على خلفية بدء محاكمته..

وسم "سلمان العودة" يواجه القمع السعودي

وسم
الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٣١ بتوقيت غرينتش

سلمان العودة، الداعية السعودي الذي كان يدور في فلك النظام، إلا أنه بمجرد تغريدة كتبها، تم اعتقاله العام الماضي، وطلبت النيابة العامة السعودية الإعدام له في بداية محاكمته، على الرغم من ان التغريدة لم تحمل في طياتها اي هجمة على السياسات الكارثية التي ينتهجها حكام البلاد وحتى لم يوجه فيها اي انتقاد لهم.

العالم- السعودية

تغريدة العودة فهم منها حينها على أنها دعوة للتأليف بين حكام دول الخليج الفارسي بعد أيام من إعلان السعودية والإمارات ومصر والبحرين مقاطعة قطر وفرض حصار عليها من الجو والبحر والبر.

وتردد على نطاق واسع أن السعودية طالبت المشايخ بتأييد الحصار على قطر، وأن تغريدة العودة بدت وكأنها تمرد على أوامر ولي العهد محمد بن سلمان.

على اي حال يبدو ان الاصلاحات التي وعد بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ابناء بلاده كانت في سبيل ترسيخ "نظام القمع الممنهج"، فسلمان العودة لم يكن اول او اخر من تم اعتقاله.

فمن ينسى "مذبحة الامراء" او اعتقال الامراء في فندق ريتز كارلتون العام الماضي وما تبعه بعد ذلك مسلسل طويل من الاعتقالات التي طالت عددا كبيرا من السعوديين بينهم عوض القرني وعلي العمري ومحمد موسى الشريف وعلي عمر بادحدح والإمام إدريس أبكر وكان اخرهم خطيب المسجد الحرام صالح آل طالب.

كما تم اعتقال ناشطات في مجال حقوق المراة كلجين الهذلول رغم سماح النظام السعودي للمراة بالقيادة في رسالة واضحة من القيادة السعودية ان مجرد المطالبة بابسط الاشياء سيكون نتيجته كارثية ولاننسى ايضا اعتقال اسراء الغماغم الناشطة في مجال حقوق الانسان التي قامت بتصوير التظاهرات الاحتجاجية عام 2011 و حكم عليها بالاعدام. 

الامر الذي جعل قضية سلمان العودة تظهر على الواجهة مرة اخرى هي انه بعد مضي سنة على مصيره الغامض، طالبت النيابة العامة السعودية باعدام العودة بعد توجيه عشرات التهم اليه، مجهولة التفاصيل. وكشف عبد الله العودة نجل الشيخ عن تعرض والده للإهانة والإذلال.


في هذا السياق أكدت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، أن محاكمة الداعية السعودي "سلمان العودة" صورية وتفتقر إلى العدل، موضحة أنه لم يتم توفير الحد الأدنى من الحقوق القانونية منذ لحظة اعتقال "العودة" وحتى ما قبل بدء محاكمته.

وعددت المنظمة الحقوق التي حرم منها الشيخ "العودة" منها: "حرمانه من حريته وسجنه دون أي مذكرة توقيف أو محاكمة عادلة أو أدلة مباشرة وملموسة، وذلك بعد خلاف سياسي بين السعودية وقطر، قاد الحكومة السعودية لتجريم العديد من الشخصيات تحت تهم ونعوت مختلفة".

ورأت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان أن طلب إعدام الشيخ "العودة"، يأتي في سياق "القمع والاضطهاد الواسع والمتصاعد الذي يتعرض له الشعب في السعودية –منذ تولي الملك سلمان وتوسع صلاحيات ابنه- تحت ذرائع الأمن القومي، وتجريم الرأي المستقل عن توجهات الحكومة".
وأكدت المنظمة أن "العودة" سجين رأي، وأن التعبير عن الرأي والاختلاف مع توجهات الدولة الرسمية لا يعد جريمة، كما أن المحاكمة التي يخضع لها ليست سوى "محاكمة صوريّة" تفتقر إلى الضمانات الأساسية.

كما طالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان الثلاثاء، العالم الإسلامي بالتدخل لإطلاق سراح جميع سجناء الرأي بينهم سلمان العودة.

 
التطور الخطير في قضية الداعية سلمان العودة لقي تفاعلا كبيرا من النشطاء حيث تصدر وسم "#سلمان_العودة_ليس_إرهابيا" قائمة الأكثر تداولاً في مصر والاردن، بحملة تضامن كبيرة مع الداعية المعتقل في السعودية.

وحاول "الذباب الإلكتروني" للنظام السعودي الرد على تصدر الوسم بوسم #سلمان_العودة_إرهابيا، ولكن وسمهم فشل حتى في الوصول إلى ذيل قائمة الأكثر تداولا.

لكن السؤوال الذي يطرح نفسه هو هل تحذيرات المنظمات وغضب رواد المواقع سيوقف قمع حكام آل سعود، بالطبع لا  وهذا ما ينذر بمستقبل سيء للمملكة لايحمد عقباه.