صفقة سرية بين واشنطن وأنقرة..

الإفراج عن القس برانسون مقابل معلومات حول خاشقجي!

الإفراج عن القس برانسون مقابل معلومات حول خاشقجي!
الجمعة ١٢ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٠:٣٧ بتوقيت غرينتش

بدأت في تركيا جلسة المحاكمة للقس الأميركي أندرو برانسون المتهم بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، والتي أضرت بالعلاقات بين أنقرة وواشنطن. وفجر اليوم الجمعة، نقلت السلطات التركية برانسون من منزله في إزمير حيث يخضع للإقامة الجبرية، إلى المجمع القضائي للمثول أمام المحكمة.

العالم- تقارير

وبحسب التقارير الإعلامية، أن اتفاقا للإفراج عنه قد جرى التوصل إليه بين واشنطن وأنقرة رغم أن وزارة الخارجية الأميركية نفت علمها بأي اتفاق مع الحكومة التركية لإطلاق سراحه!.

وتأتي توقعات الإفراج عن القس بعدما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤخرا، إنه لا يتدخل في شؤون القضاء وأكد أن القانون هو الذي سيحدد مصير القس!.

أردوغان نفسه أكد مؤخرا : ان "تركيا لن تتراجع أمام العقوبات الأميركية ولم تبرم صفقة بشأن القس الأميركي برانسون".

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد فرض رسوما إضافية على واردات الصلب والحديد التركية مسببا تراجعا كبيرا لليرة التي فقدت أربعين بالمئة من قيمتها خلال العام الجاري.

لكن السؤال الرئيس هنا..

ما العلاقة بين الإفراج عن القس في هذه الظروف و"لغز خاشقجي"؟

بحسب المعلومات التي أوردتها صحيفة "واشنطن بوست" ، فإن الصفقة تشمل رفع العقوبات الأميركية عن تركيا مقابل إصدار حكم بالسجن بحق برونسون يساوي المدة التي أمضاها في السجن، أو السماح له بأن يمضي جزءا من مدة العقوبة في الولايات المتحدة.

وأبدى المسؤولون هذه المرة، تفاؤلا حذرا بشأن الصفقة، علما بأن الصفقة السابقة قد انهارت الصيف الماضي، وتبادل الطرفان الاتهامات بخطوات غير مناسبة.

وبحسب بعض الخبراء، هناك علاقة بين الإفراج عن القس المتهم و ملف "إختفاء جمال خاشقجي".

تركيا ربما تفرج عن القس خلال اليوم أو الأيام المقبلة وتخرج نفسها من ثقل العقوبات الإقتصادية الأميركية.

تركيا تعطي أيضا معلومات سرية إستخباراتية لواشنطن في إطار "الصفقة السرية" بين أنقرة وواشنطن بشأن ما جرى في القنصلية السعودية ومصير جمال خاشقجي الذي من المحتمل أنه مات تحت التعذيب بيد رجال إبن سلمان.

وأما بالمقابل تتمكن إدارة ترامب من "حلب  السعودية" بهذه المعلومات السرية من جديد وتصعيد الضغوطات على السعودية بعد الإهانات المتكررة من جانب ترامب ضد الملك السعودي من ناحية، ومن ناحية أخرى يتمكن ترامب من جلب أراء الناخبين في الولايات المحافظة الأميركية التي يطغى عليها التدين في انتخابات الكونغرس النصفية، ويريد ترامب والحزب الجمهوري أن يرى هؤلاء الناخبون كيف يبذل جهوده من أجل إطلاق سراح القس برانسون الانجيلي... والله أعلم..

محمد حسن القوجاني