رغم اتفاق ادلب.. تركيا تتعهد بتنفيذ هذه الخطة شرقي الفرات!!

رغم اتفاق ادلب.. تركيا تتعهد بتنفيذ هذه الخطة شرقي الفرات!!
الإثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨ - ١١:٠٠ بتوقيت غرينتش

منذ انتهاء قمة طهران الثلاثية باتت الانظار منشدة الى استمرار المساعي لحلحلة الازمة السورية، حتى جاء اتفاق الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان في سوتشي الروسية ليؤكد وعلى لسان الرئيس التركي بشكل خاص، انه يأمل ومن خلال مواصلة التعاون بين بلاده وروسيا وإيران الوصول لتسوية الأزمة السورية في إطار "صيغة أستانا".

العالم- تقارير

والأكثر من ذلك أطل سكرتير البعثة الدائمة لروسيا في المنظمة الأممية، "فيدور سترجيجوفسكي" ليؤكد للأوساط الإعلامية يوم الجمعة الماضي توزيع مذكرة استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب، يوم 18 سبتمبر الجاري، كوثيقة رسمية في مجلس الأمن الدولي. 

وجوهر الكلام كان يدور حول إتفاق الرئيسين بوتين وأردوغان في سوتشي يوم الاثنين الماضي، حول إقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية على امتداد خط التماس بين الجيش السوري والجماعات المسلحة بحلول الـ 10 من اكتوبر القادم، ويتم اخلاء المنطقة من كل انواع اسلحة الجماعات المسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة لتصبح منطقة منزوعة السلاح بحلول الـ 15 من أكتوبر القادم.

وقد رحبت الاوساط الإقليمية والدولية بهذه التصريحات وراحت تترصد التحركات والخطوات التي تتبناها الدول الضامنة لمحادثات أستانا، حتى خرج عليها اردوغان ثانية ليقول ان بلاده ستتخذ إجراء شرقي نهر الفرات في سوريا، وستفرض مناطق آمنة مثلما فعلت في شمال غرب هذا البلد.

ويرى المراقبون أن هذه الخطوة الاردوغانية بالرغم من أنها مازالت قيد الكلام، ولم يتحقق شيئا منها على ارض الواقع إلا أنها من شأنها إرباك الإتفاق الذي وقعه يوم الاثنين المصادف للسابع عشر من شهر ايلول الجاري، وبالتالي يمكن أن تنتقل عدواها لمحادثات استانا، وتسيئ للأمن والسلام المهزوزين أساسا في سوريا.

فبالرغم من محاولات قمة طهران الثلاثية ومساعي الحليف الروسي لطرد الجماعات المسلحة الدخيلة على سوريا من هذه البلاد، الا أن هناك الكثير من الجماعات الارهابية مازالت تهيمن على محاذات نهر الفرات بشقيه الشرقي والغربي.

حيث يؤكد الأهالي ان القرى الواقعة شرقي الفرات خاصة البوكمال والسويدان والجزيرة، تخضع لقوات "قسد" في النهار، فيما تهيمن عليها جماعة داعش الارهابية ليلا، وفي كلا الحالتين لن يسلم السكان من عمليات السطو والخطف والسرقة، ولم تكن قرى غربي الفرات بأحسن  حال منها، بل انها هي الاخرى تخضع لسيطرة مايسمى بـ "وحدات حماية الشعب الكردي"، التي لاتدع لسكان المنطقة حول ولا قوة.

وبالرغم من ان محافظة إدلب، تعتبر آخر منطقة خارجة عن سيطرة القوات الحكومية السورية، وما زالت تحت سيطرة الجماعات المسلحة، خاصة إرهابيين من جماعة جبهة النصرة، الا ان الدول الضامنة لمحادثات أستانا كانت قد قررت في قمة طهران الاخيرة، مساعدة الحكومة السورية في طرد الجماعات المسلحة، ما حمل داعمي هذه الجماعات بشن حملات إعلامية لإتهام الجيش والحكومة السورية بإحتمال إستخدام الاسلحة الكيمياوية في معركة ادلب المرتقبة. في حين ان مصادر سورية و روسية كانت قد ذكرت في وقت سابق أن الإرهابيين يستعدون للقيام بعملية استفزاز في هذه المحافظة لاتهام دمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية ما جعل الوضع يصبح اكثر تعقيدا.

وخلاصة القول يرى المراقبون ان تصريحات اردوغان بشأن إيجاد منطقة آمنة شرقي الفرات، وبعد اتفاقه مع نظيره الروسي حول إحداث منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 – 20 كلم على امتداد خط التماس بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية بحلول 15 أكتوبر المقبل، يعتبر خرقا لمحادثات سوتشي الاخيرة، ومن شأنه إعادة الازمة الى مربعها الاول.

فما هي الدوافع التي دفعت بأردوغان للإدلاء بهذا التصريح؟ وماهي التبعات التي يمكن ان تترتب على تصريحاته؟ وكيف سيكون الرد الروسي عليها؟ تلك هي اسئلة تبقى مطروحة على الطاولة حتى تستقي اجوبتها من خلال التطورات التي تشهدها الساحة السورية في الايام القليلة القادمة.

*عبد الهادي الضيغمي