الاحتباس الحراري خطر كبير يهدد الكون..هل ستترك سياسات ترامب المناخية أثرا عليه؟

الاحتباس الحراري خطر كبير يهدد الكون..هل ستترك سياسات ترامب المناخية أثرا عليه؟
الخميس ٣٠ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٢٧ بتوقيت غرينتش

تعرف ظاهرة الاحتباس الحراري بأنّها زيادة سريعة وغير اعتيادية في متوسط درجة حرارة سطح الأرض على مدى القرن الماضي والتي تعتبر اثارها مدمرة وهنا يبرز اهمية اتفاق باريس للمناخ الذي يهدف للتخلص من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري والذي انسحب منه ترامب مؤخرا.

العالم . تقارير

الاحتباس الحراري

تعرّضت الأرض عبر العصور لتغيّرات مختلفة معظمها كانت من الطبيعة نفسها، ولكن السنوات الأخيرة التي حدثت فيها الثورة الصناعية حصلت بعض التغييرات التي ليس للطبيعة أيّ يد فيها، وإنّما هي من صنع البشر ومنها: ظاهرة الاحتباس الحراري؛ فكثيراً ما نسمع عن هذه الظاهرة، وأثرها على هذه الحياة.

اسباب الاحتباس الحراري

عجز العلماء عن اعطاء سبب واحد من اسباب الاحتباس الحراري فبقي الغموض حول السبب الرئيس المسبب لهذه الظاهرة الخطيرة وقد اجمع العلماء على أن هناك مجموعة من الأسباب التي قد تؤدي الى ظاهرة الاحتباس الحراري منها ما هو طبيعي ومنها ما هو صناعي.

الاسباب الطبيعية: تصاعد الحمم البركانية، التلوث بجميع انواعه وخصوصا الملوثات العضوية وحرائق الغابات.

الاسباب الصناعية: اسباب الاحتباس الحراري الصناعية تتمثل في مجموعة من الانشطة التي يقوم بها الانسان والتي تؤثر بشكل سلبي على الغلاف الجوي مثل احتراق الوقود الأحفوري كالنفط والغاز الطبيعي و الفحم الحجري.

تاثيرات الاحتباس الحراري

الزيادة في متوسط درجات الحرارة الصغرى والعظمى: واحدة من أكثر الدلائل على الاحتباس الحراري هي الزيادة في درجات الحرارة حيث أن متوسط درجات الحرارة ارتفع بمعدل 1.4 فهرنهايت بما يعادل 0.8 درجة سليزيوس وذلك طبقا لأبحاث (الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوى – NOAA).

الطقس القارس: مثلما توجد الحرارة الشديدة يوجد أيضًا الطقس قارس البرودة وهذا ما تشهده الولايات المتحدة في فصول شتاءها شديد البرودة و هو ما ليس معتاد لها.

ذوبان الجليد: هو واحد من الظواهر الرئيسية التي عبّر فيها التغير المَناخي عن نفسه فعن مساحات الجليد الموجودة بأمريكا الشمالية، وأوروبا، وآسيا.  أوضحت التقارير المَناخية في مجلة التغيرات المَناخية أن سُمك الجليد يقل بنسبة 10% على مدار سنوات عديدة، وقد يسفُر عن هذا تآكل الأراضي بشكلٍ مفاجئ و ظهور العديد من الميكروبات الدفينة وهذا ما أوضحته أبحاثٌ حُررت عام 2016.

زيادة مستوى سطح البحر وزيادة درجة حمضية المحيطات: فمثلما يوجد ذوبان جليد فإنه من البديهي يوجد زيادة  في مستوي سطح البحر؛ في عام 2014 أوضحت تقارير مُنظمة الأرصاد الجوية الدولية أنه حدث زيادة في مستوى سطح البحر بما يعادل 0.12 بوصة أيْ ما يعادل 3 ملليميتر في السنة و هذا ضعف متوسط الزيادة السنوية التي سُجلت في القرن العشرين.

النباتات والحيوانات: من المُتوقع أن الاحتباس الحراري سيتعمق تأثيره وينتشر خلال النُظم الحيوية علي كوكب الارض، حيث أوضحت التقارير والأبحاث التي نشرتها الأكاديمية القومية للعلوم أن العديد من أنواع النباتات والحيوانات أصبحت تنتشر ناحية الشمال أو بالاتجاه لأعلي وذلك بالطبع نتيجة تذبذب درجات الحرارة؛ فإنهم لا ينتقلوا فقط إلى جهة الشمال ولكن هربًا من خط الاستواء وهذا يُنبئ بخطرٍ كبيرٍ وهو سرعة تغيّر المَناخ والذي بدوره يعمل على تغير النطاق الحراري بشكلٍ ملحوظ وسريع مما يؤثر علي أشكال التنوع البيولوجي الخاص بالبيئة.

