الاتحاد الاوروبي يخيب آمال امريكا بهذه الخطوة "الجريئة"!

الاتحاد الاوروبي يخيب آمال امريكا بهذه الخطوة
الأربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨ - ١١:٢٣ بتوقيت غرينتش

بعد أن أكد الاتحاد الأوروبي على مواصلة التجارة مع إيران رغم تهديدات أمريكا، أبدى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، انزعاجه وخيبة أمله إزاء القرار الأوروبي استحداث آلية تتيح الالتفاف على الحظر الظالم الذي أعادت واشنطن فرضه على طهران.

العالم- تقارير

واعتبر بومبيو الخطوة الأوروبية "أحد أكثر التدابير المؤدية لنتائج عكسية على السلم والأمن الإقليميين الذي يمكن تخيّله"، على حد تعبيره.

وقال بومبيو غاضباً: ""أزعجني وخيب أملي في الحقيقة بشدة سماع الأطراف الباقية في اتفاق إيران النووي وهي تعلن أنها ستؤسس نظاما خاصا للدفع لتجاوز العقوبات الأميركية..أتخيّل كيف كانوا (الإيرانيون) فرحين لدى تلقّيهم نبأ الاتفاق على تشكيل هذه الآلية".

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن في ختام اجتماع عقد في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتّحدة، شاركت فيه إيران وروسيا والصين، إنشاء نظام مقايضة لمواصلة التجارة مع إيران والإفلات من الحظر الأمريكي، في مبادرة تهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني الذي وقّع عام 2015 وانسحبت منه الولايات المتحدة في مايو بشكل أحادي.

وجاء الإعلان عن هذه الآلية في وقت هاجم فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ايران بشدة في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما وجه ترامب تحذيرا قويا لشركاء  أميركا التجاريين من التعامل مع إيران. وغرد في تويتر قائلا:" كل من يتعامل تجاريا مع إيران لن يتعامل تجاريا مع الولايات المتحدة."

الإمارات تلوم الأوروبيين لعدم انسحابهم من الاتفاق النووي

من جهته اعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن الدول الأوروبية تفتح لإيران بصيصا من الأمل بعدم انسحابها من الاتفاق النووي ومحاولتها الحفاظ على تدفق التجارة معها.

وقال قرقاش في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن القوى الأوروبية لن تصمد في نهاية المطاف أمام نهج الولايات المتحدة الصارم تجاه إيران.

وأضاف: "كلما كان بمقدورنا تقريب وجهات النظر بشكل أسرع، كلما كان ذلك أفضل"، زاعما: "الإيرانيون يعتمدون على ذلك وربما يسعون لدق إسفين بين نهج واشنطن والسياسة الأوروبية".

وأعرب الوزير الإماراتي عن أسفه: "الخلاف الحالي على النهج ليس مفيدا ويعطي إيران نوعا من شريان الحياة والأمل في أن تلتفت على المخاوف المختلفة عند الجميع بشأنها" على حد تعبيره.

موغریني: اوروبا تسعى لضمان التجارة مع ایران

ورغم تحذيرات الإدارة الأمريكية ورئيسها، اعلنت منسقة السیاسة الخارجیة في الاتحاد الاوروبی فیدریكا موغریني ان الاتحاد یسعى لضمان استمرار وحفظ التجارة المشروعة مع ایران.

وفي تصریح ادلت به لقناة "سي ان ان"، قالت موغریني في نیویورك، حول الحفاظ على الاتفاق النووي: اننا نعمل على اقرار آلیة تتضمن استمرار التجارة المشروعة مع ایران.

وفي الرد على سؤال حول اجراءات الحظر الثانونیة المقرر ان تفرض بدءا من نوفمبر القادم وما هو برنامج اوروبا لمواجهة ذلك قالت، لا ینبغي ان تتصور امريكا بانها قادرة على فرض قراراتها السیاسیة على الدول المستقلة والمؤسسات الدولیة في العالم.

واضافت، انه بناء على ذلك فان الاوروبیین یعتبرون من حقهم المشروع ان یقرروا مع من یزاولون التجارة وهو ما نعمل به نحن.. لسنا نحن الاوروبیون نفعل ذلك بل سائر دول العالم تفعل ذلك ایضا.

وكانت موغيريني قالت في 16 تموز/يوليو "لا يمكنني القول إن كانت جهودنا ستكفي لكننا نقوم بكل ما في وسعنا لتفادي إبطال الاتفاق النووي المبرم مع إيران لان عواقبه ستكون كارثية على الجميع".

ماكرون يدافع عن الاتفاق النووي ويحذر ترامب

من جهته حض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الاميركي دونالد ترامب، على السماح لإيران بمواصلة صادراتها النفطية إذا أراد أن تنخفض أسعار النفط.

