مصباح تحذير آخر

الأربعاء ١٩ يناير ٢٠١١ - ٠٣:٣٥ بتوقيت غرينتش

لو أن غريبا دُفع أمس الى الحومة السياسية الاسرائيلية لاستطاع ان يظن ان التاركين الخمسة مؤسسي حزب الاستقلال، قد تركوا حزب العمل خاصة من اجل اخلاصهم لنهجه وقيمه الأساسية.هكذا كان ايهود باراك الذي جعل نفسه في صف واحد مع دافيد بن غوريون واريئيل شارون؛ وكذلك شالوم سمحون، الذي زعم انه يترك لانه يريد العودة الى جذور مباي المجيدة لحركة الاستيطان التي جاء منها؛ وكذلك عنات وِلف، التي زعمت في حماسة انه يمكن الآن وقد استراحوا من عبء حزب العمل تقديم مسيرة السلام في الحكومة في نهاية الامر.اجل، لو لم يكن هذا محزنا لانفجرنا ضحكا.

لو أن غريبا دُفع أمس الى الحومة السياسية الاسرائيلية لاستطاع ان يظن ان التاركين الخمسة مؤسسي حزب الاستقلال، قد تركوا حزب العمل خاصة من اجل اخلاصهم لنهجه وقيمه الأساسية.

هكذا كان ايهود باراك الذي جعل نفسه في صف واحد مع دافيد بن غوريون واريئيل شارون؛ وكذلك شالوم سمحون، الذي زعم انه يترك لانه يريد العودة الى جذور مباي المجيدة لحركة الاستيطان التي جاء منها؛ وكذلك عنات وِلف، التي زعمت في حماسة انه يمكن الآن وقد استراحوا من عبء حزب العمل تقديم مسيرة السلام في الحكومة في نهاية الامر.

اجل، لو لم يكن هذا محزنا لانفجرنا ضحكا. لكن الوحيد الذي ضحك أمس حقا ودوى ضحكه عاليا هو افيغدور ليبرمان. فقد حصل على خمسة جنود آخرين طائعين من أكثر الانواع التي يحبها: من اولئك الذين لا يسمعون ولا يرون ولا يتكلمون بل يصوتون فقط بحسب علامة للمعسكر الفاشي الجديد الذي نجح في انشائه هنا. لقد جعل الاعضاء الخمسة انفسهم بحماقتهم أسرى يخضعون لتفضله. ولم يعد هذا محزنا بل خطرا في الأساس.

هذا خطر لانه لا يمكن الاستخفاف بالمنزلق الدحض الذي يسير فيه المجتمع الاسرائيلي في السنتين الاخيرتين. إن الثقافة القذرة التي ثارت وطفت مؤخرا في كل ركن والقومية العنيفة ساعدت في تبيان الامور. ولم تعد الامور يُهمس بها في الغرف المغلقة بل يُصرخ بها في ميدان المدينة أمام عدسات التصوير وفي ضوء المصابيح وبكلمات صريحة وبأيدٍ مرفوعة الى الأمام تقول الاجانب الى الخارج. والعرب الى الخارج.

والنساء الى البيوت من الشارع. والجنود الذين يكسرون الصمت الى الخارج، وأناس حقوق الانسان في المدة الاخيرة ايضا الى الخارج.

إن فقدان القيادة الفاشية الجديدة لخوفها من رد الجمهور الاسرائيلي ومؤسساته الحاكمة، والقانونية والجماهيرية يثير الخوف في حد ذاته. وإن حقيقة ان الفاشيين الاسرائيليين الجدد لا يعتقدون ان عندهم ما يخفونه أو من يخافونه تدل على مبلغ كبر الخطر وقربه منا. إن انحلال حزب العمل نذير سوء آخر لمعسكر الأكثرية في اسرائيل الذي بنى الدولة هنا.

سيكون هنالك من يقولون إن حزب العمل أصلا لم يفعل شيئا في السنتين الاخيرتين ويوجد غير قليل من الصدق في كلامهم: فقد احتج وزراء الحزب بلغة ضعيفة وظلوا متمسكين بمقاعدهم؛ ونبّهوا بملاحظة لمحاضر الجلسات واستمروا في مصافحة أشياع ليبرمان عند دخول جلسة الحكومة، يتصرفون كأن عطرا غير مريح فقط يرشه أشياع ليبرمان علينا. لكن يجب على هؤلاء المنتقدين ايضا أن يفهموا انه بغير حزب اشتراكي ديمقراطي صهيوني كحزب العمل ستطغى ثقافة القذارة والخيانة.

هذه هي طبيعة الفاشية فهي تندفع في المكان الذي لا تجد فيه حاجزا. والآن وقد كبر معسكر المتعلقين بها بخمسة اشخاص آخرين ستسمح لنفسها بأكثر. لهذا لم أضحك أمس لتصريحات التاركين ولم آسف كثيرا لذهابهم بل قلقت في الأساس. إن تفكك حزب العمل أمس كان علامة انذار اخرى في سلسلة طويلة من العلامات التي تشهد بالخطر الذي كبر هنا على المشروع الصهيوني.

أنا قلق لكنني لست يائسا. وباعتباري ابنا للشعب الذي دفع أبهظ ثمن عن الشلل وعدم الفعل اللذين أصابا اولئك اليائسين فانني لا آخذ لنفسي الحق في اليأس. إن الخوف الذي يجب ان يثور في كل صهيوني سليم هنا بسبب توسع المعسكر الفاشي الجديد في اسرائيل، أُفضل ان أربطه بعمل سياسي حقيقي يستطيع هو فقط ان يقضي على الفاشية التي نشأت هنا. عمل يوجب اعادة بناء حزب محطم كاد يُدفن أمس، ويسمونه حزب العمل.

يوفال ألبشن

معاريف

18/1/2011