لماذا يشارك الرئيس الايراني في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة؟

لماذا يشارك الرئيس الايراني في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة؟
الأربعاء ١٩ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٢٧ بتوقيت غرينتش

سيتوجه الرئيس الايراني حسن روحاني يومالاحد القادم الى نيويورك  للمشاركة في إجتماع الجمعية العامة الثالث والسبعين لمنظمة الأمم المتحدة.

وقال مساعد رئيس مكتب رئاسة الجمهورية لشؤون العلاقات والإعلام برويز إسماعيلي، ان هذه الزيارة تاتي بهدف المشاركة في إجتماع الجمعية العامة وإلقاء كلمة في هذا الإجتماع حول مواقف إيران فيما يخص آخر التطورات الإقليمية والدولية.

وأضاف إسماعيلي ان رئيس الجمهورية سيلقي ايضا كلمة في إجتماع 'السلام' الذي ستعقده الامم المتحدة لإحياء ذكرى 'نيلسون مانديلا' .

وحسب إسماعيلي، من المقرر أن يلتقي رئيس الجمهورية كبار المدراء والنخب في نيويورك كما سيعقد إجتماعا مع عدد من الشخصيات البارزة على الساحة السياسة وسيلتقي ايضا عددا من قادة الدول الإسلامية في أميركا.

كما أعلن إسماعيلي عن حوارات ستجريها بعض وسائل الإعلام الدولية مع الرئيس روحاني في ختام زيارته الى نيويورك مضيفا ان روحاني سيلتقي خلال زيارته هذه عددا من رؤساء الدول المشاركين في إجتماع الجمعية العامة والأمين العام للمنظمة وعددا من رؤساء المنظمات الدولية لمناقشة أهم المواضيع ذات الإهتمام المشترك.

وعلى الصعيد ذاته  وصف وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إجتماع الجمعية العمومية التابعة للامم المتحدة بأنه فرصة حصرية للدبلوماسية الايرانية وقال: إنّ الرئيس الايراني سيُلقي كلمة في الإجتماع وسيعقد إجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف على هامش الجمعية.

واضاف ظريف أنّ هذه الجمعية فرصة متاحة لأعلى مسؤول في الحكومة لطرح وجهات نظر ومواقف ايران فضلاً عن عقده اجتماعات مع قادة باقي الدول إذ سيشارك 95 رئيس جمهورية أو ملكاً و38 رئيس وزراء.

وأعرب مسؤول الدبلوماسية الايرانية عن اعتقاده بأنّ الولايات المتحدة يبدو أنها أعادت النظر في برمجتها الأولية وتخطيطها لإقامة إجتماع لمجلس الأمن تزامناً مع إجتماع الجمعية العمومية بشأن الملف الايراني فضلاً عن إعتبار ظريف هذا الإجتماع خارجاً عن المألوف والأعراف الدولية.

ورأى ظريف بأنّ هذا الإجتماع سيتحول الى جلسة محاكمة الولايات المتحدة إن اُقيم، لأن واشنطن انتهكت قرار مجلس الأمن رقم 2231 وأجبرت بعض الدول على انتهاكه.

ولفت ظريف الى مقاومة وصمود بعض الدول مقابل الموقف الاميركي حيال ايران، ما أثار ضجة داخل الولايات المتحدة واصفاً الضوضاء والتهديدات التي يطلقها البيت الابيض و وزارة خارجيته هنا وهناك ضد دولة واُخرى لمنعها من التعاون مع ايران ليس دليلاً على قوة أو عظمة واشنطن بل دليل على ضعفها لأنّ هذه التهديدات باتت لاتجد اُذناً صاغية.

من جانب اخر كشف مدير مكتب الرئيس الإيراني، محمود واعظي، أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب طلب 8 مرات عقد اجتماع مع نظيره الايراني حسن روحاني على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الخريف الماضي.

واضاف واعظي إنه "خلال الزيارة التي قام بها الرئيس روحاني إلى نيويورك للجمعية العامة للأمم المتحدة، طلب ترامب ثماني مرات من الفريق الإيراني، الاجتماع مع رئيس الجمهورية".

وأوضح واعظي أن الفريق الإيراني لم يلب الطلبات التي جاءت بعد إعلان ترامب تماما أنه لم يعد قادرا على تأكيد احترام إيران للاتفاق النووي الموقع في 2015، ممهدا بذلك لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

وأكد واعظي "لدينا سياسة شفافة وموقف واضح حيال علاقاتنا مع الولايات المتحدة ولن نرضخ للضغوط".