وقال في مؤتمر صحافي في نيويورك "سيكون جيدا بالنسبة لسعر النفط ان تتمكن ايران من بيعه. انه امر جيد للسلام ولأسعار النفط العالمية".

وأشار الى الآليات البديلة من قبل الاتحاد الأوروبي للحفاظ على تجارته مع إيران وقال"انها لن تسمح بتصحيح أو تغيير قرارات بعض المجموعات الأوروبية أو الدولية الكبرى التي تعمل في الولايات المتحدة" لكنها ستساعد في "ايجاد حلول تجارية وصناعية مع القوى الاقليمية".

إضافة الى ذلك، قال ماكرون خلال كلمته أمام الجمعية العامة أن "تصرفات أحادية الجانب" و"قانون الغابة" لا تحلان القضية النووية مع إيران في اشارة الى المواقف العدائية من جانب واشنطن تجاه طهران.

لندن ستبقى ملتزمة بالاتفاق النووي الایرانی

وفیما يتعلق بدعم أوروبا من الإتفاق النووي، قال وزير الخارجية البريطاني "جرمي هانت" ان الاتفاق النووي وثيقة مصيرية بالنسبة للامن العالمي؛ مؤكدا ان لندن ستبقى ملتزمة بهذا الاتفاق.

وجاءت تصريحات هانت عقب اللقاء مع نظيره الايراني "محمد جواد ظريف" وعلى هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.

بدوره انتقد الرئيس الايراني حسن روحاني الولايات المتحدة لانسحابها الأحادي من الاتفاق النووي، معبرا عن تقديره لجهود روسيا والصين والاتحاد الأوروبي الرامية إلى إبقاء مفعول الاتفاق رغم انسحاب واشنطن منه.

واعتبر خلال خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة أن واشنطن تسعى إلى إضعاف المؤسسات الدولية وجعلها غير فعالة، ودعا  الأمم المتحدة إلى عدم الخضوع لإرادة الولايات المتحدة، كي لا تسقط قراراتها ضحية لسياسات واشنطن الداخلية ومصالحها.

وأشار روحاني إلى أن إيران حتى اللحظة امتثلت لكل ما عليها من الالتزامات، لكن الولايات المتحدة ومن البداية لم تلتزم قط بتعهداتها وانسحبت من الاتفاق النووي بشكل أحادي.

كما انتقد الرئيس الإيراني الحظر الامريكي قائلا إنه يمثل نوعا من الحرب الاقتصادية التي تسببت بعرقلة التجارة العالمية.

اجتماع ايران ودول 4+1 تجسيد لعزلة امريكا

في سياق متصل، اكد مساعد وزير الخارجية الايرانية عباس عراقجي ان اجتماع وزراء خارجية ايران ومجموعة 1+4 الذي سبق محاولات امريكا في توظيف مجلس الامن الدولي وسيلة لتمرير مآربها وتنفيذ المسرحية الهزلية ضد ايران، جسّد بوضوح الدعم الاوروبي والصيني والروسي لايران، وعزلة الولايات المتحدة الامريكية.

عراقجي الذي يرافق الرئيس الايراني حسن روحاني في زيارته الحالية الي نيويورك، اردف ان اعضاء الاتفاق النووي اكدوا في البيان على تنفيذ هذا الاتفاق بشكل تام ومؤثر؛ كما ذكروا بأن الغاء الحظر وحصول ايران على المصالح الاقتصادية الناجمة (عن الاتفاق) يشكل الجانب المصيري والاساسي للاتفاق النووي.

ولفت عراقجي الى ان وزراء الخارجية اعربوا عن بالغ اسفهم على انسحاب امريكا من الاتفاق النووي؛ وفي سياق المواجهة الصريحة للحظر الامريكي الاحادي اكدوا التزامهم بالتعهدات المدرجة في البيان السابق، المؤرخ 2018-07-06 والذي تضمن مواضيع عديدة بما فيها الاحتفاظ بالعلاقات الاقتصادية الواسعة مع ايران والنهوض بمستوى هذه العلاقات، والحفاظ على قنوات الاتصال المالية المؤثرة بهدف التعامل مع ايران، واستمرار صادرات النفط والمكثفات الغازية، والمشتقات النفطية والبتروكيمياء.

وتم توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) بين إيران والسداسية الدولية في يوليو عام 2015. وفي مايو عام 2018 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من هذا الاتفاق واصفا إياه بالاتفاق "السيئ". كما أعلن عن إعادة الحظر الأمريكي ضد إيران والذي يقضي بفرض عقوبات على شركات الدول الثالثة التي تتعاون مع إيران. وقالت واشنطن إن على كل الشركات الدولية بحلول الـ4 من نوفمبر المقبل وقف تعاونها مع إيران.