العراق.. هكذا سيحسم ملفا الكتلة الأكبر والحكومة المقبلة

العراق.. هكذا سيحسم ملفا الكتلة الأكبر والحكومة المقبلة
الإثنين ١٠ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٥٢ بتوقيت غرينتش

تواصل القوى السياسية في العراق مشاوراتها من اجل الوصول الى صيغة نهائية لتشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر عددا ومن ثم الحكومة الجديدة. حيث كشفت مصادر من تحالفات الفتح وسائرون ودولة قانون عن وجود تقارب وتفاهمات بين الفتح وسائرون لتشكيل الكتلة الاكبر الى جانب دولة القانون.

العالم - العراق

ولم تكن جلسة البرلمان الاستثنائية على خلفية احداث البصرة ، تصب في مصلحة الحكومة ورئيسها حيدر العبادي، فهي كشفت عن وجود نوع من التفاهم بين تحالفي الفتح وسائرون ... خاصة بعد مطالبتها بالاستقالة ... ويبدو جليا ان التحالفين قد وصلا الى مستويات عالية من التفاهم .. لتشكيل الحكومة الجديدة .

وكشف تحالف الفتح يوم امس الأحد عن مباحثات متواصلة بين زعيم التحالف هادي العامري وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتشكيل الكتلة الأكبر، فيما رجح اشتراك سائرون والفتح بتحالف موحد لتشكيل الحكومة.

وكشف مصدر برلماني مطلع على مفاوضات تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر عدداً أن "هناك حراكا انطلق قبل ثلاثة أيام بين تحالفي سائرون والفتح يهدف إلى تشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر عددا"، مؤكدا أن"الجهود قائمة حالياً لتسمية رئيس للوزراء وستفضي الى اتفاق في غضون الساعات المقبلة".

وأكد المصدر، أن"هناك مجموعة من الأسماء يتم تداولها بين القوى الشيعية لاختيار أحدها كمرشح تسوية" حسبما افادت صحيفة المدى.

واضاف أن ائتلاف النصر برئاسة العبادي أبدى موافقة مبدئية "أمام القوى الشيعية التي سعت الى تقريب وجهات النظر بين سائرون والفتح لطرح مرشح تسوية بديلاً عن رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي"، واستدرك أن"الأمور ما زالت قيد الدراسة ولم تصل إلى مراحلها النهائية".

وتابع أنّ"هناك عدة سيناريوهات مطروحة بين الفتح وسائرون والنصر ستحسم في الساعات المقبلة بشأن تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر عدداً وتشكيلة الحكومة"، لافتاً إلى أن"القوى الشيعية أدركت حجم المشكلة وتداعياتها وسارعت إلى لملمة أوراقها".

هذا واكدت النائبة عن ائتلاف النصر هدى سجاد أن"هناك حراكاً انطلق قبل أيام لتقريب وجهات النظر بين الكتل المختلفة من أجل حسم مشكلة تشكيل الحكومة"، لافتة إلى أن"المشكلة تكمن في وجود تدخلات كبيرة في الشأن العراقي".

وقالت سجاد "ما نتمناه هو تحقيق هذا التقارب بين القوائم المختلفة في أسرع وقت ممكن بسبب الظروف والأزمات التي يمر بها العراق"، مرجحة "تشكيل حكومة توافقية تضم جميع الأطراف الفائزة في الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 أيار الماضي".

في المقابل، قال النائب عن تحالف الفتح عدي عواد أن"القوى الفائزة في الانتخابات تحاول في البداية حل أزمة محافظة البصرة قبل حسم كل مشاكل وتداعيات الكتلة البرلمانية الأكبر عددا"، مشدداً على أن"الحراك الخجول الذي يجري بين بعض القوائم لا يرتقي إلى تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر عدداً".

ومن جهته أكد القيادي في تحالف الفتح النائب حنين القدو، الأحد، ان تقارب تحالفه مع تحالف سائرون سيحسم تشكيل الكتلة الأكبر خلال الايام القليلة المقبلة.

وقال القدو إن “تطابق وجهات النظر بين تحالفي سائرون والفتح بشأن استقالة رئيس الوزراء حيدر العبادي والكابينة الوزارية هي خطوة نحو التقارب بين التحالفين لتشكيل الكتلة الأكبر”.

