قبيل اجتماعات نيويورك.. بوادر حرب باردة بين الصين وأمريكا

قبيل اجتماعات نيويورك.. بوادر حرب باردة بين الصين وأمريكا
الأحد ٢٣ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٠ بتوقيت غرينتش

تصاعد التوتر الأمريكي الصيني، حيث استدعت وزارة الخارجية الصينية، مساء السبت، السفير الأمريكي في بكين وسلمته احتجاجا رسميا على العقوبات الأمريكية المفروضة على الصين لشرائها أسلحة روسية، وفقا لتقارير التلفزيون المركزي الصيني.

العالم - تقارير

وقالت القناة: "استدعت وزارة خارجية الصين السفير الأمريكي في بكين، وقدمت له احتجاجا شديد اللهجة فيما يتعلق بفرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على قسم التدريب والإمداد التابع للمجلس العسكري المركزي الصيني ورئيسه، لي شانفو، بسبب التعاون مع موسكو".

عقوبات مالية على هيئة رئيسية في الجيش الصيني

وكانت قد فرضت الولايات المتحدة الخميس الماضي عقوبات مالية على هيئة رئيسية في الجيش الصيني لشرائها صواريخ ومقاتلات روسية، في وقت صعّدت فيه ضغوطها على موسكو بسبب ما أسمته "نشاطاتها الخبيثة".

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تطبق القانون الصادر عام 2017 ضد "هيئة تطوير المعدات" في وزارة الدفاع الصينية لشرائها مقاتلات سوخوي "سو 35" وصواريخ "اس-400" أرض جو.

كما أدرجت في الوقت نفسه أسماء 33 مسؤولاً وكياناً عسكرياً واستخباراتياً روسياً على قائمتها السوداء التابعة لقانون كاتسا.

وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها إدارة ترامب بلدا غير روسيا بعقوبات بموجب قانون "كاتسا" الذي تم وضعه في الأساس لمعاقبة موسكو .

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية لصحافيين، طالباً عدم كشف هويته، إن "روسيا هي الهدف الأساسي من هذه العقوبات".

وأضاف "عقوبات كاتسا في هذا السياق لا تهدف إلى تقويض القدرات الدفاعية لأي بلد معين، بل الى فرض كلفة على روسيا رداً على أنشطتها الخبيثة" بحسب تعبيره.

وأضافت الخارجية "سنواصل تنفيذ كاتسا بقوة، ونحض جميع الدول على الحد من علاقاتها مع قطاعي الدفاع والاستخبارات الروسيين، وكلاهما مرتبط بالأنشطة الخبيثة في جميع أنحاء العالم".

من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الصينية أن فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على بكين بسبب تعاونها العسكري مع موسكو يعتبر انتهاك وفقدان صارخ لقوانين العلاقات الدولية.

ومع اقتراب موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة تصاعدت الحرب الكلامية بين القوى الكبرى، حيث حذرت روسيا والصين الولايات المتحدة من خطورة العقوبات التي فرضتها واشنطن على شخصيات ومؤسسات عسكرية بالبلدين.

لا يحق للولايات المتحدة التدخل في العلاقات الصينية الروسية

وعبرت وزارة الدفاع الصينية عن معارضتها الشديدة للعقوبات التي فرضتها واشنطن على بكين بسبب تعاون الأخيرة مع شركات الصناعة العسكرية الروسية.

وجاء في بيان صدر عن الوزارة ونشر على موقعها الرسمي: "نعبر عن معارضتنا الحازمة بهذا الصدد... ويمكن اعتبار هذه الأعمال إظهارا لهيمنة الجانب الأمريكي".

وأضاف البيان أن الصين وروسيا تقيمان اتصالات نظامية في مجال الدفاع الوطني، دون انتهاك أحكام القانون الدولي.

وشدد على أنه لا يحق للولايات المتحدة التدخل في هذه العلاقات، مشيرا إلى أن واشنطن يجب أن تصحح بسرعة خطأها هذا وتوقف سريان مفعول هذه العقوبات، وإلا فستضطر إلى أن تشعر بنفسها في جميع التداعيات المحتملة لهذه الأعمال".

وأعلنت وزارة الدفاع الصينية أنها قررت استدعاء قائد قوات بحريتها من الولايات المتحدة حيث شارك في أعمال الدورة الـ23 للندوة الدولية للقوات البحرية والتي أجريت في مدينة نيوبورت خلال فترة ما بين 18 و21 الشهر الجاري.

وكان من المقرر أصلا أن يواصل المسؤول العسكري الصيني رفيع المستوى زيارته إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء الفعالية.

وأكد الناطق باسم الخارجية الصينية، في مؤتمر صحفي، إن التعاون الصيني — الروسي، بما في ذلك في المجال العسكري، لا يتعارض مع القانون الدولي، مؤكدة مواصلة بكين تعاونها الاستراتيجي مع موسكو رغم العقوبات.

القرارات الأمريكية تهدد الاستقرار العالمي

موسكو هي أيضا ردت على القرارات الاميركية وندد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بالعقوبات الجديدة للولايات المتحدة واعتبرا أنها تهدد الاستقرار العالمي.

واضاف ريابكوف ان القرارات غير مسؤولة وان من الغباء اللعب بالنار لأنه يمكن أن يصبح خطيراً.

وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بلدا غير روسيا بعقوبات بموجب قانون "كاتسا" الذي تم وضعه في الأساس لمعاقبة موسكو على ضمها القرم إضافة إلى نشاطات أخرى.

ويأتي التوتر الصيني الأميركي، فيما يخوض الطرفان من جانب آخر حربا تجارية، ويتبادلان فرض رسوم جمركية مرتفعة على بضائعهما.