بالصور: عيد الأضحى.. بين الثقافة والتقليد!

بالصور: عيد الأضحى.. بين الثقافة والتقليد!
الثلاثاء ٢١ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٤:٣٩ بتوقيت غرينتش

عيد الأضحى أو “العيد الكبير” كما تحب بعض البلدان تسميته، مناسبة دينية ثقافية اجتماعية، تختلط فيها الأجواء الإيمانية والتقاليد الثقافية مع العادات الموروثة، حيث لكل بلد طقوسه وتقاليده. لنكتشف إذن كيف تعيش بعض البلدان هذه المناسبة.

العالم - تقارير

السعودية

على الرغم من أن “رعايا” السعودية يحظون بدخل فردي أفضل من كل المواطنين بالبلدان العربية الأخرى، إلا أن التضحية لديهم أمر غير مفروض اجتماعيًا، وإن كان معظمهم يحرص على تكريسها.

ويتميز عيد الأضحى لدى السعودية بمسحة خاصة، حيث تحتضن أرضها موسم الحج، وتحتضن ملايين الحجاج المسلمين من كل أنحاء العالم.

كما يتوجهون جماعات نحو المنتزهات والمرافق الترفيهية، والحدائق، والمساحات الخضراء لتزجية بعض الوقت هناك.

ويقضي معظم السعوديين يوم العيد الأول في منزل العائلة، وتحضير الطعام كالكبسة؛ الهربس؛ الهريس؛ المرقوق؛ المراهيف، المصابيب، المراصيع، وتنتشر عادة قضاء العيد في الأرياف عند بعض السعوديين، حيث الهدوء والبساطة بعيداً عن ضوضاء المدينة، فيحتفلون بالعيد هناك، ويتناولون طعام الإفطار عند شيخ القرية.

الإمارات

وتحتفظ الإمارات بطقوسها المتوارثة عبر الأجيال، فيتجمع أفراد الأسر خلال الزيارات العائلية، حول ما يدعى بـ"والة العيد"، وهي المائدة الرئيسة التي يتم إعدادها خصيصاً لاستقبال العيد، والتي تضم مجموعة منوعة من الأكلات والحلويات الشعبية الإماراتية، كالهريس، والعريس، والأرز مع اللحم، والخبيص، والحلوى العمانية التي تعتبر أشهر طبق يميزها. 

ويتقدم فعاليات العيد بالإمارات مهرجان "العيد في دبي"، الذي أضحت زيارة فعالياته واحدة من أبرز الطقوس التي تقوم بها الأسر الإماراتية في العيد.

اليمن 

يختلف اليمنيون في عادة تناول اللحم، أما وجبة الغداء اليمنية في العيد فتشتمل على "الزربيان" وهو طبق من اللحم والأرز وقد يضاف إليه الزبيب والبطاطا.

وأيضًا هناك "السبايا" وهي خليط من الدقيق والبيض والسمن يطهى في الفرن ويضاف إليها العسل اليمني الشهير الذي يعد من أشهر أنواع العسل في العالم إلى جانب "السلتة" التي تطهى من الحلبة والكرات مع قليل من الأرز وخليط التوابل المذابة في الخل والماء وتقدم مع خبز خاص يسمى "الملوج" وهي كلها من الأكلات التي ارتبطت بالعيد.

تونس

ومن الطقوس المعروفة في عيد الأضحى عند بعض الأسر التونسية تعمد الزوجة لتلقي أولى قطرات الدم في طبق أو صحن إلى أن تجف، حيث يتم حسب معتقداتهن تبخير الأطفال الصغار ببعض منه، لإبعاد للعين الشريرة والسحر. فيما تعمد بعض النسوة إلى غمس أيديهم بالدماء وطلائها على جدران البيت، لإبعاد عين الحسد حسب اعتقادهم.

كذلك هناك من الطقوس من يأكل كبد الكبش "نيّة" وغير مطبوخة خاصة عند النساء وينصح الأطباء هؤلاء أنّه وإن فعلوا فإنّه لا يجب أن تتجاوز توقيت ربع ساعة بعد الذبح لكي لا تكون لها تأثيرات سلبيّة بينما يتجنّب العديد هذه العادة ويعتبرونها عادة سيّئة تبرّكا بآكلة الأكباد هند بنت عتبة زوجة أبا سفيان عندما أكلت كبد عمّ الرسول صل الله عليه وسلّم حمزة بن عبد المطلب في معركة أحد.

