العدوان وأطفال اليمن.. صرخات لا تهدأ في وجه آل سعود

العدوان وأطفال اليمن.. صرخات لا تهدأ في وجه آل سعود
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٨:٠١ بتوقيت غرينتش

صيحات شعبية ومناشدات حقوقية ودولية تعاقب نظام آل سعود على الجرائم التي ارتكبها ولا يزال في حق اليمنيين آخرها دعوة وجهتها لجنة أممية للرياض إلى وقف الضربات الجوية على أهداف مدنية في اليمن، لكن هل يصل صوتها الى النظام السعودي وحلفائه؟

العالم - تقارير

منذ ان شن تحالف العدوان بقيادة السعودية عدوانه الجائر على اليمن بذريعة دعم الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي لم يذق اليمن معنى الراحة.

المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية طالبت تحالف العدوان بكف يده عن استهداف المدنيين بما فيهم النساء والاطفال. وآخر هذه المطالبات كانت اليوم حيث دعت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل، السعودية إلى وقف الضربات الجوية على أهداف مدنية في اليمن ومحاكمة المسؤولين عن سقوط أطفال بسبب هجمات غير مشروعة.

وأشارت اللجنة المكونة من 18 خبيرا مستقلا في نتائجها إلى البيان السعودي لكنها قالت إن أطفال اليمن لا يزالون يتعرضون للقتل أو الإصابة بعاهات مستديمة أو فقد الآباء.

وقال كلارنس نلسون نائب رئيس اللجنة للصحفيين "طلبنا منهم أن يوقفوا على الفور تلك الضربات الجوية".

وعبرت اللجنة عن قلقها من عدم فاعلية الفريق المشترك لتقييم الحوادث الذي شكله التحالف في 2016 للتحقيق في الهجمات غير المشروعة من جانب السعودية وأعضاء التحالف على أطفال وعلى منشآت ومساحات يتردد عليها أطفال.

وقالت "لا توجد حالة واحدة أفضت فيها تحقيقاتها إلى محاكمات أو إجراءات تأديبية بحق أفراد بمن فيهم مسؤولون عسكريون (سعوديون)، حتى ولا تلك التي تتعلق بسقوط أطفال أو تجنيدهم أو استغلالهم في أعمال قتالية مسلحة".

وقال نلسون في إشارة إلى فريق تقييم الحوادث "أولا لقد شكله التحالف وبالتالي فهم يحققون أساسا مع أنفسهم. وثانيا، هو مؤلف من أعضاء من دول التحالف. ثالثا، المعلومات التي لدينا هي أنه لا يحقق في كل ’الحوادث’".

وأضاف أن عددا كبيرا من الضربات والحوادث التي سقط فيها قتلى ومصابون من المدنيين والأطفال لا يحقق الفريق فيها.

كما دعت اللجنة إلى رفع الحصار الجوي والبحري الذي يفرضه التحالف والذي قالت إنه يحرم ملايين اليمنيين من الطعام وغيره من الإمدادات الحيوية، وبخاصة عبر ميناء الحديدة.

وكانت السعودية قد أبلغت اللجنة الأسبوع الماضي أنها تسعى لتحسين عمليات الاستهداف من جانب التحالف العدوان الذي تقوده على اليمن، لكن أعضاء اللجنة عبروا عن تشككهم.

وتظهر بيانات الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 1248 طفلا قتلوا وأصيب نفس العدد تقريبا في ضربات جوية منذ مارس آذار 2015، بينهم عشرات قتلوا في ضربة أصابت حافلة مدرسية في محافظة صعدة في أغسطس آب الماضي.

وحشية العدوان والضحايا مدنيون

لم تكن هذه المرة الاولي التي تستهدف فيها السعودية المدنيين وخصوصا الاطفال فهذا هو الاسلوب الذي تنتهجه لتعوض عن فشلها في المواقع الميدانية، فلطالما كبدها الجيش اليمني ولجانه الشعبية اكبر الخسائر في العدد والعتاد ولم يجعلوها تتذوق النصر الذي زعمت انها ستحققه في ايام ليطول امد الحرب لما يقرب من 4 اعوام.

ابرز الجرائم التي كانت دليلا صارخا على مدى وحشية العدوان هي حادثة مجزرة حافلة ضحيان شمالي اليمن والتي أدت الى استشهاد 51 شخصا، بينهم 40 طفلا.

حيث حظيت مجزرة ضحيان باهتمام واسع وغير مسبوق على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في المواقع العربية، حيث تداول الالاف هاشتاغ مجزرة ضحيان.

وشاركت شخصيات سياسية واعلامية وصحافية في التنديد بالمجزرة. فيما أكد السيناتور الأميركي بيرني ساندرز أن ادارة ترامب شريكة في هذه الجريمة لصمتها حيال ما يجري، ودعمها لنظام الحكم في السعودية.

ليجبر تحالف العدوان على الاقرار بارتكابه هذه المجزرة بعد الغضب الدولي الكبير حيث اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش مجزرة ضحيان جريمة حرب، وطالبت بوقف مبيعات الأسلحة للسعودية.

ليلحق هذه الجريمة البشعة جريمة اخري فقد دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لوقف الحرب على الأطفال، وذلك في أعقاب الغارة الدموية لطيران التحالف السعودي على مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة.

وقالت المديرة التنفيذية للـيونيسف، هنريتا فور، إنها كانت تأمل أن يكون الغضب الذي أعقب الهجوم على صعدة في اليمن ، نقطة تحول في الصراع. ولكنها أضافت أن الهجمات التي أفيد بوقوعها على مديرية الدريهمي والتي أسفرت عن مقتل 26 طفلا تشير إلى عكس ذلك.

من جانبها، قالت ممثلة اليونيسف في اليمن، ميريتشل ريلانيو، في تغريدة على موقع تويتر قالت في 24 من اغسطس ، إن "أربع نساء وأطفالهن جميعا (22 طفلا) قتلوا بالإضافة إلى أربعة أطفال آخرين في ليلة سابقة، في الحديدة مرة أخرى. فمتى سيتوقف ذلك؟".

هذا بالاضافة لجرائم ال سعود الاخري فقد اصدرت منظمات انسانية تقارير عن تفاقم سوء التغذية بين اطفال اليمن التي تقترب من المجاعة والامراض المزمنة للاطفال بما فيها السكري وارتفاع ضغط الدم والصرع.

حيث بلغ عدد الاطفال المحتاجين للمساعدات نتيجة الصراع المدمر منذ مارس عام 2015 ،11ميليون و 300 الف طفل.

ويعاني 8 ملايين و 100 الف طفل من خطر الاصابة بسوء التغذية الحاد و المتوسط فيما يعاني  380 الف طفل من سوء التغذية الحاد وهو اسوء حالات الجوع.

.

الجميع يتسأل متي تتوقف عجلة القتل التي تدورها السعودية؟ متي تنصت لمطالبات المجتمع الدولي بوقف هذا العدوان؟ متي تصل صرخات الاطفال اليمنيين الي مسامع النظام السعودي؟ اسئلة كثيرة تنتظر الاجابة ولا يعرف متى سيحصل على جواب لها!!