وأضاف القدو، ان “عودة التحالف واللحمة بين الكتل الشيعية من شانه ان يعيد رسم مستقبل العراق ينهي شروط الكتل الاخرى عليها”، متوقعا أن “يتم اختيار رئيس مجلس النواب ونائبيه في جلسة منتصف ايلول اذا تم التحالف بين سائرون والفتح”.

وعد تيار الحكمة الأحد الدعوات المتبادلة بين تحالفي الفتح وسائرون من اجل تشكيل الكتلة الأكبر والحكومة المقبلة مفتاحا لحل أزمة البصرة والصراعات السياسية، مشيرا الى ان انفراج الأزمة يسهم في تخفيض الضغط على الكتلة الشيعية بشأن تلبية المطالب الغير دستورية.

وفي نفس السياق، أكد عضو تحالف سائرون الحزب الشيوعي علي مهدي انه "يوجد مؤشرات واضحة على انه لا يمكن بقاء حكومة قوية ان تأخذ زمام المبادرة في ظل الوضع المفكك داخل العراق دون تحالف سائرون او الفتح ، فسائرون يتمتع بشعبية كبيرة وسط الشعب العراقي ، كما ان تحالف فتح لديه امكانياته العسكرية ".

وفي هذا الاطار، اعرب تحالف دولة القانون تاييده للتقارب بين الفتح والسائرون حيث قال النائب عن ائتلاف دولة القانون خالد السراي، اننا "لا نتخيل ان يكون تحالف سائرون من دون تيار الحكمة الوطني او تحالف الفتح دون دولة القانون".

واشار السراي ان "التدخل الامريكي في تشكيل الحكومة هو الأكبر بعد 2003"، لافتا الى ان "حوار فتح مع سائرون لن يكون على حساب ائتلاف دولة القانون وتحالفهما".

وبين ان "تحالف الفتح والقانون {البناء} قد يدعي سائرون للتحالف معهما وبعض القوى الكردية والسنية لتشكيل الكتلة الاكبر والحكومة" مضيفا ان "كل تحالف قادر على انتشال العراق من حافة الهواية فهو مرحب به وعمليا لا توجد كتلة أكبر".

وتابع السراي ان "من الصعوبة المراهنة على تفكيك تحالف فتح والقانون ولا اعتقد ان الجميع سيشارك في الحكومة المقبلة"، مستدركا "لا اتخيل ان يكون سائرون بدون الحكمة وبالمقابل لا نتخيل ان يكون الفتح والقانون".

واستطرد "هناك رغبة حقيقة لضم سائرون مع الفتح كونه افضل للوضع السياسي القائم لامتلاكهما جمهور وفصائل بالحشد الشعبي أما الكرد فينتظرون الكتلة الأكبر والموافقة على مطالبهم".

واشار الى ان "المبعوث الامريكي بريت ماكغورك هدد نواباً واتصالاته الهاتفية لم تنقطع عن بعض الاطراف السياسية وبينها السنة، وان موقف الكرد والمحور الوطني وطني في رفض التدخلات الامريكية، ولدينا قناعة قديمة بان حيدر العبادي ليس له حظوظ بولاية ثانية وبدليل مطالبة تحالف سائرون مؤخراً باستقالته".

وفي نفس السياق، أكد القيادي في ائتلاف دولة القانون رسول راضي أن ائتلافه جزء من تقارب تحالفي الفتح بزعامة هادي العامري وسائرون بزعامة مقتدى الصدر، فيما بين إن الكتلة الأكبر ستُشكل خلال الأيام القادمة باشتراك دولة القانون والفتح والحكمة وسائرون.

وقال راضي في تصريح صحفي، إن "دولة القانون جزء من الفتح ومؤيدة لتقاربه مع سائرون لتشكيل الكتلة الأكبر"، لافتا إلى إن "عدم ترشيح زعيم دولة القانون نوري المالكي لتولي منصب رئاسة الوزراء القادم تعد اولى خطوات إنهاء الخلافات السياسية بين المالكي والصدر" حسبما افاد موقع المسلة الاخباري.

وأضاف إن "الاخفاق في إدارة ملف أزمة البصرة فتح الباب إمام تقارب وجهات النظر بين سائرون والفتح"، مبينا إن "الكتلة الأكبر سيتم حسمها خلال الأيام القادمة بين سائرون والحكمة والفتح ودولة القانون".