من بادیة السویداء الی انقسامات داخل الجماعات الارهابية المسلحة في ادلب

من بادیة السویداء الی انقسامات داخل الجماعات الارهابية المسلحة في ادلب
الأربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٥ بتوقيت غرينتش

ثمة مقولات مرددة توحي بانقسامات بين عناصر من تحرير الشام فيما يخص محافظة ادلب. وكانت هيئة تحرير الشام أعلنت الثلاثاء أنها ستكشف عن موقفها من الاتفاق التركي الروسي بشأن محافظة إدلب، خلال الأيام القليلة المقبلة.

العالم- تقاریر

وبحسب بعض المصادر فإن هناك رفضا واسعا داخل تحرير الشام لتسليم مناطق خاضعة له، ورفضا شديدا لكثير من نقاط الاتفاق بين روسيا وتركيا، لا سيما خلو مناطق نزع السلاح من الفصائل المتشددة.

و یرفض الشرعیون البارزون في الهیئة، الاتفاق و یعتبرون تسلیم المناطق الخاضعة لهم جرما و خیانة، کما هناك اجماع علی مخاطر الاستجابة للطلب التركي بالانسحاب من مناطق تقع تحت سيطرة الهيئة.

وفي السياق ذاته، تشهد هيئة تحرير الشام انقسامات كبيرة بين قياداتها، مع انتشار أخبار تفيد باقتراب زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني من إعلان حل التنظيم بالكامل، وذلك وفقا لتسريبات منشقين عن "تحرير الشام. و قد رفض تنظيم "حراس الدين" المنشق عن هيئة "تحرير الشام"(ست فصائل)، في بيان رسمي الاتفاق ونصح إخوانه بالعودة إلى الله  والتوبة الصادقة واعلن إنضمامه لتنظيم حراس الدين التابع للقاعدة.

رغم ذلك کله، فقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الیوم الأربعاء، أن "الجماعات المتطرفة" بدأت بالانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب و ان اتفاق إدلب "فتح طريقاً للحل في سوريا.

وتفید الانباء بان مدينة السويداء شهدت اعتصاما حاشدا تضامنا مع مختطفي قرية الشبكي لدى تنظيم الدولة، بعد مرور شهرين على اختطافهم. وقد حمل أهالي المختطفين وأقاربهم، وناشطون، صورا للمخطوفين، ولافتات تطالب النظام والجانب الروسي بالعمل الفوري على إطلاق سراحهم.

یذکر ان مسلحی تنظيم الدولة هاجموا في تموز/ يوليو الماضي، قرى عدة شرقي مدينة السويداء، وقتلوا نحو 250 شخصا، بينهم نساء وأطفال، قبل أن يختطفوا 30 مدنيا، نصفهم أطفال ونساء، وينسحبوا إلى مواقعهم في بادية السويداء.

وقد أكدت المصادر أن مسلحي تنظيم الدولة الذين كانوا يتوزعون في جيوب صحراوية عدة في شرق المحافظة، "محاصرون منذ أيام، في منطقة تلول الصفا"، حتى تنفيذ مطالبهم بالمغادرة إلى شرق البلاد، مقابل إطلاق سراح مختطفات السويداء.

ووسط هذه الانقسامات و الخلافات الحادة یبدو أن هناك خيارین ستكون تركيا والفصائل المعارضة في إدلب أمامهما، إما تصفية الهيئة في حال رفضها، أو دخول روسيا وإيران والنظام السوري إلى إدلب.

وكان بوتين وأردوغان قد اتفقا، الاثنين، في سوتشي على نزع السلاح من خط التماس بين قوات المعارضة والنظام السوري في محافظة إدلب، بحلول 15 تشرين الأول/ أكتوبر ووقع وزيرا دفاع البلدين على مذكرة تفاهم بشأن استقرار الوضع في إدلب.

وتسيطر هيئة تحرير الشام على مساحات واسعة من إدلب، وينص الاتفاق التركي الروسي على انسحاب من أسماها "الفصائل المتشددة" ويقصد بها هيئة "تحرير الشام"، من المنطقة منزوعة السلاح، بحلول 15 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

د.نظري