الجميع مستهدفون بما فيهم الحلفاء..

التجسس بأدوات إسرائيلية.. الامارات في الطليعة

التجسس بأدوات إسرائيلية.. الامارات في الطليعة
السبت ٠١ سبتمبر ٢٠١٨ - ١١:٥٩ بتوقيت غرينتش

الهجوم على خصوصية الأفراد والتنصت عليهم ومراقبة شؤونهم الخاصة يتزايد وبشكل ملفت للنظر وخاصة بظهور عصر المعلومات والاتصالات و ازدهاره، حيث تحولت وسائل التجسس والتنصت من الطرق التقليدية إلى الطرق الالكترونية.

العالم- التقاریر

ويعد التنصت الهاتفي من ضمن أخطر الوسائل، فبالإضافة إلى أنه یتم دون علم الشخص محل المراقبة، فهو یتيح سماع وتسجيل أدق الأسرار فضلا عن إمتداده إلى أشخاص آخرين أبرياء بمجرد إتصالهم عن طريق الهاتف بالشخص الموضوع تحت المراقبة.

والتنصت اصطلاحا هو الاستماع سرا بوسيلة أي كان نوعها إلى كلام له صفة الخصوصية أو سري صادر من شخص ما أو متبادل بين شخصين أو أكثر دون رضا أي من هؤلاء كما يعرف التنصت بأنه تلك العملية التي تتم باستخدام وسائل تقنية لها صلة مباشرة بنوعيها السلكية و اللاسلكية، والتي من خلالها يتم بث الكلام المتفوه به وتثبيته واستغلال المفيد منه في التحري والتحقيق، ويقصد به الكلام المتداول بين الأشخاص المستهدفين أو الوسط المتوغل فيه.            

کانت هذه المقدمة الموجزة ضرورية لنؤکد أن المشكلة التي يعاني منها القائمون على سياسة أبوظبي الخارجية تبدو عميقة وقديمة، وأنها تطرح أسئلة عدة حول جذور الأزمة الخليجية الحالية، التي أخذت تمزق عرى التعاون والأخوة بين دول الخلیج الفارسي.

فقد جاء في تقریر نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن تسريبات لرسائل إلكترونية كشفت عن التعاون الأمني الإماراتي الإسرائيلي. ويكشف التقرير عن أن حكام الإمارات يستخدمون منذ عام نظاما إلكترونيا للتجسس، يقوم بطريقة سرية بتحويل الهواتف الذكية التي يستخدمها المعارضون السياسيون في داخل الإمارات وخارجها لأجهزة رقابة؛ الأمر الذي أثار قلق الکثیرین و من ضمنهم المسؤولین القطریین وجعلهم یدعون المجتمع الدولي إلى ضبط مجال الأمن الرقمي قانونيا بحيث لا يبقى مرتعا لجرائم التجسس وانتهاك الخصوصية دون رادع أو عقوبات دولية.

ويلفت التقرير إلى أن شركات التكنولوجيا الخاصة تقوم بتطوير برامج تجسس متطورة، وتبيعها بعشرات الملايين من الدولارات إلى الحكومات التي تقوم باستخدامها، دون أي رقابة، بشكل يجعلها عرضة لسوء الاستخدام، مثل شركة "أن أس أو غروب" التي طورت نظاما تجسسيا يغزو الهواتف الذكية، و زودت الإمارات بها لتتجسس علی جیرانها.

والحقيقة انه لا توجد علاقات طبيعية معلنة بين الإمارات و"إسرائيل" وابو ظبي لا تعترف بالاخير، لكن الطرفين أقاما على ما يبدو تحالفا سريا، کما یشیر التقریر إلیه.

ويلفت التقرير إلى أنه تمت القرصنة على وكالة الأنباء القطرية، ونشر خطاب محرج لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ومعلومات أخرى حول تفاصيل المفاوضات لإطلاق سراح صيادي طيور قطريين اختطفوا في جنوب العراق و... .

