المصالحة الفلسطينية وعقباتها

المصالحة الفلسطينية وعقباتها
الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٢٨ بتوقيت غرينتش

اختتم وفد حركة فتح برئاسة عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية زيارته للقاهرة والتي أستمرت ثلاثة أيام التقي خلالها الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات المصرية .

العالم - فلسطين المحتلة

وضم الوفد، إلى جانب الأحمد، عضو اللجنة المركزية، مفوض العلاقات الدولية روحي فتوح، وعضو اللجنة المركزية، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، وعضو اللجنة المركزية محمد إشتية.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة أن الوزير عباس كامل أكد استمرار مصر في جهودها من أجل إنهاء الانقسام وفك الحصار عن قطاع غزة للتخفيف عن أبناء الشعب الفلسطيني حسبما افاد موقع فلسطين اليوم .

وانتقد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، موقف حركة حماس و"التصريحات السلبية" التي يطلقها قادة الحركة بشأن المصالحة حسب قوله، واعتبرها دليلا علي عدم رغبة حماس لإنهاء الانقسام، مشيراً إلى أن القاهرة هي التي ستحدد الخطوات اللاحقة بشأن المصالحة.

وبحث وفد فتح مع المسؤولين في جهاز المخابرات ومع وزير الخارجية سامح شكري تطورات الأوضاع علي الساحة الفلسطينية وتنسيق المواقف في الامم المتحدة والوضع الداخلي خاصة ملف المصالحة والذي يتضمن التمكين الكامل للحكومة في مجالات للأمن والقضاء وسلطة الأراضي والجباية المالية والمعابر.

وسلمت حركة "فتح" مصر ورقة مفصلة حول المصالحة، اكدت فيها تمسكها بالتمكين الشامل للحكومة في قطاع غزة.

وقال مسؤول كبير في حماس ان موقفنا ثابت في الحرص على تحقيق وحدة وطنية حقيقية على أساس اتفاقية 2011 ، ‏ونحن مؤمنون بان كل ما يتعلق بغزة او غيرها من القضايا الفلسطينية يجب ان تدار بتوافق وطني .

وأجرت فصائل فلسطينية، قبل عيد الأضحى، مشاورات مع الجانب المصري في القاهرة بشأن مقترح للمصالحة بين حماس وفتح، ووقف إطلاق النار مع الاحتلال، وتنفيذ مشاريع إنسانية في غزة.

وفي 12 أكتوبر 2017، وقعت حماس وفتح في القاهرة اتفاقا للمصالحة يقضي بتمكين حكومة الوفاق من إدارة شؤون غزة كما الضفة الغربية، لكن تطبيقه تعثر وسط خلافات بين الحركتين بشأن بعض الملفات.

وقالت مصادر فصائلية في غزة، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ المصالحة باتت في حالة "موت سريري" نتيجة الاشتراطات المتبادلة بين طرفيها. وأشارت إلى صعوبة تحقيق أي اختراق في هذا الملف في وقت قريب، نتيجة تمسك الطرفين بمواقفهما وعدم جدية الطرف المصري في الضغط عليهما، أو على الأقل عدم رغبته في ممارسة هذا الضغط.

وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس فتحي حماد قد أجاب الصحافيين عن سؤال حول المصالحة وتعثرها بالقول: "ارجعوا للرئيس عباس، هو الذي يعطلها ولا يريدها؟"، مؤكداً أن حركته جاهزة للمصالحة وتنفيذها وفق ما اتفق عليه.

ومن المتوقع أنّ تلبي حركة حماس دعوة المخابرات المصرية لزيارة القاهرة في وفد رسمي خلال الأيام المقبلة، وفق ما أعلنت مصادر في الحركة مقيمة في القاهرة. وأكّدت المصادر أنّ حماس تلقت دعوة رسمية لزيارة القاهرة لبحث ملفي المصالحة والتهدئة، وأنها ترتب مع السلطات المصرية من أجل تحديد موعد للزيارة.

وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة عن مضامين جديدة في الرد الذي سلمته حركة فتح للسلطات المصرية بخصوص رؤية القاهرة للتهدئة والمصالحة.

وقالت المصادر لصحيفة "عربي21 " الالكترونية، طالبة عدم الكشف عن هويتها إن حركة فتح "تقدمت قبل زيارتها الأخيرة إلى القاهرة بورقة تعجيزية تتضمن إشارة إلى سلاح فصائل المقاومة في قطاع غزة".

وأشارت المصادر إلى أن "حركة حماس رفضت ورقة فتح واعتبرتها رغبة في تعطيل المصالحة وطالبت باحترام الورقة المصرية الأولى"، مضيفة أن مصر "لا زالت معنية بموضوع التهدئة، لكنها في ذات الوقت لا تريد تجاوز فتح، وتبذل جهدا للتوصل لأرضيه من التفاهم بين الطرفين قبل استكمال جهود المصالحة".

وأكّدت مصادر في حركة فتح، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ الحركة أبلغت الوسطاء المصريين في ملف المصالحة الفلسطينية رفضها لقاء وفد من حركة "حماس"، وذلك بعد اقتراح مصري بجمع الحركتين لإدارة نقاش حول تطبيق المصالحة المتعثرة.

وذكرت المصادر أنّ وفد فتح الذي زار القاهرة رفض طلباً من المخابرات المصرية بعقد لقاء ثنائي مع حركة حماس، واشترط للموافقة على هذا اللقاء، تمكين حكومة الوفاق الوطني في قطاع غزة بشكل كامل، وموافقة حماس على رؤية محمود عباس للمصالحة.

وكان القيادي في حركة حماس ومسؤول العلاقات الوطنية فيها حسام بدران قال في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي إن حركة فتح تعبر عن موقفها من سلاح المقاومة بـ"مصطلح أخف وقعا وهو التمكين"، واعتبر ذلك "محاولة لفتح معارك جانبية لإفشال تثبيت التهدئة".