ما يتعلق بموضوع المعاناة في غزة ورفع المعاناة عن اهلها هناك توافق ورؤية وطنية مشتركة بين الفصائل حول رفع المعاناة، لكن اي رفع للمعاناة لا يمكن ان يتم او يساوم فيه بموضوع التهدئة.. لا يمكن للمقاومة بعد كل هذه التضحيات التي حصلت وقُدِّم الكثير في مسيرات العودة من الشهداء والجرحى والدماء التي سالت والبطولات، هذا الفعل المقاوم لا يمكن ان يتم هدره وتضييعه، تحت عناوين تتضمن وكأنه يراد منها تفريغ المقاومة من مضمونها وبالتالي يعيش العدو الصهيوني في أمان وسلام، وهذا لا يمكن ان توافق عليه المقاومة بهذه الصورة.
فيما قال ضيف البرنامج القيادي في الجبهة الشعبية هشام مجدلاوي: عند الحديث عن التهدئة يجب ان ندرك اننا نتحدث عن أمر خطير وفي غاية الخطورة، حيث ان التهدئة تعني بالعمل السياسي ومدلولها السياسي مع الإحتلال الصهيوني هي خطأ وخطيئة بالمعنى السياسي ما دمنا نحن نرزح تحت الاحتلال.
واضاف مجدلاوي: اي تهدئة ممكن ان نعطيها للإحتلال وهو يغتصب الارض ويعتدي على الشعب ويعتقل آلاف الاسرى الفلسطينيين؟ ماذا يمكن ان نقول لأسرانا في سجون الاحتلال عندما توافق فصائل العمل الوطني والمقاوم على تهدئة مع هذا الإحتلال؟ هل نقول لأسرانا نحن وقعنا كفصائل فلسطينية على تهدئة مع هذا العدو الذي اسركم والذي يترككم في السجون وسنتحين فرصة عندما يخترق العدو هذه التهدئة ونتمكن من خطف جندي او القاء القبض على جندي لنفاوض عليكم من جديد بعد 10 اعوام؟
وتابع: هذا عمل بالتخطيط السياسي من حيث المبدأ هو عمل خاطئ من وجهة نظرنا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ونحن قلنا رأينا مرارا وتكرارا لاخواننا في كافة الفصائل، ان الذهاب الى تهدئة او هدنة مع هذا العدو وهو لا زال يحتل ارضنا، من حيث المبدأ بالتخطيط السياسي هو عمل مغلوط ويجب ان نتحاشاه جميعا.
وصرح مجدلاوي: نحن نشارك (في اجتماعات القاهرة) كجزء مهم من هذا التشكيل وهذا التكوين الفلسطيني، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين صاحبة هذا التاريخ النضالي في مقاومة الشعب لا يمكن ان تنفصم عن فصائل المقاومة ولا يمكن ان تترك الفصائل تواجه محنة دون ان تكون الجبهة الشعبية في مقدمة الصفوف.
واوضح: الجبهة الشعبية ذهبت الى القاهرة على امل ان يكون تفعيل اكبر لملف المصالحة وتقريب وجهات النظر من جانب، ومن جانب آخر حتى تقدم رأيها وتنصح بعدم الوقوع في شرك التهدئة وتؤكد على موقفها الواضح من رفضها للتهدئة.
من جهته قال ضيف برنامج "مع الحدث"، مساعد وزير الخارجية الاسبق، عبد الله الأشعل: "ان فكرة التهدئة قدمت من "اسرائيل"، ومعنى ذلك ان "اسرائيل" تفهم جيدا ما معنى التهدئة، التهدئة معناها انه اذا اعتدت "اسرائيل" على غزة فلا مقاومة لهذا العدوان، واذا كان هناك بعض الترتيبات في الضفة الغربية وغيرها والقدس لمقاومة اعمال الاحتلال فإن هذا يعتبر خرق للتهدئة، وانا متأكد ان "اسرائيل" تناور بهذا الموضوع حتى تستطيع احداث انفصالا بين الفصائل من ناحية، وحتى تتمكن من احراج حماس من ناحية اخرى عن طريق الضغط بالجانب الانساني في غزة.
واضاف الأشعل: اذا كانت السلطة الفلسطينية فعلا متعاونة في هذا الموضوع ولا تريد ان يكون هناك هدنة مع الاحتلال لكانت رفعت العقوبات وتعاونت مع الفصائل فيما يتعلق بموضوع التنسيق الامني مع "اسرائيل"، ولكن الحقيقة السلطة دفعت حماس والفصائل ايضا الى هذه التهدئة بسبب الضغوط على سكان غزة ومنع الرواتب عن مظفي حماس وكذلك موظفي فتح في غزة.
وتابع: ولذلك فأنا اعتقد ان هذه مؤامرة كبيرة على المقاومة خصوصا ان حماس لابد ان تدرك ان المقاومة جزء اساسي وتصفيتها جزء اساسي من "صفقة القرن".

ضيوف البرنامج:
ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان احسان عطايا
القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هشام مجدلاوي
مساعد وزير الخارجية المصري الاسبق عبد الله الاشعل
 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
http://www.alalam.ir/news/3731481