وتذكر الصحيفة أنه بسبب التوتر بين الإمارات وجارتها قطر بشأن مصر، حيث دعمت الأولى الجيش، أما الثانية فدعمت الإخوان، فلهذا لجأ كل طرف لسلاح القرصنة الإلكترونية، واتهم كل واحد منهما الآخر بشن حرب إلكترونية ضد الطرف الآخر.

وليست قطر وحدها التي كانت مستهدفة من عملية التجسس الإماراتية الواسعة، وإنما أظهرت رسائل البريد الإلكتروني أن الإمارات طلبت من الشركة اعتراض مكالمات هاتفية للأمير متعب بن عبد الله، الذي كان يعتبر منافساً قوياً على العرش السعودي وكان وزيراً للحرس الوطني، کما أنهم طلبوا التجسس على مكالمات رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، الذي لم يقم بما فيه الكفاية للحد من تأثير حزب الله وإيران في لبنان.

وفیما مضی كشفت صحيفة "لوموند" أیضا أن الإمارات من أكثر النقاط نشاطاً في العالم فيما يتعلق بالقضايا "الكلاسيكية" لعمليات التجسس؛ لأنها تمثّل محور النقل العالمي، ومركزاً يحتضن المؤتمرات الراقية، ووجهة سياحية جذابة.

وكشفت هذه الصحيفة عن دبلوماسي غربي في أبوظبي قوله: إن "الهاجس الجيوسياسي الذي يشغل بال ولي العهد ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محمد بن زايد آل نهيان، هو إيران وقطر، لهذا السبب تم تركيز نظام أمني متكامل، من بين أهدافه الرئيسية التجسس". 

وليست هذه القضية التي كشفتها الصحيفة الفرنسية الأولى للإمارات في محاولتها بالتجسس، إذ نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريراً العام الماضي، كشفت من خلاله عن سعي الإمارات لبناء شبكة تجسس ضخمة بالخليج الفارسي، وذلك عبر التعاقد مع موظفين سابقين بأجهزة استخبارات أجنبية، وإغرائهم بالمال للقدوم إلى أبوظبي، وجعل خبراتهم تحت تصرفها.

وفي الاعوام الاخيرة تم فضح دولة الامارات بعد الكشف عن قيامها بالتجسس على دول المنطقة. ففي مطلع العام 2011 أحبطت سلطنة عمان شبكة تجسس اماراتية كانت تعمل على زعزعة الاستقرار داخل السلطنة، أما في العام 2014 أعلنت مصادر خاصة عن تورط وفد الهلال الأحمر الإماراتي - الذي وصل القطاع بحجة تقديم مساعدات إنسانية - في مهمة تجسسية سرية لصالح الموساد الإسرائيلي. هذا ونشر موقع "هافنتغون بوست عربي" تقريرا يؤكد بأن الإمارات كان لها دور في الانقلاب الفاشل الذي حصل في تركيا العام الماضي، كما نشر تلفزيون (CBC News) الكندي تقريراً أبرز فيه أن الإمارات تستخدم برامج تجسس كندية لمراقبة الناشطين الحقوقيين.

يبدو ان الإمارات وفي ظل سجلها سيء السمعة في حقوق الإنسان وحياكة المؤامرات ضد شعوب المنطقة، لا تتجسس رغبة في حفظ مصالحها وأمنها وإنما هي مطية بيد قوى خارجية مثل أمريكا التي كانت وما تزال تحيك مؤامرات خبيثة على دول المنطقة وشعبها لتمرير سياساتها التي تتمثل في فرض ارادة خارج نطاق ارادة هذه الشعوب والاطاحة بحكوماتها في إطار الحفاظ على امن الكيان الإسرائيلي ومصالحه. فهل ستنجح الإمارات بأن تكون مركزا دوليا للتجسس على دول المنطقة سعيا منها لتنفيذ المخططات الغربية والامريكية؟.