الجزائر

تميز الجزائريين في عيد الأضحى وتزين مطابخهم فهناك "العصبان" يتم إعداده من بطن الخروف بعد غسله وتنظيفه جيدا يقلب ويتم حشوه بالكبد والقلب وقطع من اللحم صغيرة وبعض الحمص بالإضافة إلى التوابل ليطهى بعدها ويكون له طعم لذيذ.

ومن الأطعمة هناك أيضا الملفوف والذي هو عبارة عن كبد ملفوف في قطع من الشحم يشوى على الجمر ويقدم مع الشاي الأخضر. وهناك أيضا لحم رأس الخروف أو ما يسمى محليا بـ"البوزلوف" وهناك البكبوكة والكمونية التي تتفنن ربات البيوت في تحضيرها أيام العيد.

سلطنة عمان

تشكل مناسبة عيد الأضحى المبارك بولاية نخل، كما في غيرها من محافظات وولايات السلطنة فرصة يستحضر فيها الصغار والكبار على حد سواء، مجموعة من القيم والتقاليد الدينية والثقافية و يحافظ الاهالي على العادات المرتبطة بالأعياد في أجواء يغمرها التراث والفلكلور والعادات الأصيلة.

حيث يحيي اهالي الولاية خلال أيام العيد جملة من الطقوس والعادات العريقة أولها وأهمها عملية شراء الأضحية كذلك اقامة الاهازيج و الرزحات الفلكلورية، إضافة إلى إحياء شعيرة صلة الرحم بين الأقارب خلال هذه الأيام المباركة. وللتعرف عن كثب حول عادات وتقاليد قرى ولاية نخل كان لنا هذا الاستطلاع للتعرف على مظاهر عيد الأضحى المبارك فكان لقاؤنا مع عدد من المواطنين من مختلف قرى ومناطق ولاية.

الأردن

العائلات الأردنية تمتاز بعمل"المنسف"،الذي هو عبارة عن رز يضاف له اللحم المغلي باللبنة، وهي أكلة بدوية أصيلة، وتعتبر من أشهر الأكلات في المطبخ الأردني بينما تمتاز العوائل الفلسطينية بـأكلة "المسخن" الذي هو دجاج مقلي مع رز ويعد بطريقة لذيذة جدًا.

السودان

من عادة السودانيين صبيحة عيد الأضحى المبارك أن يتناولوا (العصيدة) عقب عودتهم من الصلاة، وذلك لتأخر الإفطار حيث ينهمك الجميع في مراسم الذبح والتضحية.

وتتكون العصيدة من خليط من الدقيق مع الماء يضاف إليه البامية المجففة والمطحونة المضاف إليها اللحم المفروم حيث يطلق على هذا الخليط السوداني الخالص قبل إضافته إلى الدقيق والماء اسم "الويكة"، ويوجد منها في الريف المصري أيضًا.

المغرب

تحظى مناسبة عيد الأضحى لدى المغاربة بمكانة مميزة، تتخللها طقوس وتقاليد تتفرد بها عن البلدان العربية الأخرى، ولا زالت حتى الآن مستمرة رغم التغير الذي تشهده الحياة المعاصرة.

تعتبر “الأضحية” في المغرب فريضة اجتماعية لا يمكن الاستغناء عنها في كل الأحوال، حيث تسعى كل الأسر إلى اقتنائها مهما غلا سعرها، حتى أن العائلات المعوزة تضطر إلى بيع أثاث المنزل أو الاقتراض من أجل توفير “كبش العيد” لأفراد الأسرة، إذ أن عدم فعل ذلك يعني “الوصم” من قبل الجيران والمعارف.

ولا تقتصر أهمية الأضحية في المغرب على المستوى الشعبي، بل تتعدى إلى المجال الرسمي، حيث تبث القنوات الوطنية مباشرة الملك وهو يذبح كبش العيد، يضحي عن المسلمين بصفته “أمير المؤمنين”.

في صبيحة العيد يتوجه المغاربة صوب المساجد لأداء صلاة العيد، وهم يلبسون الزي التقليدي المغربي الممثل في الجلباب الأبيض و”البلغة”، بعدها مباشرة يعودون إلى منازلهم، لنحر الأضحية وسلخها بأنفسهم وأحيانا الاستعانة بجزار، بينما تتكفل ربات البيوت بغسل أحشاء الكبش، وتشويط رأسه وأطرافه، وشواء “الكبد” وتقديمه في قضبان لأفراد العائلة، والكبد هو أول جزء من الأضحية يتناوله المغاربة، ليتركوا الأجزاء الأخرى لوقت آخر.

