ماهي اهداف القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان؟

ماهي اهداف القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان؟
الأربعاء ١٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٤:٣٨ بتوقيت غرينتش

شهدت جزيرة كريت بدء أعمال قمة ثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، في إطار آلية التعاون الثلاثي التي انطلقت بالقاهرة في نوفمبر 2014، حيث واصل زعماء الدول الثلاثة تنسيق المواقف وسبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والسياحية، بالإضافة إلى متابعة الملفات الإقليمية الهامة ذات الاهتمام المشترك.

العالمالتقاریر

وتعد الملفات المرتبطة بأمن البحر المتوسط، في مقدمة القضايا التى تناولها الزعماء الثلاثة في قمة كريت، خاصة مع تنامي التهديدات التي تواجهها المنطقة سواء بسبب الإرهاب أو الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى المشاکل التي سببتها انقرة، حیث تسعى إلى منع الدول الثلاثة بالتحرك نحو التنقيب على البترول والغاز في مياههم الإقليمية، بالإضافة إلى ملفات أخرى على رأسها قضية الطاقة ومسألة الاكتشافات البترولية، ولذلك ترکیا تراقب مثل هذه القمم الثلاثية بقلق.

القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان فى جزيرة كريت

هذا وشهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، اليوم الأربعاء، مراسم التوقيع على مذكرات تفاهم واتفاقيات، عقب القمة الثلاثية، جاءت كالتالي:

مذكرة تعاون في مجال التأمينات الاجتماعية.

مذكرة تعاون في مجال التعاون الجمركي الفني.

مذكرة تعاون في مجال التعليم.

مذكرة تعاون في مجال المشروعات الصغير وريادة الأعمال.

مذكرة تعاون في مجال الاستثمار.

وهدفت القمة إلى البناء على ما تحقق خلال القمم الخمس السابقة وتقييم التطور في مختلف مجالات التعاون ومتابعة المشروعات الجاري تنفيذها في إطار الآلية، وذلك في سياق دعم وتعميق العلاقات المتميزة بين الدول الثلاث، بالإضافة إلى تعزيز التشاور السياسي بينهم حول سبل التصدي للتحديات التي تواجه منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط.

وأكد السيسى خلال المؤتمر الصحفي أنه فيما يتعلق بالقضية القبرصية، "فقد أكدنا أهمية العمل على استئناف مسار المفاوضات من أجل توحيد البلاد وفقا لمقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وبما يراعي شواغل الجميع، ودون فرض وصاية لأحد على الآخر".

وأوضح أن موضوعات التعاون الثلاثي والمشروعات المشتركة کانت أولوية متقدمة خلال جلسة المباحثات الموسعة بين وفود دولنا، انطلاقاً من حرصنا المتبادل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، وتحقيق الاستفادة القصوى مما تحظى به دولنا الثلاث من إمكانيات هائلة ومواقع جيوإستراتيجية مميزة، تؤهلها للانطلاق بمسيرة التعاون لاسيما بمجال الطاقة ونقل الكهرباء وغير ذلك من المجالات الاقتصادية.

ترکیا تراقب مثل هذه القمم الثلاثية بقلق

من جانبه أكد رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، أن جزيرة كريت تمثل ملتقى حضارات بين مصر واليونان وقبرص حیث أشاد بخصوصية الروابط التاريخية بين البلدان الثلاثة، مرحبًا بالتقدم الملحوظ في مستوى التعاون مع قبرص و مصر خلال السنوات الماضية.

هذا وقال رئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس إن القمة الثلاثية تأتي في ظل تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، موضحا أنه تناول كذلك عددًا من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها جهود مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، ومستجدات الأزمات القائمة في المنطقة.

من جانبه قال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصریة، ان المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات على كافة الأصعدة، لا سيما قطاعات السياحة والاستثمار والطاقة وكذا سرعة تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بينهما سواء في الإطار الثنائي أو من خلال آلية التعاون الثلاثي التي تجمع بين مصر وقبرص واليونان.

وأشار راضى، إلى أن المباحثات تناولت كذلك عدداً من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، ومستجدات الأزمات القائمة في المنطقة​.

من جانبه قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، إن انتظام القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، منذ 2014، شيء مهم للغاية ويزيد من فعاليتها، حيث يتم خلالها متابعة ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماعات السابقة.

وأوضح في تصريحات لـ "بوابة الوفد"، أن هناك عدة قضايا وموضوعات ومصالح مشتركة تجمع بين الثلاث دول، منها الثقافية والسياحية والمصالح التجارية والاقتصادية، مثل انتاج الغاز في البحر المتوسط، حيث يتم التنسيق بينهم كالغاز الطبيعي في قبرص واليونان الذي يتم تسييله في المعامل الموجودة في مصر في إدفو ورأس البر.

وتابع حسن، أن من ضمن الموضوعات التي يتم مناقشتها، هي حماية آبار الغاز من أي أعمال إرهابية أو تخريبية، بالإضافة إلى مناقشة الرؤى بالنسبة لحل المشاكل في المنطقة، وبحث شئون الجاليات، كما أن هناك تعاون ثقافي وتعليمي بين مصر وقبرص واليونان.

القمة الثلاثية تأتي في ظل تحديات كبيرة تشهدها المنطقة

ویعتقد الخبراء أن حكومات الدول الثلاثة في السنوات الماضیة كانت تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة، إلا أن التعاون فيما بينهم كان بمثابة طوق النجاة، فمصر كانت تعاني من تداعيات سنوات من الفوضى إثر ما يسمى بـ"الربيع العربي"، بينما كان الوضع الاقتصادي في اليونان يعاني من انهيار حاد، في حين أن قبرص كانت تعاني من تداعيات الأزمة المالية التي ضربتها فى عام 2013، وهو ما أدى إلى اتخاذ إجراءات تقشفية إصلاحية في الدول الثلاثة تزامنت مع تدشين آلية التعاون الثلاثي، والتي ساهمت بصورة كبيرة في استكشاف الثروات الطبيعية بفضل اتفاقية إعادة ترسيم الحدود.

وساهمت الاتفاقية التي وقعها قادة الدول الثلاثة في قمتهم الأولى بالقاهرة، بصورة كبيرة فى تمكينهم من الاستفادة من الموارد البحرية المشتركة في المياه الإقليمية لكل منهم، وهو ما ساعد على انجاز مشروع حقل ظهر للغاز في مصر، بالإضافة إلى زيادة فرص الاستثمار أمام الشركات العاملة في مجال البحث والتنقيب في تلك المناطق، كما أنها لعبت دورا كبيرا في انتشال اليونان وقبرص من أزمتيهما.

متابعون للشؤون المتوسطية يرون أنه على الرغم من المشهد الاقتصادي المثير للقلق لدى الدول الثلاث، إلا أن الإرادة السياسية يمكن أن تلعب دورا مهما في تطوير مسار العلاقات بين مصر واليونان وقبرص وترفعها إلى مصاف المركز المستقبلي لعلاقات متوسطية جديدة لها آفاق واعدة.

ولا يشك المراقبون في أن الدول الثلاث سوف تنجح في ترسيم الحدود البحرية التي أثارت لغطا شديدا في الفترة الأخيرة بعد اكتشاف ثروات مختلفة على تلك الحدود.