رغم المراوغة من قبل البعض.. وضمن منطقة خفض التصعيد..

مجموعات مسلحة تسلم سلاحها الثقيل في ادلب

مجموعات مسلحة تسلم سلاحها الثقيل في ادلب
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٤:١٨ بتوقيت غرينتش

تحت جنح الظلام حزمت المجموعات المسلحة التابعة لتركيا، اسلحتها الثقيلة وامتعتها، وغادرت الارض التي اتفقت عليها ضمن اتفاق سوتشي، والمغادرة هذه كانت منزوعة الشروط باهظة الثمن السياسي، في الوقت الذي مازالت دمشق تتكلم بفصاحة لغة المعادلات السياسية، بعدما ترجمت مع الحلفاء، الاقوال الى انتصارات، ومنها الانتصار القادم في ادلب، والذي يترجم بأذعان المجموعات المسلحة ورعاتها، للارادة السياسية، محققة بذلك مقدارا من القوة والثقة التي تخولها ان تستعد للمعركة الاخيرة، وهزيمة الارهاب.

العالم - قضية اليوم

وفي الليل أزيل بعض من الوجود الإرهابي في عدة مناطق في عملية بقيت معطلة لعدة اسابيع، انطلقت قبل ايام مع زوبعة اعلامية تركية، تم فيها سحب الأسلحة الثقيلة من منطقة خفض التصعيد في محافظة ادلب، لإقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كم على طول خطوط التماس في منطقة خفض التصعيد، العملية جرت في المناطق التي تسيطر عليها الجبهة الوطنية للتحرير  والمشكلة من قبل الاتراك، بينما لم يترافق اعلان ما يسمى بهيئة تحرير الشام وعلى رأسها جبهة النصرة، وحراس الدين، لأي صور او فيديوهات تثبت انهم سحبوا السلاح الثقيل أيضاً، هذا التحول في موقف المجموعات المسحلة، كان للاستخبارات التركية الدور الاكبر فيه، حيث عملت طواقمها بشكل مكثف لاقناع تلك المجموعات، فيما بقيت جبهات اكثر حساسية، يُنتظر من الاتراك الجدية اكثر في التزاماتها، في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، نظرا لانتقال بعض القادة من التكفيريين لتصنيف الاتراك بأنهم قد رضخوا لشروط الروس، وهذا يفسد على المخابرات التركية التماهي الدائم مع موقف المجموعات التكفيرية في الشمال السوري.

باختصار، ايام بقيت لانتهاء المهلة الممنوحة من الاتفاق، لانسحاب المسحلين من ريف ادلب وحماة ضمن منطقة منزوعة السلاح، وهناك الكثير من المناطق التي لم يتم اخلاؤها من المجموعات الارهابية، ولم يتراجع فيها الارهابيون الى عمق 20 كيلومترا مربعا، كما نص اتفاق سوتشي، مثلاً، منطقة سراقب في ريف ادلب، والتي تُعتبر المجموعات المتواجدة هناك هي خليط ما بين جبهة النصرة ، وجيب كبير من داعش ، فكيف يمكن ان لا تُسحب الاسلحة الثقيلة من هذه المناطق، وايضا، ان اصل انشاء المنطقة منزوعة السلاح، يقوم على فتح طريق حلب- دمشق او حلب- حماة، والطريق الآخر هو حلب- اللاذقية، ولا يمكن فتح هذا الطريق بوجود الارهابيين من حزب التركستاني في جسر الشغور، ما يعني ان تطبيق هذا الاتفاق مازال بشكل جزئي، وما يحاول فعله الاتراك هو ذر الرماد في العيون، عبر خلط المناطق ببعضها، وضياع الوقت في التفاصيل، من اجل الحصول على وقت اضافي لتطبيق هذا الالتزام.

وإذا كانت العمليات السياسية تبنى على المتغيرات، لوضع الأمور في نصابها، فثمة من يهرب من مسؤولياته، ضمن محاولات يائسة، لفصل تلك المجموعات المسلحة بعضها عن بعض، وهي المجموعات المرتبطة ايديولوجيا لا يمكن فصلها، وخلال الايام المقبلة، سيعلم الجميع ان تركيا لن تستطيع ان تنفذ مضمون الاتفاق بشكل كامل، ولو لديها القليل من المصداقية، يجب عليها في حال الفشل ان تصطدم بتلك المجموعات، فلا حلول كثيرة امام تركيا، وحينه سيتولى الجيش السوري بمساعدة الحلفاء انهاء ملف تواجد الارهابيين في ادلب وريفها، وباقي المناطق في ريف حماة وريف اللاذقية، ولن يفيد الاتراك وارهابيي القاعدة من جبهة النصرة وداعش وحراس الدين، حلق لحاهم ، واعادة تسميتهم بالمعتدلين.

وهذا يؤدي بالنتيجة الى انتهاء لعبة الضغط السياسي الذي يمارسه الاتراك وشركائهم الاميركيين، وجر تركيا بكل ما تملك من اوراق، الى خانة المحاصرة السورية، انطلاقاً من مبدأ سامي، وهو الوفاء بالالتزامات، وما بقي امامنا من ايام ما هي الا مدة قصيرة، لن تفيد معها الجرعات الاسعافية التي تقوم بها الحكومة التركية، وكل ما في جعبة المشروع الاميركي والتركي في ادلب، لن ينفع معه النفخ في رماد الاوراق التي احترقت بأتقان على يد الدولة السورية وحلفائها، والحرب السياسية لقائمة تشي بأن المواجهة العسكرية باتت اقرب، وتنتظر تحديد مواعيدها بحسب ظروف الميدان، وهذا لا يغير اي شيء في المعادلة المحسومة، وهي ادلب ستعود الى سلطة الدولة السورية بأسرع وقت، حيث تعتبر جغرافيا ادلب واسعة، وسوف يكون لها الدور الابرز بانهاء الاشتباك الاقليمي والدولي الحاصل، ضمن تكتيكات وتخطيط متقنة.

حسين مرتضى