19/1/2011 يحي قاسم أبو عواضة awathah@gmail.com

الأربعاء ١٩ يناير ٢٠١١ - ١١:٠٧ بتوقيت غرينتش

زيارة كلينتون والإصطياد في الماء العكر ؟ زيارة قصيرة قامت بها هيلاري كلينتون هي الأولى لوزير خارجية أمريكيلليمن منذ أكثر من عشرين عاما لكنها كانت زيارة تحمل في جدول أعمالها الكثير من الأهداف المشبوهةً ومعرفة إلى أين قد وصل مشروعهم الإستعماري في اليمن فمن لا يزال يتصور أن الولايات الأمريكية تتصرف في هذا العالم كدولة صديقة هو غبي وواهم ولا يعرف وضع العالم اليوم ومجريات الأحداث وخصوصا في تعاملها مع اليمن وبالذات في هذه المرحلة الحساسة وهو يمر بأوضاع صعبة فهو بلد مثقل بأوزار وتداعيات وآثار ستة حروب طاحنة مع المحافظات الشمالية وهو يعيش صراعاً مسلحاً مع أبناء المحا

زيارة كلينتون والإصطياد في الماء العكر ؟

زيارة قصيرة قامت بها هيلاري كلينتون هي الأولى لوزير خارجية

أمريكيلليمن منذ أكثر من عشرين عاما لكنها كانت زيارة تحمل في جدول

أعمالها

الكثير من الأهداف المشبوهةً ومعرفة إلى أين قد وصل مشروعهم الإستعماري في اليمن فمن لا يزال يتصور أن الولايات الأمريكية تتصرف في هذا العالم كدولة صديقة هو غبي وواهم ولا يعرف وضع العالم اليوم ومجريات الأحداث وخصوصا في تعاملها مع اليمن وبالذات في هذه المرحلة الحساسة وهو يمر بأوضاع صعبة فهو بلد مثقل بأوزار وتداعيات وآثار ستة حروب طاحنة مع المحافظات الشمالية وهو يعيش صراعاً مسلحاً مع أبناء المحافظات الجنوبية ويعيش صراعاً سياسياً مع المعارضة ، وفي نفس الوقت غارق في الفساد المالي والإداري من قمة رأسه إلى أخمص قدميه ، وهو مكبل بأزمة اقتصادية خانقة كل هذه المشاكل وغيرها كلينتون تعلمها علم اليقين ولذلك فزيارتها هي من أجل أن تقطف ثمار ما يجري وتصطاد في الماء العكر فإدارتها هي من خطط وشجع لكل

