ردود فعل اميركا و"اسرائيل" حيال تسليم "اس 300" لسوريا

ردود فعل اميركا و
الخميس ٠٤ أكتوبر ٢٠١٨ - ١١:٠٨ بتوقيت غرينتش

سلمت وزارة الدفاع الروسية منظومة  "إس-300"  الصاروخية إلى الجانب السوري، بحيث تم عرض مشهد تسليم المنظومة على قناة" تي في -24 "الروسية.

العالم - تقارير

واعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، خلال اجتماع الرئيس الروسي بأعضاء مجلس الأمن الروسي، أنه طبقا لقرار الرئيس، بدأ بتنفيذ عدد من التدابير الموجهة لتعزيز أنظمة الدفاع الجوي السورية، والتي تهدف في المقام الأول إلى حماية العسكريين، مؤكدا استكمال توريد منظومة "إس-300"، وتشمل 49 وحدة من المعدات: رادارات استشعار، أنظمة التعريف الرئيسية، وآلات التحكم، وأربعة منصات إطلاق.

وأشار شويغو، إلى أن تدريب وحدات وطواقم الجيش السوري على منظومة صواريخ "إس-300" يحتاج لمدة ثلاثة أشهر.

وقد اثارت عملية تسليم المنظومة الصاروخية الروسية الى سوريا رفضا شديدا من الجانبين الاميركي والاسرائيلي بحيث وصفتها  وزارة الحرب الأميركية بأنها "خطوة غير مسؤولة".

ونقلت قناة "CNN" عن ممثل في البنتاغون قوله: "تسليم أنظمة الدفاع الجوي هذه للنظام السوري خطوة غير مسؤولة بصراحة... ويشابه ذلك تقديما متعمدا للغطاء الإضافي للأعمال السيئة لشركائها (شركاء روسيا) وخاصة لإيران وسوريا".

كما اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية، توريد روسيا لمنظومة "إس 300" للدفاع الجوي إلى سوريا، "تصعيدا خطيرا".

وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت، خلال مؤتمر صحفي: "لم أطلع على هذا النبأ، وليس بوسعي التأكيد ما إذا كان صحيحا... أأمل أنهم لم يقوموا بذلك، لأنه من شأنه أن يكون نوعا من تصعيد خطير، نظرا للقضايا القائمة في سوريا" (حسب قولها).

على الصعيد ذاته توقعت صحيفة The Drive، أن تلجأ واشنطن لزيادة استخدام مقاتلات "F-22" الشبح و"F-16CJ" المضادة للرادار، للقيام بعمليات جوية في سوريا بعد توريد موسكو أنظمة "إس 300" الفعّالة إلى دمشق.

وأعادت الصحيفة التذكير بأن سلاح الجو الأمريكي استخدم في بداية الحملة العسكرية في سوريا طائرات F-22 و F-16CJ، المصممة لمكافحة وتدمير الدفاعات الجوية، عندما كانت الخطوات الانتقامية المحتملة تجاه القوات السورية لا تزال غير واضحة.

وقالت The Drive: الآن قد تضطر الولايات المتحدة إلى العودة إلى تكتيكاتها الأصلية. وخلصت للقول إنه يتم في الوقت نفسه استخدام طائرة F-22 بالفعل من قبل الأمريكيين في سياق العمليات الجوية في المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية.

على الصعيد الاسرائيلي صرح وزير الحرب  افغيدور ليبرمان في مقابلة اذاعية: "لا أستطيع القول إننا سعداء بوجود "إس-300" وفي الوقت نفسه فهذا الموضوع الوحيد، الذي لا يوجد مخرج منه.. ليس هناك إمكانية لعدم اتخاذ القرارات".

كما أعرب ليبرمان عن أسفه بأن موسكو لم تقبل تأكيدات الكيان إلاسرائيلي بعدم تورطه في سقوط الطائرة "إيل-20" .

وقال وزير الحرب الإسرائيلي: "أرى أن مهمتنا الأساسية اليوم عدم اللجوء إلى الإزدواجية، ولكن إرجاع علاقات العمل إلى وضعها الطبيعي هي المهمة الرئيسية اليوم — العودة إلى نظام العمل الطبيعي والتنسيق بنشاط أكبر واستخدام "الخط الساخن" لمنع الخلافات. نحن بحاجة إلى العمل".

