كابول.. لا يوجد من العيد إلا اسمه

كابول.. لا يوجد من العيد إلا اسمه
الثلاثاء ٢١ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:١٧ بتوقيت غرينتش

طغى الوضع الأمني، اليوم الثلاثاء، على أجواء اليوم الأول من عيد الأضحى في العاصمة الأفغانية كابول. ومع تعرض محيط القصر الرئاسي والحي الدبلوماسي لهجوم بعشرات الصواريخ وما تبعه من اشتباكات بين الأمن والإرهابيين، ما أثر سلبا على حركة الناس، حيث بدت الشوارع خالية ومظاهر العيد شبه معدومة.

العالم - اسيا والباسيفيك 

مع التدهور الأمني الكبير في العاصمة وعموم البلاد مؤخراً، وفِي ظل عدم توافق السلطات وحركة "طالبان" على هدنة جديدة خلال أيّام العيد، فضّل معظم الأفغان البقاء في بيوتهم وعدم الخروج إلى المنتزهات والمصايف على مشارف المدينة.

وحدهم الأطفال أصحاب العيد، بملابسهم الجديدة وضحكاتهم العالية التي تملأ أصواتها كل زقاق وزاوية يستمتعون في اللعب والمزاح فيما بينهم بعيداً عن هموم الأزمات المستعصية، يجتمعون عند بيت الجد الذي يعتبر نقطة الاجتماع الأولى لمعظم العائلات في صباح اليوم الأول بعد صلاة العيد حيث يمضون يومهم.

ويشير "عزيز" وهو موظف حكومي قائلا: " في كل عيد ومناسبة نجتمع مع جميع الأقارب والأهل في بيت كبير الأسرة، هذه من أهم العادات والتقاليد لدينا فهي نوع من أداء الاحترام للكبار وفرصة لأن يجتمع شمل الأسرة والأقارب".

لكن هذا الحال لا ينطبق على الجميع، وبعض الأفغان فضلوا عدم الاحتفال بالعيد وإلغاء كافة مظاهر الفرح حدادا على أرواح ضحايا في غزني ومركز "موعود" التعليمي في منطقة دشت برتشي غربي كابول، والذي تعرض لاعتداء دموي مروع راح ضحيته نحو 80 قتيلاً جميعهم من الطلاب دون سن العشرين في 15 من الشهر الجاري.

وقال محمد رحمتي المدير في محطة "تمدن" الأفغانية الخاصة: "احتراما وتضامناً منا لذوي الشهداء وجرحى الاعتداءات الدموية التي شهدتها البلاد، قررت قناة "تمدن" عدم بث البرامج الخاصة التي أعدتها بمناسبة عيد الأضحى".

كما قام آخرون بالتبرع بمصاريف العيد إلى الجرحى وعائلات الشهداء، فمعظم ضحايا الهجوم في برتشي من الطبقة الفقيرة وإمكاناتهم المالية ضعيفة للغاية.

رحمة الله حقيار أحد هؤلاء، أعلن بأنه "تبرع بنصف راتبه الشهري ومصاريف العيد لمعالجة جرحى الحادثة الأخيرة على مركز موعود التعليمي".

والضائقة المالية أثرت على جميع الطبقات، والركود الاقتصادي ترك تداعياته على الجميع دون استثناء. خلال جولتنا على أسواق الماشية بدا الفرق واضحا للغاية، العرض كبير لكن الطلب محدود.

وقال عبد الرحمن وهو تاجر ماشية: "نسبة الإقبال وشراء الأضاحي ضعيفة، لقد استثمرت جميع أموالي من العمل على آلة حفر الآبار التي لدي لتوفير الطعام للقطيع لكن كما ترى السوق خال".