لليوم الثاني على التوالي..

عدن ومدن جنوب اليمن تنتفض بوجه فساد "شرعية هادي"

عدن ومدن جنوب اليمن تنتفض بوجه فساد
الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٤٩ بتوقيت غرينتش

تشهد مدن جنوب اليمن، عصيانا مدنيا شاملا دعت اليه مكونات مدنية اوقف مظاهر الحياة، فيما شهدت مديريات محافظة عدن، توقفا تاما لحركة المواصلات وقطع الشوارع الرئيسة، احتجاجا على هبوط سعر العملة المحلية "الريال" الذي فقد أكثر من نصف قيمته مقابل الدولار منذ بدء العدوان السعودي على البلاد عام 2015.

العالم - تقارير

وانتشر عشرات الشباب منذ صباح الأحد، في الشوارع قاطعين الطرقات العامة ومضرمين النار في اطارات السيارات وشهدت معظم مديرات محافظة عدن عصيانا مدنيا ناجحا دعت إليه منسقية الاتحادات والنقابات العامة في المحافظات الجنوبية، حيث اغلقت المحال التجارية وتوقفت المصالح الحكومية عن العمل في اول ايام الاسبوع.

ولليوم الثاني على التوالي، قطع مئات المتظاهرين المحتجين على تدهور الوضع الاقتصادي في اليمن وضعف العملة، طرقًا رئيسة وأضرموا النار في الإطارات مع استمرار العصيان المدني في عدن ومدن الجنوب.

ولا يبدو أن الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة اليمنية المستقيلة أثرت على الاحتجاجات التي اندلعت بسبب فشل الحكومة الي تعاني من الفساد وسوء إدارة المناطق التي تسيطر عليها، ولا سيما بعد أزمة ارتفاع الأسعار على خلفية انهيار العملة المحلية، حيث جعلت قفزة الأسعار بعض السلع الأساسية في غير متناول الكثير من اليمنيين.

ويعتبر المحتجون ألاّ بديل لتغيير الوضع إلا عن طريق الثورة الشعبية ضد الفساد، مؤكدين أن التظاهرات ستستمر حتى يتم خفض أسعار السلع الاستهلاكية، واستقالة حكومة عبد ربه منصور هادي.

وتعالت الأصوات حتى من داخل ما يسمى “الشرعية” مطالبة بإصلاحها دون بوادر على استجابة من الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي الذي توجه إلى الولايات المتحدة تحت ذريعة تلقي الرعاية الطبية وإجراء فحوصات روتينية.

ونشر ناشطون جنوبيون صورا من مظاهر الشلل والعصيان بعدن ومدن الجنوب اليمني.

وكتب الناشط جمال بن عطاف أن سبب “العصيان المدني الشامل” هو ”تردي المعيشة وانهيار الريال اليمني وعبث حكومة بن دغر التي تثير الأزمات ولا تصنع حلولًا”.

وشهد الريال اليمني هبوطًا حادًا في الأيام الماضية إذ تجاوز سعر الدولار الأمريكي الواحد 600 ريال.

ودخلت مدينة سيئون ثاني أكبر مدن محافظة حضرموت شرقي اليمن، بقوة على خط الاحتجاجات في عدن.

وقال شهود ونشطاء إن “محتجين أشعلوا النيران في الإطارات ووضعوا الأحجار في الشوارع الرئيسة بمدينة سيئون، احتجاجًا على انهيار العملة اليمنية وارتفاع الأسعار”.

وأوضحوا أن أغلب المحال التجارية مغلقة، فيما تسبب إغلاق الشوارع من قبل المحتجين في ازدحام حركة المرور والسيارات.

وفي مدينة القطن بمحافظة حضرموت، أغلقت المحلات التجارية أبوابها، احتجاجًا على انهيار العملة اليمنية مقابل العملات الأجنبية.

والى مدينة الضالع قطع مواطنون الطريق العام الرابط بين الشمال والجنوب توازيا مع ما يحدث بعدن، قبل أن تتطور لاحقا إلى قطع الشوارع بالإطارات وشل الحركة في مديريات صيرة والشيخ عثمان والمنصورة والمعلا.

وشملت الاحتجاجات مدنًا أخرى مثل المكلا عاصمة محافظة حضرموت وغيرها من مدن الجنوب.

وبالتوازي مع الاحتجاجات الشعبية في الشوارع، أطلق سياسيون وإعلاميون وناشطون حملة مناصرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت هشتاق #عدن_تنتفض_ضد_فساد_الشرعية.

ووصل هشتاق #عدن_تنتفض_ضد_فساد_الشرعية إلى ترند رقم واحد في موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

وغرد الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تحت الهشتاق، مطالبين بتصعيد الاحتجاجات الشعبية ضد فساد حكومة الفار هادي والضغط عليه للتحرك سريعاً لوضع حد لانهيار الريال اليمني الذي أنتج ارتفاعا هستيريا في أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية في السوق المحلية.

وفي السياق نفسه، أكد وزير المالية ورئيس لجنة المدفوعات والنقد الأجنبي في حكومة الإنقاذ الوطني حسين مقبولي أن الحرب الاقتصادية على الشعب اليمني بدأت منذ نقل العدوان البنك المركزي إلى عدن كاشفا عن كون الوديعة السعودية وهمية والمرتزقة قاموا بتفريخ محلات صرافة لسحب العملة من السوق المحلية.

وحملت لجنة المدفوعات والنقد الأجنبي، حكومة الفار هادي المسؤولية عن تدهور العملة المحلية نتيجة طباعتها كميات كبيرة من العملة والتسبب في ارتفاع صرف العملات الأجنبية.

وأشارت اللجنة الى أن استحداث قنوات لبيع وشراء العملة الصعبة بفارق عال أتاح المجال للمضاربة بالأسعار وتدهور قيمة الريال اليمني.

و لفتت الى ان مقدار ومستوى ارتفاع أسعار الصرف ناتج عن خلفيه مضاربه مفتعله كجانب من حرب اقتصاديه غير أخلاقية.