وحول اهمية حضور الرئيس روحاني الى نيويورك قال محلل العلاقات الدولية تريتا بارسي : إنّ حضور الرئيس روحاني الى الامم المتحدة يوفر فرصة أمام الدبلوماسية الايرانية واصفاً مسؤولي البيت الابيض بأنهم يتصرفون كعصابة دولية إجرامية مستغلين موقعهم في مجلس الأمن.

واضاف بارسي بأنّ مشاركه الرئيس روحاني في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة تتيح له لفرصة ليبيّن للعالم طبيعة حكومة ترامب التي تتصرف كعصابة إجرامية وكتهديد يستهدف إستقرار الشرق الاوسط والنظام العالمي الليبرالي.

وعمّا ستوثر هذه الزيارة في تغيير مسار الأحداث عبّر بارسي عن اعتقاده بأنّ هذه الزيارة والمشاركة ستنفع ايران دبلوماسياً لأنّ الرئيس روحاني سيلتقي هناك قادة العالم.

وطالب بارسي باتخاذ أعضاء مجلس الأمن موقفاً حازماً حيال السياسة الأحادية الاميركية مؤكداً على ضرورة تحديد المجتمع الدولي موقفه حيال الحالة الراهنة فإما أن يعيش في ظل نظام قائم على القانون وإما أن يرضخ لضغوط ترامب وتهديداته ويسمح له بأن يضع شروطاً للعلاقات بين الدول.

وقال بارسي وهو المؤسس والمدير التنفيذي للمجلس الوطني للجالية الايرانية المقيمة في الولايات المتحدة (ناياك) بأنّ الرئيس روحاني يستطيع الخروج بالنتيجة المتوخاة من هذه المشاركة عبر عرضه الفارق الواضح بين السلوك الايراني الملتزم بالإتفاق النووي وأداء ترامب غير اللائق.

وعن الاسس القانونية التي تقوم عليها دعوة الولايات المتحدة مجلس الأمن لتشكيل إجتماع في سبتمبر واطلاق واشنطن التهديدات ضد ايران قال بارسي: إنّ واشنطن ليست لديها قاعدة قوية في هذا المجلس كي تطلق تهديدات ضد ايران لكنّ رئاستها على هذا المجلس في سبتمبر ستتيح لها الفرصة لإستغلال الإجتماع وتمرير مطالبها.

وإعتبر بارسي اللوبي الصهيوني السعودي تهديداً للعالم مصرحاً بأنّ ترامب شمَّر عن ساعدَيه لنسف كامل للنظام العالمي السائد القائم على الليبرالية عازياً ذلك الى قناعة لدى ترامب تقوم على ضرورة إدارة العالم كغابة لأنه يعتقد بأنّ هذا النوع من القيادة سيعود بالنفع على بلده وتشاطره اسرائيل والسعودية الراي في هذا المجال.

على الصعيد ذاته   قال مساعد وزير الخارجية الاميركي الأسبق في شؤون الأمن الدولي فرانك ويزنر : إنّ زيارة الرئيس روحاني الى نيويورك ستأتي في مرحلة حساسة وهامة ينتظر فيها قادة العالم الإستماع الى الموقف الايراني والسياسة الايرانية من خلال تصريحات الرئيس الايراني.

وأضاف ويزنر وهو عضو سابق في الفريق النووي المشارك في المفاوضات النووية مع ايران أنّ زيارة الرئيس روحاني هامة للغاية هذا العام نظراً الى انسداد القنوات الدبلوماسية الرسمية بين طهران  وواشنطن وتدهور الحالة في الشرق الاوسط والازمة السورية والأحداث التي يشهدها العراق والتوتر المثير للقلق في منطقة الخليج الفارسي والحرب في اليمن.

و وصف ويزنر ايران بأنها لاعب هام في المنطقة مصرحاً بأنّ الجمعية العامة للامم المتحدة ستسلط الضوء هذا العام على أحداث الشرق الاوسط.

ورأى ويزنر ان منبر الجمعية العامة للامم المتحدة يشكل فرصة استثنائية للرئيس الايراني حسن روحاني ليطلق تصريحاته ويعلن موقف ايران أمام الرأي العام العالمي متوقعاً أن يتطرق الرئيس روحاني الى القضايا المصيرية الأمنية والسلام الدولي وموقف ايران منها.

كما إعتبر ويزنر خطاب الرئيس روحاني في الجمعية العامة بأنه ذو تأثير على العلاقات بين ايران والولايات المتحدة بسبب عدم وجود قنوات رسمية بينهما ليتبادلا وجهات النظر مصرحاً بأنّ هذا الأمر سيجعل مسؤولي البيت الابيض يصغون الى كلمه الرئيس الايراني بدقة.

ودعا ويزنر ايران الي عدم تفويت هذه الفرصة خاصة أنّ ترامب سيشارك شخصياً في إجتماع مجلس الأمن في مقر الامم المتحدة.