ما يجري في اليمن ، فاليمن جزء أساسي من مشروع الفوضى البناءة الذي دمبه صقور البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ليتحقق لهم ما يصبون إليه من تحقيق مشروعهم الإستعماري المباشر وتحت ذرائع مختلفة كمكافحة الإرهاب ونشر الديمقراطية والحرية والمطالبة بحقوق الإنسان وعناوين من هذه العناوين لجذابة التي نكاد أن نصدقها لولا أنه يفضحهم ويكشف سوءتهم ويبين سوء واياهم ما يعملونه بالشعب الفلسطيني ودعمهم اللا محدود لإسرائيل في ظلمها لشعب الفلسطيني. ورغم الدعايات والتبريرات التي قدمت في التغطية لإعلامية لزيارتها من قناة اليمن الفضائية وصحف النظام إلا أن وسائل الإعلام لالأخرى كان لها قراءة أخرى لهذه الزيارة حيث أكدت بأنه في الزيارة تم بحث يجاد قواعد عسكرية أمريكية اليمن في بعض محافظات الجمهورية اليمنية. تحدثت وسائل إعلام وحوارات تلفزيونية على قنوات عدة عن مشروع تفتيت جديد للبلدان العربية ويدور الحوار حول بلدان محددة كأمثلة مهددة بالتفتيت مثل لسودان والعراق واليمن. ولا شك أن الوزيرة قبل زيارتها لليمن قد عرجت لى لبنان الذي نجحت العصى الأمريكية في إيقاف عجلة التسوية السورية لسعودية لإصلاح أوضاعه ، ولن تنسى أن تلقي نظرة على مشروع التقسيم الذي بنته أمريكا وإسرائيل في السودان حيث يجري هناك فصل شماله عن جنوبه يعيش في مستنقع الصراعات والخلافات. وهاهي تحط الرحال في اليمن في جعبتها الكثير ستقدمه ليمن الحكمة والإيمان بعد أن أصبحت تنظر لليمن مستعمرة تجوب طائراتها بطيار وبدون طيار سماءه وتلقي بقنابلها أينما أرادت تقتل من تريد بعد أن أصبحت السلطة لا تخجل أمام هذا كما صرح بذلك يحيى حمد عبد الله صالح عندما اعترف بأن الطيران الأمريكي يقوم بقصف المواطنين يجب أن لا نخجل من ذلك على حد تعبيره.. وبعد أن تلقى الشعب دروساً مهمة ي سياسة الترويض وبعد أن أصبحت قواعدها العسكرية تربض على أرض ليمن السعيد ومخابراتها ووحداتها العسكرية تتحرك بكل حرية في كل مكان خاصة في المعسكرات تحت عناوين خبراء ومدربين. وخلال زيارتها لمظفرة كلينتون تلتقي الرئيس صالح وقيادات المشترك وقيادات مدنية وصحفية رجال أعمال وكما هي عادة الأمريكيين في زياراتهم للدول التي يهيئونها لتكون ريستهم في المستقبل لا ينسون أن يوجهوا الرسائل التي يقتضيها بروتوكول لزيارة فوجهت عدة رسائل لجميع الأطياف في اليمن خلال زيارتها . لرسالة الأولى كانت من نصيب عدوها الوهمي الذي تربى في أحضانها وظهر من أدراج مخابراتها والذي أسمته بتنظيم القاعدة فقالت: مواجهة المسلحين المتشددين يمثل أولوية للولايات المتحدة في اليمن. الرسالة الثانية: رسالة موجهة لى المعارضة قالت فيها: ندعم ونؤيد بشدة الحوار الوطني الذي يجمع مختلف لأطراف باليمن من أجل الإصلاحات وللوصول إلى انتخابات نزيهة وعادلة شارك فيها الجميع. أما الرسالة الثالثة فكانت موجهة إلى منظمات المجتمع لمدني وأبناء صعدة حيث قالت في لقائها بممثلي منظمات المجتمع المدني: نؤيد سار سلام دائم بصعدة يعيد الناس إلى ديارهم ونسهم مع المجتمع الدولي في ساعدة النازحين. الرسالة الرابعة كانت موجهة إلى المتطلعين إلى السلطة يث قالت: اليمن يمر بمرحلة قد تتجه فيها الأوضاع نحو الإتجاه الخطأ ولذا نؤيد لا سياسيا يؤسس لنظام سلمي ديمقراطي يتمثل فيه الجميع. حتى أن عبد لوهاب الآنسي صرح لصحيفة الزمان بقوله: هيلاري كلينتون طلبت منا وضع صور عن الشخص الذي سيخلف الرئيس صالح وقالت أنها ستدرس المعطيات ما دار في حواراتها مع المسئولين اليمنيين في السلطة والمعارضة ثم تقدم لنصائح المناسبة . الرسالة الخامسة كانت من نصيب الجنوبيين ففي رد لى سؤال حول تبني السلطة للقمع في الجنوب قالت: ندعو للإستماع للمظالم مناقشة وجهات النظر المتفاوتة بدلاً عن البندقية لأنها توفر نتائج عكسية . هكذا في الوقت الذي تغازل هذه الأطرف لا تنسى أن تضع يدها على كتف معشوقها الأول لطمأنته وتشد على يده تشجعه على المضي قدما في قمعه لشعبه ولسان حالها يقول: [ ما الحب إلا للحبيب الأول ] ولأننا من بلد أرق قلوبا وألين فئدة فإن فخامة الرئيس لم يستطع أن يتمالك نفسه فانطلق ليعبر عن مشاعره لجياشة تجاه هذا الضيف العزيز الذي يمتلك قدرة فائقة على الدخول إلى القلوب دون استئذان بمجاملاته الرقيقة وابتساماته العريضة ووعوده البراقة كما هي درته في الدخول إلى الشعوب أيضاً بعناوينه الجذابة والكذابة .. ولذلك سارع خامة الرئيس إلى إكرام ضيفته العزيزة بما هو كفيل أن يدخل السرور على قلبها لمرهف فبعث برسائل تهديد لأبناء المحافظات الشمالية قافزاً بذلك على الجهود لكبيرة التي يبذلها الإخوة القطريين ومتناسيا ما قد تحقق على أرض الواقع من نجازات اعترفت بها الوزيرة الأمريكية نفسها ودفعت بالإتحاد الأوربي أن يعلن نه سيشارك في الأعمار ، وأمام الابتسامات الرقيقة وتسارق النظرات نسي لجميع أنها في نفس الوقت تكرههم كلهم وأنها تعد لهم زنازين تليق بمقامهم ، وأن لله قال لنا عنهم أنهم لا يودون لنا أي خير وأنهم يعظون علينا الأنامل من الغيظ. ورحم الله بنت اليمن التي خلد الله قصتها في القرآن الكريم مع نبيه سليمان فلقد انت أكثر حنكة وسياسة وحكمة وشجاعة من أصحاب الشنبات العريضة واللحى لطويلة في هذا الزمن حيث قالت:{إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا َعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً}. فلا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية بلداً إلا وتنهب ثرواته ، لا وتستذل أهله، لا يدخل الأمريكيون بلداً إلا ويستذلون أهله، لكن بأي طريقة؟ ن طريق الخداع لحكوماتهم ولشعوبهم، تبريرات يصنعونها، ونصدقها بسرعة، نوصلها إلى بعضنا بعض. ولقد صدق الله قولها ذلك بقوله: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُوْنَ}. هل نصدق الله العليم الخبير الرحمن الرحيم بعباده أم نصدق هؤلاء العبيد الذين لم عد لهم حول ولا قوة ولا رأي ولا قرار إلا السمع والطاعة لأشر عباد الله .. من دفع بهم أمريكا إلى ظلم شعوبهم وقهرهم وإذلالهم ثم في الأخير لتقدمهم طعما لسيطرة على هذه الشعوب