استنفار الجيش الصربي ضد كوسوفو.. فهل حرب جديدة على الابواب؟

استنفار الجيش الصربي ضد كوسوفو.. فهل حرب جديدة على الابواب؟
السبت ٢٩ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:١٤ بتوقيت غرينتش

أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيش حالة التأهب القصوى في جيش بلاده، وذلك على خلفية استيلاء القوات الخاصة في إقليم كوسوفو الانفصالي على أرض صربية.

العالم - تقارير

ويأتي إعلان الاستنفار إثر استيلاء حوالي 60 عنصرا من قوات إقليم كوسوفو الانفصالي، على أرض صربية قرب بحيرة غازيفود الاصطناعية، حيث دخلوا مركزا خاصا بنظافة البيئة والرياضة قرب البحيرة، يحتوى على محطة للطاقة الكهرومائية تسيطر عليها بلغراد.

يذكر أن إقليم كوسوفو، الذي يشكل الألبان أغلبية سكانه، أعلن انفصاله عن صربيا من طرف واحد في عام 2008، وذلك بعد عدة سنوات من نزاع مسلح بين الألبان والصرب في الإقليم وتدخل عسكري لحلف الناتو.

واعترفت دول غربية باستقلال كوسوفو، لكن صربيا لا تزال تعتبر الإقليم جزءا من أراضيها.

جغرافيا كوسوفو

وكوسوفو إقليم تديره حاليا الأمم المتحدة، يعرف في الجغرافيا السياسية بـ"الأرض الحبيسة" لأنه غير مطل على أي منفذ بحري. تحيط به صربيا والجبل الأسود ومقدونيا وألبانيا. مساحته تزيد قليلا عن عشرة آلاف كيلومتر مربع، عاصمته بريشتينا، وكان يسمى في الماضي "داردانيا" أي أرض الكمثرى، ويطلق عليه باللغة الصربية "كوسوفو" وباللغة الألبانية "كوسوفا".

الأرض في كوسوفو تغلب عليها السهول الخضراء المحاطة بالجبال والتلال، وتجري فيها أربعة أنهار، وفيها 17 بحيرة، ومع ذلك فإن غالبية السكان فقراء وتبلغ نسبة البطالة بينهم 40%.

عدد سكان كوسوفو حوالي مليونين، 90% منهم ألبان جلهم مسلمون، و5% صرب، و5% قوميات وأعراق أخرى.

نصف عدد الكوسوفيين تقل أعمارهم عن عشرين عاما، وأكثر من ثلاثة أرباعهم تقل أعمارهم عن 35 عاما.

وظلت كوسوفو خاضعة للحكم التركي طيلة خمسة قرون منذ أن فتحها السلطان العثماني مراد الأول عام 1389 حتى هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى.

بدأت صربيا السيطرة على إقليم كوسوفو عام 1912 وبعد سلسلة من المؤتمرات الدولية أهمها سان ستيفانو، وبرلين، ولندن، وباريس آل الإقليم رسميا في نهاية المطاف إلى صربيا وأصبح جزءا منها.

خضعت كوسوفو في الحرب العالمية الثانية لألبانيا التي كانت خاضعة بدورها لإيطاليا.

بعد الحرب العالمية الثانية وتحديدا في عام 1946 ضم إقليم كوسوفو إلى يوغوسلافيا الاتحادية وفي عهد الرئيس جوزيف بروز تيتو ووفق دستور 1947 عاشت كوسوفو حكما ذاتيا ضمن إطار اتحاد الجمهوريات اليوغسلافية إلى أواخر السبعينيات من القرن العشرين.

اغلاق الطريق المؤدية إلى قرية أمام الرئيس الصربي

وقبل عدة ايام أغلق ألبان كوسوفيون كل الطرق المؤدية إلى قرية كان يفترض أن يتوجه إليها الرئيس الصربي الكسندر فوسيتش الذي يقوم بزيارة لصرب كوسوفو، كما ذكر مصور لوكالة فرانس برس.

وقيل إن الطريق الرئيسية المؤدية من ميتروفيتسا في شمال كوسوفو الى قرية بانيي وهي جيب صربي يبعد 60 كلم جنوب شرق هذه المدينة، قد قُطع في سيربيتسا سكنديراي.

فقد اجتاح مئات الاشخاص الطريق وأقاموا حاجزا من جذوع الاشجار والسيارات.

وكُتب على لافتات "فوسيتش لن تمر" و"الذين ارتكبوا إبادة ضد مدنيين أبرياء لا يستطيعون المرور".

وأسفر نزاع بين القوات الصربية والاستقلاليين الكوسوفيين 1998-1999 عن اكثر من 13 الف قتيل، بينهم حوالي 10 آلاف من ألبان كوسوفو.

وذكرت شبكة "ار تي أس" الناطقة باسم الدولة الصربية، ان حواجز مماثلة قد أقيمت على جميع الطرق المؤدية الى قرية بانيي.

وكان حوالي 300 من السكان الصرب ينتظرون فيها فوسيتش الذي كان من المقرر أن يقوم بزيارة كانت تستمر يومين الى كوسوفو ليطلع هؤلاء على التقدم الحاصل في الحوار مع سلطات بريشتينا الذي يجري برعاية الاتحاد الاوروبي.