سلامٌ على حامي الوَديعةِ زينبٍ

سلامٌ على حامي الوَديعةِ زينبٍ
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٠ بتوقيت غرينتش

  قصيدة تتناول قصة صُمود بطلة كربلاء السيدة العقيلة زينب الكبرى بنت الامام علي  (عليهما السلام) وحفيدة رسول الله وسيد الانبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، في مرحلة سبي نساء آل البيت وشهداء واقعة عاشوراء الخالدة الى الكوفة ومنها الى الشام :

أيا حاديَ الرَّكبِ الذي فيهِ زينبُ  * ترفّقْ ولا تُضْنِ الاُلى حينَ تذهبُ

فإنَّ سبايا آلِ بيتِ محمدٍ * فـقدْنَ كِـراماً والحسينُ لهُمْ أبُ

رُؤوسُ الفِـدى للدّينِ فوقَ أسنَّةٍ * وزينبُ مِن فرطِ الأسى تتعـذّبُ

ترى السبطَ في أيدِى القُساةِ رهينةً * ورأسَ ابنِ بنتِ المصطفى يتقلَّبُ

الى الواحدِ القهارِ تشكُو أنينَـها * فبنتُ أمينِ الله هيهاتَ تَصخَبُ

وصيةُ مولاها الحُسينِ مُصانةٌ * اُخيّـةَ شُدّي العَـزْمَ إنّكِ أصلَبُ

ولا تُشمتي فينا الأعادي إنّنا * بَنُو أحمدٍ نحنُ الحَجا والتهذُّبُ

دِمانا فِدى الدينِ القويمِ وفخرُنا * جسومٌ اُبيدتْ بالشهادةِ تخْطُبُ

فما الموتُ في جنبِ الإلهِ مصيبةٌ * بل الموتُ أنْ نحيا وظلمٌ يُـعَـذِّبُ

على الدّينِ مَعْ هذا السلامُ وما لَنا * من الدينِ إنْ سادَ الطواغيتُ مأرَبُ

ألا إنَّ بنتَ المصطفى لخليقَـةٌ * بحفظِ مواريثٍ وللحقِّ تطلُبُ

فخطبتُها من عِـلْمِ سيدةِ النسـا * وامِّ أبيها فاطمٍ وهيَ تشجُـبُ

تدافعُ عن نهـجِ الإمامةِ والنُهى *  وتطلبُ إرثاً في الكتابِ مُصَـوَّبُ

على زينبِ الكبرى الصلاةُ فإنها * سليلةُ آلٍ بالمكارمِ طُيِّبُوا

فهُمْ آيةُ التطهيرِ وهي أريجُهمْ * ومَنْ شبَّ في بيتِ النبُـوَّةِ أَنجُبُ

وقد رُضِعتِ آيُ الكتابِ نقيـَّةً * ومَنْ مثلُها هَدْياً يُبِينُ ويُصحِبُ

ومَنْ مثلُها في سَترِها وحِجابِها * وإنّ العفافَ المُنتهى هـيَ زينَـبُ

ففي كربلا كانتْ ضمانَ وصيةٍ * تصُونُ وليَّ اللهِ ذلكَ أوجَـبُ 

تذبُّ سُيوفَ القتلِ عنهُ وِقايةً * وتمنعُ أرجاسـاً عليهِ تألَّبُوا

تمـرُّ على القتلى نُجوماً على الثرى * وشمسُهُمُ السبطُ الحسينُ المُخضَّبُ

تخاطبُ مولاها وتَرفعُ جِسمَهُ  * أيا ربُّ فاقبَـلْ طاهراً كانَ يقْرُبُ

هُو ابنُ أبي اُمّي وثائرُ نهضةٍ * وَجاهدَ طاغوتاً يُغِيرُ وِيَذؤُبُ

وها انا ذا آوِي سبايا محمدٍ * أشدُّ رِحالي والمحامُونَ غُيَّبُ

تُحيطُ بنا الأعداءُ مِن كلِّ جانبٍ * كأنْ لم نكُنْ من آلِ بيتٍ يُقَرَّبُ

على زينبِ الكبرى السلامُ صَبورةً * فقد منحتْ درساً وقِيلَ ألا اكتُـبُوا

كما وَهبَتْ أبناءها وأكارماً * فِدا الدينِ والإصلاحِ يوم تحزّبُوا

