اغتيال رئيس جمهورية دونيتسك.. مصادفة أم رسالة لروسيا!!

اغتيال رئيس جمهورية دونيتسك.. مصادفة أم رسالة لروسيا!!
السبت ٠١ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٩:١٩ بتوقيت غرينتش

قتل رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، ألكساندر زاخارتشينكو، يوم الجمعة، بتفجير في مقهى "سيبار" وسط مدينة دونيتسك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا.

العالم – تقاریر

وأوضحت المصادر الاعلامیة أن زاخارتشينكو فارق الحياة في أحد مستشفيات دونيتسك إثر تعرضه لإصابة فتاكة جراء تفجير هز مقهى "سيبار" وسط المدينة.

وأضاف المصادر أن وزير الدخل والضرائب تيموفييف قد أصيب أيضا في الانفجار.

وأكد النائب في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، فلاديسلاف بيرديتشيفسكي، معلومات مقتل رئيس الجمهورية بتفجير داخل مقهى.

وقال بيرديتشيفسكي للصحفيين "قتل رئيس جمهورية دونيتسك جراء تفجير في مقهى سيبار".

وأفادت وسائل إعلام محلية أن الديوان الرئاسي لجمهورية دونيتسك أكد مقتل زاخارتشينكو نتيجة عمل إرهابي ويحذر من إمكانية تأثير ذلك بشكل سلبي على عملية مينسك.

ويذكر أن السلطات الأوكرانية بدأت في شهر نيسان/أبريل من العام 2014 عملية عسكرية ضد سكان جمهوريتي دونيتسك و لوهانسك الشعبيتين، اللتين أعلنتا استقلالهما من طرف واحد، تعبيرا عن معارضتهما للانقلاب، الذي وقع في أوكرانيا في شهر شباط / فبراير من نفس العام. ووفقا لآخر إحصاءات الأمم المتحدة — فقد بلغ عدد ضحايا هذا النزاع ما يزيد عن 10 آلاف مدني.

وفي وقت سابق، أكد مسؤولان في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك أن الجمهوريتين الشعبيتين اللتين أعلنهما أهالي منطقة دونباس من رافضي الانقلاب الذي أطاح بنظام الحكم الشرعي في أوكرانيا، تعتبرتان منطقة القرم جزءا من روسيا.

واستعادت منطقة القرم الهوية الروسية في عام 2014، بمشيئة أهاليها الذين صوتوا خلال الاستفتاء العام لصالح عودة منطقتهم إلى روسيا.

وكانت منطقة القرم جزءا من جمهورية روسيا حتى عام 1954، عندما قررت قيادة الاتحاد السوفيتي نقل تبعيتها إلى جمهورية أوكرانيا.

موسكو تعتبر اغتيال رئيس جمهورية دونيتسك عملا إرهابيا

الخارجية الروسية من جهتها قالت إن موسكو تعتبر اغتيال زاخارتشينكو عملاً إرهابياً، مشيرة إلى أن "كييف انتقلت إلى ممارسة الاٍرهاب كسياسة دولة ضد شعبه".

كما رأت أن "على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته إزاء ممارسات الزمرة الحاكمة في كييف".

المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت إن "هناك كل المؤشرات للاعتقاد بأن نظام كييف يقف وراء حادث اغتيال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة الذي استخدم مراراً وسائل مماثلة للقضاء على المعارضين والمكروهين."

وتابعت "وبدلاً من الوفاء باتفاقات مينسك وإيجاد طرق لحل النزاع الداخلي، فإن الحزب في كييف ينفذ سيناريو إرهابي، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة.. ويبدو أنهم قرروا التوجه إلى حرب دموية من خلال عدم توفيتهم بوعودهم للسلام."

كما دعت زاخاروفا إلى إجراء تحقيق نزيه في هذه الجريمة تحت إشراف المجتمع الدولي.

بدورها، طالبت الخارجية الدولية بتحقيق دولي في حادث اغتيال زاخارتشينكو.