تختلف الأكلات التي تحضر أيام العيد حسب المناطق المغربية، وأشهرها “التقلية” حيث يتم قلي قطع اللحم مع التوابل المختلفة، وقضبان الشواء، بالإضافة إلى “القديد” وهو أحشاء الخروف مجففة تحت أشعة الشمس يتم طبخها مع الخضر.

إحدى طقوس بوجلود بالمغرب القديمة

أما العادات والتقاليد التي يقوم بها المغاربة في هذه الأيام، فتظهر في زيارة الأقارب والأهل، وزيارة الأضرحة كذلك والزوايا، وكانت طقوس “وثنية” تحضر هذه المناسبة، ولا زالت بعض المناطق القروية تحافظ عليها، منها “السبع بو بطاين” و”بوجلود”، وهو طقس أشبه بأعياد تنكر الأزياء التي تعرفها بعض الشعوب الأوروبية، حيث يتقنع الشباب بغشاء أضحية يلف جسمهم مع أشياء أخرى غريبة يرتدونها، فيتجولون بين الناس محاولين إثارة مشاعر الرعب وإيذائهم.

مصر

تبدأ صلاة العيد لدى المصريين باكرًا للغاية، ثم بعدها يتوجه البعض للتضحية، حيث بخلاف المغاربة شراء الكبش أمر غير محتوم، فيما يتوجه آخرون لزيارة المقابر والمدافن للترحم على الموتى الأقارب، وقراءة آيات قرآنية بقربهم.

يحرص المصريون عادة على إظهار بهجة العيد، بتزيين الشوارع والبيوت، وانتعاش المحلات التجارية بالملابس الجديدة ولوازم العيد.

أما أكثر ما يميز المصريين في هذه المناسبة، فهي “العيدية” وهي هدية العيد للأقارب والفقراء وحافظي القرآن، حيث يتم توزيع أجزاء من الأضحية، والتصدق بالمال والأكلات، بالإضافة إلى إهداء كسوة العيد.

كما تشكل مناسبة العيد بالنسبة للمصريين فرصة لمصالحة الأقارب والجيران الذين بينهم قطيعة أو عداوة، ومناسبة لزيارة المرضى في المستشفيات والمعتقلين في السجون.

أما الطبخات التي يدمنها المصريون في أيام عيد الأضحى، فهناك “الفتة”، تحضر بطبخ اللحم مع الأرز والمرقة وخلطها مع فتات الخبز، ويتم تقديمها للأهل والضيوف مع الخل والثوم، هناك أيضا أكلة “الرقاق”، وهي عبارة عن نوع من الخبز الرقيق، يحضر بالماء والدقيق ومكونات أخرى.

على المستوى الرسمي، يحضر الرئيس والوزراء خطبة العيد، ويبارك شيوخ الأزهر المناسبة للمصريين.

لبنان

يستعد اللبنانيون لعيد الأضحى بالزينة والديكور، وتمثل الأضحية بالنسبة لثقافتهم قرارًا اختياريًا، كما يحبون التسوق والتنزه في هذه المناسبة.

تنهمك النساء في تزيين البيت بالديكور والروائح، فيما يذهب الرجال لحضور صلاة العيد صوب المساجد المزدانة بالمصابيح المنمقة، والمعطرة برائحة البخور.

يترك اللبنانيون مهمة تجهيز الأضحية للجزار، حيث يفضلون ذبح الكبش بعتبة البيت كتقليد ثقافي “يطرد الشرور والنحس”، في حين يفضل البعض الذهاب إلى المقبرة للترحم على الأقارب المتوفين بآيات قرآنية.

وللأطفال أيضا حظ في لبنان، فهم عادة ما يتوجهون نحو الملاهي للاستمتاع، دون أن يفوتوا “حرزاية العيد” من الأقارب والأهل.

تشكل أيضًا مناسبة عيد الأضحى فرصة لتأكيد قيم التعايش والتسامح داخل المجتمع اللبناني المعروف بتعددياته الدينية والاجتماعية.

وبالتأكيد لا يروق للبنانيين أكل أحشاء الأضحية وأمعائها، مثل مجتمعات بعض البلدان الأخرى.

