ادلب تعود الى الواجهة من جديد وبدء الاقتتال بين المسلحين فيها

ادلب تعود الى الواجهة من جديد وبدء الاقتتال بين المسلحين فيها
الجمعة ٢١ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٤ بتوقيت غرينتش

اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الاتفاق بشان ادلب سيمنع تكرار القصف على مواقع الجيش السوري وعلى قاعدة حميميم  انطلاقا من ادلب، وان هذا الاتفاق مرحلي. اما تركيا فقد اعترفت بعلاقاتها مع المسلحين. فيما رفض عدد كبير من ارهابيي النصرة وقادتها الانضمام للاتفاق الروسي التركي.

العالم - سوريا

الأمم المتحدة اكدت أن روسيا وتركيا تعملان على تفاصيل اتفاق وقف القتال في محافظة إدلب السورية وأعربتا عن تفاؤلهما إزاءه للمنظمة العالمية.

وأعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة للعمل الإنساني في سوريا، يان إيغلاند، أثناء إحاطة فريق العمل بالاتفاق في جنيف، أن ممثلي موسكو وأنقرة، أثناء اجتماع أسبوعي للبعثة، عبّروا عن تفاؤلهم إزاء تمكنهم من تفادي سفك الدماء وتجنيب المحافظة حربا كبرى.

وقال إيغلاند إن ما تم التوصل إليه حول إدلب ليس اتفاق سلام بل صفقة تبعد حربا شاملة عن المنطقة، معربا عن ارتياحه للاتفاق على الرغم من القلق المستمر حيال المدنيين في المنطقة.

واتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي ورجب طيب أردوغان مؤخرا على إنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول خط التماس بين الجيش السوري والجماعات المسلحة في إدلب.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية ليس حلا نهائيا، بل إنه خطوة مرحلية وضرورية بالنسبة للتسوية السورية.

وقال لافروف اليوم الجمعة، أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده في ساراييفو مع نظيره، وزير خارجية البوسنة والهرسك، إيغور تسرناداك: "أما بخصوص الاتفاق الروسي التركي بشأن إدلب فهو يهدف بالدرجة الأولى إلى القضاء على تحدي الإرهاب، وهو خطوة مرحلية من دون أدنى شك، لأن الحديث يدور فقط عن إنشاء منطقة منزوعة السلاح، لكنها خطوة ضرورية لأن ذلك سيتيح منع القصف المتواصل من منطقة خفض التوتر في إدلب لمواقع القوات السورية وقاعدة "حميميم" الروسية".

وذكر لافروف أن الاتفاق يقضي بانسحاب جميع مسلحي "جبهة النصرة" الإرهابية من المنطقة منزوعة السلاح حتى منتصف أكتوبر المقبل، مؤكدا أن موسكو وأنقرة نسقتا الأربعاء الماضي معايير عبور المسلحين لحدود المنطقة منزوعة السلاح.

وقال وزير الخارجية الروسي إن أكبر تهديد لسيادة سوريا ووحدتها يأتي من شرق الفرات، من المناطق الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من قبل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، حيث تُقام تحت إشراف أمريكا هياكل تتمتع بحكم ذاتي، مشددا على أن موسكو كانت وستظل تطالب الولايات المتحدة بوقف هذه الأنشطة غير المشروعة.

الاتفاق الروسي التركي بشأن إدلب يهدف بالدرجة الأولى إلى القضاء على تحدي الإرهاب، وهو خطوة مرحلية من دون أدنى شك، لأن الحديث يدور فقط عن إنشاء منطقة منزوعة السلاح. والاتفاق يقضي بانسحاب جميع مسلحي جبهة النصرة الإرهابية من المنطقة منزوعة السلاح حتى الشهر المقبل.

اما انقرة فقد اعترفت بعلاقتها الوثيقة مع المسلحين في ادلب، وقالت ان تركيا تنسق عسكريا واستخباراتيا مع الجماعات المسلحة في ادلب، معتبرة ان الخطوات التي تتخذ لإخراج ما اسمتها بـ"المعارضة المعتدلة" من المحافظة غير مقبولة.

اما على الارض في ادلب فيبدو ان كل شيء يسير عكس ما تتمناه انقرة، حيث اكدت مصادر محلية ان عدد كبير من الجماعات الموالية للنصرة رفضت الدخول بالاتفاق وهو ما يدفع بتساؤلات هامة حول احتمالات نجاح تركيا في التزاماتها في الاتفاق من عدمه.

اقتتال بين المسلحين

من جهة اخرى أفاد ما يسمى المرصد السوري المعارض بوقوع 6 عمليات اغتيال في الساعات الـ 24 الأخيرة، إثر عملية إعدام جماعي نفذته جبهة النصرة في المحافظة بحق 5 أشخاص، وذلك بعد حملة طالت عشرات الأشخاص بتهمة المشاركة في عمليات اغتيال.

وأوضح المرصد أنه علم بمقتل ما يسمى قائد ما يعرف بـ"لواء الصديق التابع فيلق الشام"، متأثرا بإصابته من جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارته في بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي، كما اغتال مسلحون مجهولون شابا بعد اختطافه، وعثر على جثته في منطقة تحتايا في ريف إدلب الجنوبي.

ورصد أيضا إطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، على شاب في منطقة سرمين، قالت مصادر المرصد أنه كان مقاتلا سابقا في الجماعات المسلحة المتواجدة في المنطقة، وفي ليل الخميس الجمعة فجّر مسلحون مجهولون عبوة ناسفة مستهدفين قياديا مسلحا في "حركة نور الدين الزنكي"، لكنه نجا.

وكذلك عُثر على جثث 3 أشخاص قالت مصادر موثوقة، حسب المرصد، إنهم مقاتلون في صفوف حركة متطرفة ومهجرين من غوطة دمشق الشرقية، شمالي ريف إدلب، جرى قتلهم بعد اختطفاهم.

وجاءت عمليات الاغتيال بعد يوم على تنفيذ "تحرير الشام" إعداما جماعيا بحق 5 أشخاص قالت إنهم ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة الزربة الواقعة في المنطقة الروسية – التركية منزوعة السلاح، في القطاع الجنوبي من ريف محافظة حلب.

وفي سياق آخر، تفجرت صباح الجمعة اشتباكات دامية بالأسلحة الرشاشة بين عائلتين في بلدة حاس، جنوبي إدلب، الأمر الذي تسبب في مقتل شخص، ليرتفع حصيلة قتلى الاشتباكات منذ الخميس إلى اثنين.

ويأتي هذا التوتر والاقتتال بين عوائل بالتزامن مع المخاوف، التي تجري من اندلاع اقتتال بين الجماعات المسلحة في محافظة إدلب ومحيطها.

وتسود توقعات على نطاق واسع باندلاع اقتتال بين الجماعات المسلحة و"النصرة"، خاصة أن المنطقة العازلة تقضي بإخراج مسلحي التنظيم الإرهابي إلى مناطق وجود الجماعات المسلحة الاخرى، الأمر الذي يرجح أن يؤدي إلى اندلاع اشتباكات.