جيوشٌ أحاطوا بالحسينِ وآلهِ * وخيرةِ أصحابٍ أطاعُوا تَصلَّبُوا

على الموتِ هبُّوا صادقينَ أماجداً * وقد سقطُوا صرعى ولم يتقلّبُوا

وإنَّ لعاشوراءَ بعدُ مُصيبةً * تُزيدُ رزايا آلِ أحمدَ تنكُـبُ

فقد أسَروا الحوراءَ زينبَ غِلظةً  * ومَـعْها بناتُ الوحي سَبْـياً يُغَـرِّبُ

فـزَينبُ إنْ زادَ السِبا من شُـجونها * لصامدةٌ صبراً على منْ تذأّبُوا 

لقد حوّلَتْ ركبَ السبايا مسيرةً * الى ثورةٍ منها اُغيضَ المُخرِّبُ

تقولُ لهـم تعساً لكم يامعاشِراً * جعلتُمْ حسَينـاُ بالدِّما يتخضَّبُ

فلا هنِئتْ عيـنٌ تعامَتْ عنِ الهُدى * وخافتْ منِ الحَتفِ الذي ليسَ يَعـزُبُ

حُسينٌ إمامُ المسلمينِ وقد مضى * شهيداَ عظيماً لا يدانيهِ كَوكَبُ

لقد نَطقَتْ حَـزْماً كريمةُ حيدرٍ * وذلَّ لـها الوَغدُ الجهولُ المُـكذِّبُ

أرادَ بِها شـرَّاً وبَطشاً بفَخرِها * أمينُ الهدى ذاك الإمامُ المحَجَّبُ

فصَدَّتْـهُ عنْ جُرمٍ بآلِ محمدٍ * وذادتْ بحزمٍ والمدامِعَ تُلهِبُ

سلامٌ على حامي الوَديعةِ زينبٍ * هي الطودُ في عينِ الطغـاةِ المُرَهِّبُ

وفي الشامِ هزَّتْ بالكلامِ حُكومةً * أصابتْ سهامَ الخزيِ مَن كانَ يَطرُبُ  

وقد كانَ مُختالاً بقتـلِ ابنِ فاطمٍ * ونجلِ رسولِ الله والرأسَ يضرِبُ

يمجِّدُ أمْـواتاً تباهَـوا بكُفرِهِـمْ * ويشتُمُ أطهاراً وزينبُ ترقُبُ

ويروي عقيمَ الشِعرِ وهو مفنِّـدٌ * كتاباً ووَحيَاً رِدَّةً لا تُغيَّبُ

تصدّتْ لهُ الكُبرى العقيلةُ زينبٌ * وقالتُ وأيمُ اللهِ إنّـكَ أخيَـبُ

فعمّا قريبٍ يُنـزِلُ اللهُ بأسَهُ * عليك فتبكي يا يزيدُ وتندُبُ

أمِنْ طلقاءٍ بالشريعةِ هازِئٌ * وتعبثُ بالرأسِ الشريفِ وتلْعَبُ

وذاك هو السبطُ الذي ليس مثلُـهُ * نظيراً وذو القلبِ السليمِ مُعَذّبُ

يَرى بَهجةَ الهادي يُدارُ برأسـهِ * بكلِّ بلاد الأرضِ وهو مُخضَّبُ

يرى صفوةَ الخلقِ استُبِيحَتْ دماؤُهم * وهم خيرُ من صاموا وصلَّوا وقرَّبوا

أثُـمَّ ـ مَعاذ اللهِ ـ تُنكِـرُ أحمداً * نبيّـاَ رسولاً يا يزيدُ وتغصُبُ

فَبُؤْ بعذابِ اللهِ يا بْنَ جهالةٍ * أساءتْ الى الإسلامِ إنكِ مُذنِبُ

فنحنُ حُماةُ الدينِ والوحيِ سُؤدداً * وإنَّ لَنـا ذِكراً يدُومُ و

حميد حلمي زادة, [10.10.18 02:18]
يُكـتَبُ

أذلَّـتْ يزيداً زينبٌ بخطابِـها * وصارَ بهِ عارُ الفضيحةِ يُعصَبُ

سلامٌ على صوتِ الحسينِ رسالةً * الى الناسِ يتلوها الزمانُ المُؤدِّبُ 

على بنتِ خيرِ الخلقِ بعدَ محمدٍ * أمينةِ وحيِ اللهِ يومَ تذبذبُوا

فداءً لمثواها عقيلةُ هاشمٍ * منارةُ إيمانٍ ونهجٌ مُهذَّبُ

________________________

بقلم الكاتب والاعلامي 
حميد حلمي زادة