بوتين يعزي سكان دونباس في مقتل زاخارتشينكو

عبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن تعازيه لسكان إقليم دونباس الأوكراني، في مقتل رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، ألكسندر زاخارتشينكو.

وجاء في بيان نشر على موقع الكرملين: "تقبلوا مني خالص التعازي في مقتل ألكسندر زاخارتشينكو، أود التعبير عن التعازي لذوي وأقارب زاخارتشينكو، وكل سكان دونباس، روسيا ستقف معكم دوما".

وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أن مقتل زاخارتشينكو، يشير مجددا إلى أن من اختار طريق الإرهاب والعنف لا يمكن أن يبحث عن تسوية سياسية سلمية، ولا يريد حوارا حقيقيا مع سكان الجنوب الشرقي الأوكراني، بل يراهن على إركاع شعب دونباس، لكنهم لن ينجحون في ذلك.

وتابع بوتين: "مقتل زاخارتشينكو يشير مجددا إلى أن من اختار طريق الإرهاب والعنف لا يمكن أن يبحث عن تسوية سياسية سلمية، ولا يريد حوارا حقيقيا مع سكان الجنوب الشرقي، بل يراهنون على إركاع شعب دونباس، لكنهم لن ينجحون في ذلك…".

دونيتسك: تحديد هوية الإرهابيين الذين قتلوا زاخارتشينكو

قال المتحدث باسم رئيس دونيتسك، إن مسؤولي إنفاذ القانون حددوا هوية الإرهابيين الذين قتلوا زاخارتشينكو.

وأضاف المتحدث أنه وفقا للقوات، تم التفجير بطلب من جهاز الأمن الأوكراني.

وقالت المتحدثة للصحفيين: "وفقا للتحريات، تمكنت قوات إنفاذ القانون من تحديد هوية الإرهابيين، ووفقا للقوات، تم التفجير بطلب من جهاز الأمن الأوكراني. وكما هو الحال دائما، فإن نظام كييف غير قادر على القتال علانية ويعمل بشكل حصري بالأساليب الإرهابية المناهضة للبشرية".

من هو ألكساندر زاخارتشينكو ؟

ولد في 26 حزيران/ يونيو عام 1976 في مدينة دونيتسك.

تخرج مع مرتبة الشرف من كلية دونيتسك الصناعية للأتمتة الصناعية، وتخصص في مجال التعدين الكهروميكانيكي، حيث درس في معهد القانون التابع لوزارة الشؤون الداخلية في دونيتسك.

وعمل رئيسا للوزراء ورئيسا لدولة جمهورية دونيتسك الشعبية التي أعلنت نفسها مستقلة، حيث أعلنت استقلالها عن أوكرانيا في 11 مايو 2014. وكان قد عين رئيسًا للوزراء في أغسطس 2014 بعد استقالة ألكسندر بوروداي، وفاز في انتخابات نوفمبر 2014 لهذا المنصب.

ما علاقة قتل زاخارتشينكو بإدلب السورية؟!

كما لفتت وكالات إلى أن مخابرات دونيتسك ألقت القبض على عدد من الأوكرانيين بشبهة بتورطهم في اغتيال الرئيس.

من جهته، رأى مجلس الدوما الروسي أن توقيت الاغتيال بالتزامن مع التوتر حول إدلب السورية ليس من قبيل المصادفة.

ويستعد الجيش السوري بمساندة روسيا لبدء عملية عسكرية على مراحل في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها في شمال غرب البلاد، وهي آخر منطقة كبيرة خاضعة للجماعات الارهابية المسلحة.

كما أشار إلى أن واشنطن تفتح جبهة جنوب شرق أوكرانيا للضغط على روسيا في سوريا.

ورأى "الدوما" أن اغتيال زاخارتشينكو قد يؤدي إلى تصعيد في جنوب شرق أوكرانيا وينسف عملية مينسك للتسوية.

****

واندلع القتال في شرق أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة على الرغم من دعوات متجددة للسلام من أجل بدء العام الدراسي.

وفي هذا الأسبوع، طالبت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تراقب النزاع بأن يحترم كل من الجيش الأوكراني والانفصاليين التزامهم بالسلام.