وأضاف ليبرمان "نقدر كثيرا علاقاتنا مع روسيا، وأعتقد أنه جرى تعاون غير سيء وكذلك تنسيق، وبذلنا جهدا كبيرا كي نمتنع عن احتكاك مباشر مع الجيش الروسي. وجيش الأسد هو الذي أسقط الطائرة الروسية وهو المسؤول من الألف إلى الياء عن إسقاط الطائرة الروسية، وحاليا نبذل كل جهد من أجل إعادة الوضع إلى ما كان عليه".

وألمح ليبرمان إلى إمكانية فرض روسيا قيودا على سوريا كي لا تستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي، لافتا إلى أن منظومة "إس 400" موجودة بأيدي القوات الروسية في سوريا ولكنها لم تعترض الطائرات الإسرائيلية ورغم أنها أكثر تطورا من "إس 300".

وقال ليبرمان إن "منظومة إس 400 موجودة في سوريا أيضا، وأنا آمل وابذل كل جهد وأطلب عدم التحدث كثيرا هنا. وأي شخص يدرك كيف تجري الأمور في روسيا: إذا أردت تحقيق نتائج فالأهم هو الابتعاد قدر الإمكان عن وسائل الإعلام".

 وعلى نفس الصعيد قال رئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد، لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي  إن "وصول صواريخ إس 300 إلى سوريا هو نتيجة السلوك المشين للكابينيت (المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية) عديم المسؤولية بشكل غير مسبوق في تاريخ الدولة. وهم منشغلون بالجري إلى وسائل الإعلام ليقولوا إننا نهاجم في سوريا" في إشارة إلى تصريحات رئيس الحكومة ، بنيامين نتنياهو، وقيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي حول شن أكثر من 200 غارة في سوريا خلال السنتين الماضيتين.

لكن قائد سلاح الجو الإسرائيلي الأسبق، إيتان بن إلياهو، قال للإذاعة نفسها، ، إنه "لا يوجد مذنبون هنا" لوصول هذه المنظومة الدفاعية إلى سوريا. وأضاف أنه "تم تقييد حرية العمل الإسرائيلية منذ إسقاط الطائرة وبشكل أكبر بعد وصول صواريخ إس 300، لكنها لم تُلغ، وبإمكان الطيارين (الإسرائيليين) تدبر أمرهم مع إس 300. والتنسيق الأمني هو لمصلحتنا بمفهوم معين".

وقال القائد السابق للمنظومة الجوية الإسرائيلية، شاحر شوحط، للإذاعة نفسها،  إنه في الوضع الحالي سيزيد سلاح الجو من استخدام الطائرات الحربية "إف 35"، واشار إلى أن "سلاح الجو مدرب ضد هذه المنظومة ("إس 300") منذ عشر سنوات تقريبا". وأضاف أن "أفضلية الطائرة إف 35، أي الإفلات من الرادارات، هو أمر هام لدى الحديث عن منظومة إس 300".

وقد تم اتخاذ قرار تزويد سوريا بمنظومات "إس 300" بعد إسقاط طائرة استطلاع  روسية من طراز IL-20، بسبب تلطي أربع طائرات "F-16" "إسرائيلية" خلفها لتنفيذ غارات على أهداف في اللاذقية في 17 من الشهر الماضي. وأثناء ردها على  الغارات الإسرائيلية، أسقطت الدفاعات الجوية السورية بطريق الخطأ طائرة الاستطلاع الروسية، التي كانت في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم، ما أسفر عن مقتل 15 عسكريًا روسيا كانوا على متنها.

وحمّلت وزارة الدفاع الروسية الطيارين الإسرائيليين مسؤولية هذا الحادث لأنهم قاموا باتخاذ طائرة IL-20 غطاء لغاراتهم ووضعوها في مرمى نيران الدفاعات السورية.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن اللوم يقع بالكامل على الجانب الإسرائيلي.