المشهد اليمني: الدور الامريكي في مجازر اليمن يعود للواجهة

الأحد ١٩ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٤٠ بتوقيت غرينتش

من جديد عاد الدور الامريكي في المجازر السعودية الاماراتية باليمن الى الواجهة، فبعد ان كشفت وسائل الاعلام تورط امريكا في مجزرة ضحيان التي راح ضحيتها عشرات الاطفال، تفاعلت القضية من جديد داخل الكونغرس الامريكي، حيث ظهر تحرك جديد للتبرؤ من "الحرب السعودية" باليمن.

وقال السناتور الديمقراطي الأميركي كريس مورفي إنه تقدم بتعديل في مجلس الشيوخ لوقف دعم بلاده للسعودية ويعد هذا العمل هو المحاولة الثالثة لديمقراطيين هذا العام.
الى ذلك تظاهر الالاف من اليمنيين في ساحة باب اليمن وسط العاصمة صنعاء وذلك للتنديد بالحرب الاقتصادية التي يشنها تحالف العدوان السعودي وتسببت بارتفاع اسعار المواد الغذائية وتدهور الريـال اليمني، واتهم المتظاهرون امريكا والنظام السعودي والاماراتي بافتعال المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد اليمني لهدف اخضاع اليمنيين واستسلامهم.
فما هو الدور الذي تلعبه امريكا في اليمن؟ وهل واشنطن مشاركة في المذابح والمجازر التي ترتكب بحق اليمنيين؟ وما هو دورها في الاقتصاد اليمني؟ وهل تنجح التحركات الاخيرة في الكونغرس للضغط على الادارة الامريكية في ايقاف دعمها للنظام السعودي والاماراتي؟

وقال ضيف الحلقة الكاتب والمحلل السياسي عبد الرحمن مراد: ان امريكا هي العنصر الفاعل في المعركة الدائرة الآن في اليمن، هي التي تقدم هذا الدعم الكبير لأدواتها في المنطقة، السعودية والإمارات، ولا اعتقد ان هناك هدف استراتيجي بالنسبة للامارات ولا السعودية في اليمن بقدر ما هي اهداف استراتيجية كبيرة للولايات المتحدة الاميركية ومن خلفها الكيان الإسرائيلي.
وأضاف مراد: المعركة التي تدار في اليمن هدفها اكبر من الصراع الاقليمي الذي يتبادر الى اذهان الناس، لكن هناك صراع دولي تقف امريكا وراءه من اجل ان توجد قدرا من التوازن لمصالحها في منطقة البحر الاحمر والبحر العربي، ولذلك هي تساهم بقدر كبير وهناك تصريحات كثيرة لسياسيين واكاديميين ترى ان هناك ثلاث اهداف لابد من انجازها في المنطقة العربية وهي قتل اكبر عدد من العرب وهو الذي يحدث الآن والسيطرة على مصادر الطاقة وهو ما يحدث الآن ايضا.
وتابع: لو عدنا بالذاكرة قليلا الى العراق لوجدنا ان امريكا لا زالت تتواجد بحجة تحقيق الامن في العراق وهي في الحقيقة تسيطر على مصادر النفط في تلك المنطقة، اضافة الى ذلك هناك هدف استراتيجي ايضا بالنسبة للامريكان وهو تحقيق اكبر قدر من التوازن في طريق الحرير الذي تحاول الصين انجازه واعلنته في عام 2013 وباشرت العمل به.
من جهته قال ضيف الحلقة، الإعلامي ماهر الشامي: نشكر قناة العالم ونشكر كل اعلام حر وممانع لا يخضع للهيمنة الاميركية ولا للمال السعودي المدنس... نحن الآن في العام الرابع للعدوان الكوني الذي ارتكب بحق الشعب اليمني، ابشع مجازر حرب في تاريخ البشرية.
واضاف الشامي: نحن منذ بداية العدوان نعتقد، وهو ايمان جازم، بأن العدوان على اليمن في المشروع والأهداف هو امريكي ولا يمكن باي حال من الأحوال ان يكون للسعودية أو الامارات، هذه الادوات القذرة التي تنفذ المشروع الاميركي في اليمن وكذلك في منطقة الشرق الاوسط، لا يمكن ان يكون لها الدور الاكبر.
وتابع: نعم هم يتحملون المسؤولية المباشرة في ارتكاب ابشع الجرائم بحق الشعب اليمني وهم المباشرين، ولكن في حقيقة الاهداف الاستراتيجية والذي يحرك العدوان على اليمن من بدايته هو الاميركي، وبالتالي فمن يتحمل المسؤولية القانونية وكذلك المسؤولية الكاملة في ارتكاب الجرائم في اليمن هو الاميركي، وكل الادلة سواء الواقعية او المادية تؤكد وتدلل بما لا يدع مجالا بأن الاميركي مشارك منذ بداية العدوان لا سيما ان العدوان بدأ من البيت الابيض وكذلك اعلنت ادارة ترامب في ذلك الوقت انه سيتم دعم التحالف العربي لمواجهة الحوثيين في اليمن.
واردف: وبالتالي الاسلحة التي يتم استهداف اليمنيين بها والدعم اللوجستي اميركي وكذلك غرف العمليات التي تدار في اليمن هي اميركية، وبالتالي الاميركي هو صاحب المشروع وهو تقع عليه المسؤولية المباشرة وقد توغل في قتل الشعب اليمني ومستمر فيه، ولولا الدعم الاميركي لما استمرت الامارات وكذلك السعودية في قتل الشعب اليمني.

ضيوف الحلقة:
الكاتب والمحلل السياسي عبد الرحمن مراد
الاعلامي اليمني ماهر الشامي