على منصّة الأمم المتحدة... عباس يمثل من؟!

على منصّة الأمم المتحدة... عباس يمثل من؟!
الأربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٢٧ بتوقيت غرينتش

تتجه الأنظار غدًا الخميس إلى نيويورك، حيث يلقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خطابا في الجمعية العامة للأمم المتحدة وصف بـ"المهمّ والمفصلي"، حسب تصريحات مسؤولين في السلطة ومنظمة التحرير وحركة فتح، فيما لا يتوقع المراقبون أن يختلف عن سابقيه.

العالم - تقارير

وتحدث الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، عن خطاب رئيس السلطة محمود عباس المرتقب أمام زعماء ورؤساء دول العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال أبو ردينة في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن "خطاب عباس في الجمعية العامة، قد يكون الفرصة الأخيرة للسلام"، مضيفا أن "الخطاب سيمثل مفترق طرق، ويمهد لمرحلة جديدة في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه شعبنا".

وأشار إلى أن "الخطاب سيتضمن رؤية استراتيجية وطنية شاملة ستترك أثرها العميق على مجريات الأحداث هنا، وفي الإقليم، والعالم"، مشددا على أنه "لا شرعية لأية صفقات أو قرارات أو إجراءات يرفضها الشعب الفلسطيني وقيادته، ودون الالتزام بالشرعية الدولية والعربية".

ومن يتجول بالشوارع في مدن وبلدات الضفة الغربية لا يلمس أدنى اهتمام بالشأن السياسي، ولا توقعات من الممكن أن يسفر عنها الخطاب، نظرًا للتجارب المريرة التي مرت بها القضية الفلسطينية على مدار سبعة عقود من الزمن.

غزة واللاجئون... ضحايا عقوبات عباس

وفي طريقه إلى منصّة الأمم المتحدة، يتوعد رئيس السلطة الفلسطينية، غزة بالمزيد من العقوبات الجماعية، وهو الذي يحرم أبناءها من الرواتب والكهرباء، بينما يستجدي المفاوضات مع "إسرائيل" سرية أو علنية، ويبدو أقرب إلى الخنوع في مواجهتها والصلف الأمريكي مكتفيا بمعزوفة التهديدات دون تطبيق.

هل يتحدى عباس خطاب ترامب الذي فصله عنه ساعات ويقلب الطاولة؟! لا أحد يثق بقدرة رئيس سلطة يفخر بتوافقه بنسبة 99% مع رئيس مخابرات عدوه.

بدا واضحاً أن عباس الذي يرفض المصالحة يفقد يوماً بعد يوم شعبيته في ظل سيطرة الاحتلال الكاملة على الضفة يعيش حالة تناقض بين القول والعمل أهمها تناوله لجوهر قضية اللاجئين، بينما يمارس عكس ما يقول.

وحصار سكان غزة ومعظمهم لاجئون بذريعة عودة الشرعية يصدر من رئيس فاقد للشرعية يفتقد سيادة أيضاً على الضفة، طالبه كثيرون من قادة العمل الوطني بالرحيل.

لقاءات عباس بأولمرت وليفني تثير استياء فلسطينيا

وأثار لقاء عباس مع زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود ألمرت، جدلا وردود فعل منددة من قبل نشطاء وقادة فصائل فلسطينينة، باعتبارهما (أولمرت وليفني) متورطين في جرائم حرب في غزة، فضلا عن كونهما "على قارعة الطريق السياسي في إسرائيل، ومنفصلين عن الواقع، وغير ذي فاعلية"، بحسب نشطاء.

والتقى عباس بليفني على هامش اجتماعات الأمم المتحدة بنويورك، الثلاثاء، بعد ثلاثة أيام فقط من لقاء آخر عقد في بيت عباس ورئيس الوزراء السابق إيهود ألمرت الذي قضى 18 شهرا في السجن بتهم فساد ورشوة.