الجزائر

أهمية شراء الأضحية لدى الجزائر مثل المغرب، فلا يستسيغ أحد أن يمضي العيد بدون أضحية، بغض النظر عن ثمنها أو وضعه الاجتماعي.

يتوجه الرجال إلى المساجد لأداء صلاة العيد، وفور رجوعهم هناك من يشرع بذبح الأضحية مباشرة، وهناك من يؤجلها إلى ما بعد الظهيرة حتى ينهي جولاته على الأهل والأصدقاء.

ومن الأشياء الطريفة عند الجزائريين، أنهم يزينون أغنامهم قبل ذبحها بالحناء فوق جبينها وبأشرطة ملونة حول رقبتها، كما ينظم في بعض المناطق لديهم “مصارعات للأكباش” وسط حشود المتفرجين، ويفضلون طبخ أجزاء الأضحية على نار الحطب.

تبرز الأكلات المشهورة لدى الجزائريين بهذه المناسبة، مثل الملفوف وهو عبارة عن كبد مشوي مقطع مربعات متوسطة الحجم تلف بقطع من الشحم الشفاف – المحيط بالأمعاء – ثم توزع على سلك خاص واحدة تلو الأخرى ويعاد شويها من جديد، وهناك أيضا البوزلوف وهو مرق يحضر بمزيج من الكرش والرئة والكبد والقلب والكلى، يتم تقطيع الكل إلى قطع صغيرة وتخلط بالتوابل مع قليل من الحمص، ثم بعدها يتم طهيه على نار هادئة.

 الصين

في الصين تمثل لعبة «خطف الخروف» أهم مظاهر احتفال مسلمي الصين بأول أيام عيد الأضحى المبارك.

حيث يتأهب أحدهم وهو ممتطٍ جواده ثم ينطلق بأقصى سرعة صوب هدفه المنشود، يلتقطه ببراعة تخطف الأبصار ودون أن يسقط من فوق ظهر جواده، بعدها يفعل الأمر ذاته ثان وثالث وآخر، لتنتهي اللعبة بإعلان فوز من استغرق أقل وقت في عملية اختطاف خروف العيد من على الأرض.

 باكستان

ينفرد الباكستانيون بعادة تميزهم عن الشعوب الأخرى في احتفالهم بعيد الأضحى .

وهي عادة تزيين الأضحية قبل العيد بحوالى شهر كامل كما يصومون العشرة الأيام الأولى من شهر ذي الحجة وحتى يوم العيد ومن أهم الأكلات التي يتناولونها في العيد (لحم النحر) وهو الطبق الرئيس في وجبة الغداء على مدار أيام العيد ولا يتناولون الحلوى في عيد الأضحى.

 روسيا

شارك نحو 130 الف مسلم السبت في موسكو في احتفالات عيد الاضحى، كما افادت الشرطة المحلية.

ومنذ الفجر « كان من المستحيل الاقتراب من اكبر مسجد » في العاصمة حيث تدفق نحو 50 الف مسلم، وفقا لاذاعة صدى موسكو.

وقالت الاذاعة ان « المؤمنين ادوا الصلاة على ارصفة الشوارع المحاذية والمساحات الخضراء وحتى على ناصية مقهى مجاور ».

وجرت احتفالات عيد الاضحى وسط اجراءات امنية مشددة وخصوصا مع انتشار رجال الخيالة في الشرطة والذين اعتمر بعضهم خوذات مكافحة الشغب.

وقالت الشرطة انه « لم يسجل وقوع اي حادث خطير ».

ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمنياته للمسلمين بمناسبة هذا العيد الذي « يعني التقارب بين الناس وتثبيت مثل الخير والرحمة في المجتمع ».

واضاف بوتين في رسالة نشرت على موقع الكرملين « يسعدني رؤية الجالية المسلمة تشارك بطريقة فاعلة في الحياة الاجتماعية في البلد (…) وتساهم بنشاط في الانسجام بين الطوائف والاتنيات ».

وتعد روسيا نحو 20 مليون مسلم تقطن غالبيتهم في مناطق مسلمة تاريخيا مثل القوقاز الشمالي وتتارستان وباخكورتوستان (الفولغا).

وتعد موسكو بين مليون ومليوني مسلم، وفقا لتقديرات مختلفة.

نتمنى لكم اياما سعيدة تقضونها بالخير والسعادة في عيد الأضحى المبارك.

* ف.رفيعيان