ما هي طرق التخلص من الاحتباس الحراري؟

تتوفر العديد من الوسائل والإجراءات التي يمكن أن تساهم في الحد من هذه الظاهرة، ومنها: التقليل من انبعاث الغازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي عن طريق استخدام الطاقة المتجددة، والاعتماد بشكلٍ أقل على الوقود الأحفوري. زيادة كفاءة وقود السيارات. وضع حدودٍ لكمية غاز ثاني أكسيد الكربون المسوح انبعاثها. الحدّ من إزالة الغابات.

اتفاق باريس.. محاولة في طريق التخلص من الاحتباس الحراري

عقد في العاصمة الفرنسية في كان الأول/ديسمبر 2015 مؤتمر المناخ الذي سمّي "COP 21"، والذي أسفر عن نص اتفاق نهائي بعد أسبوعين من المفاوضات المكثفة بين العشرات من الوفود الدولية. وفي يوم 12 كانون الأول/ديسمبر، تم توقيع هذا الاتفاق التاريخي من قبل 197 بلداً. واعتبر هذا الاتفاق انتصاراً في جهود محاربة التغير المناخي لأنه يتضمن "تقييماً لمتوسط درجات الحرارة العالمية بأقل كثيراً من 2 درجة مئوية فوق المستويات التي كانت سائدة في فترة ما قبل الثورة الصناعية، كما يوصي بمواصلة العمل للوصول بالمتوسط إلى 1.5 درجة مئوية". غير أن ما هو حاصل حالياً هو أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تقود العالم نحو زيادة قدرها 3 درجات مئوية في درجات الحرارة العالمية. وهو ما يعتبر سيناريو كارثياً بحسب الخبراء الدوليين المعنيين بتغير المناخ. وينص الاتفاق على أن على كل بلد إعادة تقدير التزاماته في هذا الاتجاه كل خمس سنوات. المسألة الوحيدة التي يمكن اعتبارها سلبية في هذا الاتفاق هي أن التقييم الأول لن يكون إجبارياً إلا بعد عام 2025.

و يعتبر هذا الاتفاق مهما لأنه أول اتفاق دولي بشأن تغير المناخ ذو طابع عالمي. وكذلك لأن الوضع المناخي العالمي بات يأخذ منحى ينذر بالخطر. وكان عام 2016 الأكثر حرارة منذ أن بدأت عمليات تدوين درجات الحرارة عام 1880. وحتى تتم السيطرة على الاحترار العالمي يتوجب أن تتم المحافظة على 80٪ من احتياطيات الوقود الأحفوري في باطن الأرض. وفيما لو احترمت الدول تعهداتها في اتفاق باريس سيجدون أنفسهم مجبرين على العمل على هذا الموضوع. أما عواقب تغير المناخ فهي دراماتيكية وتتجاوز ارتفاع درجات الحرارة إلى ارتفاع مستويات المحيطات وزيادة مستوى حموضتها وزيادة الكوارث المناخية وفقدان التنوع البيولوجي وتهديد الأمن الغذائي. ومن المقدر أن يعاني 600 مليون شخص من الجوع بسبب التغيرات المناخية بحلول عام 2080.

انسحاب ترامب

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في يونيو 2017 انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ، الأمر الذي كان وعد به خلال حملته الانتخابية تحت شعار الدفاع عن الوظائف الأمريكية. اعتبر ترامب أن هذا الاتفاق لايصب في مصلحة الولايات المتحدة وأنه ليس حازما بما يكفي مع الصين والهند ومن هنا يبدو أن ترامب يقامر باستقرار حياة شعوب العالم تلبية لمصالح الاحتكارات البترولية.

لذا ونظرا لأهمية هذا الاتفاق وعواقب الاحتباس الحراري الكارثية على كوكب الأرض وبما أن الولايات المتحدة ثاني اكبر منتج للغازات المسببة للاحتباس الحراري، يعتبر انسحاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب من هذا الاتفاق خطوة غيرمسؤولة تضاف الى سجله المليء بالاعمال الجنونية واللامبالاة.

تصنيف :