القيادي في حماس صلاح البردويل غرد ساخرا: "لقاء هام للرئيس عباس مع القاتلة ليفني بين يدي خطابه الهام غدا، مطلوب دعم الرئيس في نضاله العادل".

أما الناشط محمد حسنة فقال: "يلتقي عباس بأولمرت، والمعارضة الاسرائيلية وليس لديه مشكلة بمفاوضات سرية أو علنيه ولم يمانع يوما في استئنافها كما يقول".

وأضاف: "أنا لن أعطي هذا الديكتاتور فرصة تمثيلي في الأمم المتحدة فعباس لا يمثلني ولا يمثل كل حر".

الناشط علي قراقع سخر من استقبال تلفزيون السلطة لأولمرت قائلا: "نبارك تلفزيون السلطة "فلسطين حسب اللوغو" لقاءهم الحصري مع "إيهود اولمرت"، وانضمامهم لمجموعة القنوات الإسرائيلية الناطقة بالعربية".

التشريعي في غزة: عباس لا يمثل الشعب الفلسطيني

هذا وعقد المجلس التشريعي في غزة، الأربعاء، جلسة خاصة قبيل خطاب رئيس السلطة الفلسطينية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ونقلت وكالة "صفا" الفلسطينية، أن المجلس التشريعي أقر تقريرا صادرا عن اللجنة القانونية حول "عدم شرعية محمود عباس"، وفقدان تمثيله للشعب الفلسطيني بإجماع أغلب النواب. 

وأكد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، في مستهل جلسة خاصة ناقش النواب خلالها "عدم شرعية محمود عباس"، أن عباس يذهب للأمم المتحدة منفردا، دون دعم أحد من فصائل الشعب أو قواه، مشددًا على أنه لا يمثل سوى نفسه.

وقال، إن "عباس يعتلي منبر الأمم المتحدة دون أي شرعية قانونية أو دستورية أو وطنية ولا يمثل شعبنا، وإنما يمثل نفسه فقط، مؤكدا أن من يجوّع شعبنا وينسق مع الاحتلال ويصر على نزع سلاح المقاومة، ويفرط بدماء الشهداء وعذابات الأسرى، ويعترف بدولة الاحتلال، ويتنازل عن حق العودة، لا يمكن أن يمثل شعبنا".



حماس: اجتماع المجلس الوطني لا يعبر عن كل الشعب

الى ذلك قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" حسام بدران، إن انعقاد المجلس الوطني غدا الخميس لا يعبر عن الشعب الفلسطيني بفصائله ومكوناته كافة، في ظل غياب الفصائل الفلسطينية الرئيسة.

وأوضح بدران في تصريح صحفي أن انعقاد المجلس محاولة فتحاوية لمؤازرة محمود عباس في خطابه المرتقب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي سيلقيه فارغ اليدين دون أي مساندة شعبية حقيقية.

ولفت إلى أن عباس يقف أمام الأمم المتحدة وهو يمارس العقاب الجماعي بحق أهلنا في قطاع غزة وبحق الأسرى والمحررين، إضافة إلى تنصله من تنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية، ووضعه العراقيل تلو الأخرى في طريق توحيد الوطن.

#عباس_لا_يمثلني.. #عباس_يمثل_نفسه

#عباس_لا_يمثلني، #عباس_يمثل_نفسه، وسمان عبر من خلالهما الفلسطينيون عن غضبهم من رئيس السلطة، وعدم اعترافهم بتمثيلهم أمام العالم.

كما أطلق ناشطون صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نشروا من خلالها مقاطع فيديو، وصور وتصميمات، تعبر عن عدم تمثيل عباس إياهم في المحافل الدولية.

حجم السخط والغضب الشديدين على عباس، بلغ حدًّا لا يكاد يوصف، فشرعيته تتآكل، وشعبيته تنهار، وفق مراكز إحصائية فلسطينية.