محمد بن زايد يوجه صفعة جديدة لمحمد بن سلمان!

محمد بن زايد يوجه صفعة جديدة لمحمد بن سلمان!
الخميس ٠٤ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٢:٥٤ بتوقيت غرينتش

لا يمكن لاي متابع الا ان يسجل مزيدا من الذكاء لولي عهد الاماراتي محمد بن زايد ومزيدا من السذاجة وربما الغباء لنظيره السعودي محمد بن سلمان.

العالم -مقالات وتحليلات

فالاول استطاعت بلاده تحقيق قفزات نوعية في مجال التطوير والتنمية مقابل تسخير السعودية كل إمكاناتها المالية وثرواتها بحثا عن نفوذ وهيمنة في المنطقة تحاول تحقيقهما بالقوة من خلال تمويل حروب مدمرة وفاشلة، مدفوعة الثمن مسبقا للراعي الأمريكي الذي يهين السعودية وملكها وولي عهده كل يوم من خلال قول الرئيس دونالد ترامب بسخرية ( لولانا لما بقيتما في الملك أسبوعين وعليكما ان تدفعا ثمن الحماية حتى اخر ريال ريال عندكم والا سنترككم لمهب الريح) في ابتزاز علني، يمكن ان يوصف ايضا بأكثر من مهين.

وطبعا هذه الإهانة تلحق ايضا بممالك وامارات أخرى في الخليج الفارسي. وكأن ترامب يقول( لا استثني منكم أحدا).

ما دفعني لكتابة هذا المقال وتحت هذا العنوان، بيان المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزبيدي المحسوب على الامارات أي على محمد بن زايد.

المجلس اعلن في بيان له الانفصال عما يسمى الحكومة الشرعية برئاسة احمد بن دغر، أي الانفصال عما يسمى الرئيس الشرعي لدى السعودية ، عبد ربه منصور هادي.

المجلس  الانتقالي الاماراتي الابن زايدي، دعا الى انتفاضة مسلحة وطرد حكومة هادي من مناطق الجنوب أي طرد السعودية، والسيطرة على المؤسسات الرسمية، مطالبا دول التحالف بتجميد ارصدة مسؤولي حكومة هادي الفاسدين. واذا اردنا ان نختصر، يمكن ان نقول ان محمد بن زايد انتفض على صديقه اللدود محمد بن سلمان، وبدأ عملية تنفيذية لطرده كليا من مناطق الجنوب، وتطهيرها مما تبقى من نفوذه، بعد سلسلة من التمهيدات العسكرية وغير العسكرية نفذها بن زايد في تلك المناطق على مدى سنوات العداون الأربع.

وتأتي صفعة بن زياد لابن سلمان، على ضوء المستجدات السياسية ومساعي المبعوث الاممي غريفيث لاجراء مشاورات بهدف التوصل الى تسوية في اليمن. وربما استشرق بن زايد المستقبل ليحقق مكاسب استباقية من اي تسوية ممكنة ومحتملة، على حساب صديقه اللدود بن سلمان "الرجل المريض" في السعودية حاليا.
ماذا فعل محمد بن زايد في اليمن؟

 استفاد الرجل من الإمكانات السعودية على اختلافها منذ بداية العدوان، واستغل تخلي جميع الدول المتحالفة معها، واستغل تساقطهم من حول الرياض كما تتساقط اوراق الشجر في الخريف لتبقى السعودية شجرة يابسة معراة ظاهرة السوء والجريمة، حتى الولايات المتحدة تخلت عنها ونفضت يدها من الجرائم الإنسانية التي ترتكبها المملكة في اليمن.

صدّق بن سلمان ان بن زايد صديق صادق صدوق ومخلص في نواياه ومحبته له، فنسج الرجلان كل خيوط المؤامرة على اليمن والجرائم المرتكبة فيه، فوضع كل خطط وكل بيضه في سلة بن زايد الذي استطاع ان يحدد نقاط ضعف صديقه ويستغلها لتحقيق أهدافه في اليمن على حساب السعودية.

وعليه استفاد بن زايد من سذاجة بن سلمان، واخذ يقضم تدريجيا، المناطق التي احتلتها السعودية بنفسها وبالمرتزقة، موهما صديقه بن سلمان باستراتيجة تقسيم المناطق المحتلة في اليمن بينهما بعد احتلال كل البلاد.
 
فشل بن سلمان سابقا في استدارك الفخ الذي اوقعه فيه بن زايد، لكن بعد فوات الأوان، ففيما حاول الأول استغلال بعض الجماعات التكفيرية في الجنوب اليمني لاطباق نفوذه عليها، كان الثاني قد سبقه الى جماعات تكفيرية أخرى اقوى، وقرب منه أحزابا انفصالية وغير انفصالية  وشخصيات، وهذا ما حال دون عودة النفوذ السعودي الى الجنوب اليمن. وهذا ما ترجم صراعا دائرا بين الرجلين تحت الطاولة وفوقها، سواء بالمعارك العسكرية او غيرها، للسيطرة وبسط النفوذ على تلك المناطق.

اليوم وفيما يسيطر بن زايد على عدن وعلى مناطق جنوبية أخرى وعلى جزيرة سقطرى وجرز اخرى، يطرح السؤال أين سيطرة ونفوذ بن سلمان في اليمن؟ وماذا حقق للسعودية والشعب السعودي من العدوان على اليمن؟ (بغض النظر عن موقفنا من هذا العدوان).

اليوم بن سلمان يغرق ويغرق في مستنقع الهزائم المستمرة، وترامب يهدده برفع الغطاء عنه وتركه لقدره ان لم يدفع الثمن من جيبه ومن ثروات شعبه، ومن التحق بتحالف العدوان حقق مكاسب  على حساب السعودية باستثناء السودان الذي يدفع أرواح جنوده ثمنا بخثا، لمنع الملاحقة الدولية عن شخص الرئيس عمر البشير.

حتى الان الرابح الأول من العدوان على اليمن هي الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل ، تليها امارات محمد بن زايد، والخاسر الأكبر هي السعودية وحكومة هادي. وهنا نتحدث عن ربح وخسارة من وجهة نظر تحالف العدوان لا اليمن وشعب اليمن.

الساذج الغارق  يبحث عن منقذ، ولا منقذ اليوم من بحر نيران اليمنيين الاشراف البواسل، ولا بد  من ان يعض الظالم على يديه و..يقول يا ليتني قدمت لحياتي.... ولات ساعة مندم .

د.حكم امهز