غياب لافت للجبير... ابن سلمان يستعين بالحرب للخروج من ازمة خاشقجي؟!

غياب لافت للجبير... ابن سلمان يستعين بالحرب للخروج من ازمة خاشقجي؟!
الجمعة ١٢ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٤ بتوقيت غرينتش

بعد 11 يوماً على اختفاء الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، بدأت فرص العثور عليه حيّاً تتضاءل في حين تؤكد جميع المعطيات أن هناك جريمة جرى تنفيذها بحق خاشقجي وكانت القنصلية السعودية في إسطنبول مسرح الأحداث .

العالم - السعودية

هل يفكّر بن سلمان بحرب للخروج من الأزمة؟

تضيق كثيراً دوائر المسؤولية عن إخفاء وقتل خاشقجي، على صنّاع القرار في السعودية؛ ولا سيما أن الإعلام الغربي يتحدّث بشكل مباشر وواضح عن أوامر مباشرة من بن سلمان، استناداً إلى مصادر في المخابرات الأمريكية، وكما يبدو دون علم والده، الملك سلمان، أو موافقته.

يؤكّد متابعون ومحلّلون لقضية خاشقجي وحيثيّاتها أنه سيكون لها ما بعدها، خاصة إن واصلت الرياض الصمت ولم تقدّم إجابات واقعية على الاستجواب الدولي المتعاظم الذي تنفتح مآلاته على احتمالات شتّى.

ومن بين الاحتمالات المذكورة؛ أن يكون هناك تحرّك دولي ضد الرياض قد يتمثّل في شكل عقوبات أو تحويل القضيّة إلى المحكمة الجنائية الدولية، كما حصل في قضيّة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، وهو الأمر الذي قد يشكّل نهاية سياسية لولي العهد؛ لكونه سيوصم طوال فترة المحاكمة بـ"المتّهم" حتى تثبت براءته أو براءة دولته.

قد تبدو سيناريوهات الرياض للخروج من أزمة خاشقجي محدودة وغير عقلانية؛ خصوصاً مع تصاعد حدّة المواقف الدبلوماسية الدولية، والدعوات الصادرة من أعضاء كونغرس أمريكيين أو برلمانيين أوروبيين بإجراءات صارمة ضد الرياض إن ثبت ضلوعها في إخفاء خاشقجي أو قتله.

لعل أحد السيناريوهات "المجنونة" التي قد تتّخذها الرياض هي افتعال شيء "يُلهي العالم" عن قضيّة خاشقجي، ولا يستبعد محلّلون، طبقاً لقراءة السياسات التي انتهجها بن سلمان داخلياً وخارجياً، أن يلجأ إلى شنّ حرب خاطفة.

وعلى الرغم من صعوبة هذا السيناريو فإنّه في حال فقدت الرياض توازنها وشعرت أنها وُضعت في زاوية حرجة وأصبح ولي عهدها في موضع "اتهام"، وتصعّد الأمر وتم جرّه لمساءلة في محاكمة دولية جنائية، فمن المحتمل أن يشير مستشاروه إلى ضرورة القيام بتحرّك كبير يجعل قضية خاشقجي تصغر أمامه.

غیاب الجبير

ولوحظ بشكل لافت أيضاً أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير غاب عن المشهد تماماً، على عكس ما هو معروف في البرتوكولات الدولية، حيث إن وزارة الخارجية في البلاد تتولى مهمة الرد أو التوضيح أو النفي ، حيث لم يصدر أي تعليق أو بيان في القضية، لا سيما أن الأتراك يتواصلون مع وزارة الخارجية السعودية للتنسيق، ويطلعونهم على كامل التفاصيل التي لديهم.

كما أن السفارات والقنصليات تتبع لوزارة الخارجية في كل دولة، وتتابع شؤونها، وأي قضية تتعلق فيها من صلاحيات وزير الخارجية، الذي يدير المنظومة الدبلوماسية لبلاده.

فعلى الرغم من أن قضايا كهذه يتصدرها في العادة وزير الخارجية أو الناطق باسمها؛ فإن ولي العهد السعودي وشقيقه اختارا غير ذلك؛ بالظهور عبر وسائل الإعلام الأمريكية، دون الإدلاء بأي معلومات مهمة تتعلق بمصير خاشقجي، باستثناء تصريح السفير خالد بن سلمان أن "كاميرات القنصلية لم تكن تسجّل".

وطرح العديد من المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي سؤالا حول "أين عادل الجبير"؟ ولماذا اختفت تصريحاته في هذا الظرف الحساس الذي تواجه فيه المملكة ضغوطا غير مسبوقة، في ظل الاتهامات التركية بارتكاب جريمة قتل داخل مقر قنصليتها في إسطنبول بحق إعلامي.

وبالعودة إلى حساب الخارجية السعودية على موقع تويتر والذي يعد من أنشط حسابات الوزارات السعودية، اختفت تصريحات عادل الجبير من تغريداته، واكتفى بنشر عدة تغريدات عن لقاءات مع سفراء عدد من الدول خلال الأيام القليلة الماضية التي وقعت فيها الأزمة.



وخلال الأيام الماضية لم تصرح وزارة الخارجية السعودية بالمطلق بشأن اختفاء خاشقجي، بل إن التصريحات المتعلقة بهذا الشأن صدرت عن السفارة في العاصمة التركية أنقرة لوسائل إعلام، أو القنصلية السعودية في إسطنبول التي سمحت لفريق من صحفيي رويترز بالتصوير داخلها.

ويرى مراقبون أن الجبير يشعر بالحرج "الشديد" بسبب المأزق التي تمر به الدبلوماسية السعودية في ظل الاتهامات باستخدام إحدى قنصلياتها لإخفاء وقتل صحفي من مواطنيها، وهي النتيجة التي يبدو أن دول العالم الكبرى قد توصلت لها، خصوصا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب الذي قال أنه قريب جدا من معرفة الحقيقة.

وبحسب المراقبين، فإن الجبير الذي يملك تاريخا طويلا في العمل الدبلوماسي قد يكون يشعر بالحرج، وإن عدم إصداره أي تصريحات دليل على ارتباك دبلوماسي واضح وانعدام رواية واضحة، في ظل عدم اقتناع أشد الحلفاء للرياض بالرواية المعلنة من أنه دخل وخرج وفق ما أكد ترامب أنه لم يخرج من القنصلية".

وتسبب غياب الجبير عن التعليق على قضية خاشقجي بموجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما رجح بعض المغردين أنه قد يكون يبح الآن عن مخرج بالابتعاد عن عمله الدبلوماسي.

أين الملك سلمان؟

وفي الوقت الذي تحدث فيه زعماء العالم، لا سيما رئيس تركيا التي اختفى خاشقجي على أرضها، والرئيس الأمريكي والعديد من زعماء العالم؛ لم يصدر حتى الآن أي تصريح أو موقف من  الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بخصوص اختفاء مواطنه جمال، والذي تحوم حول اختفائه جريمة اغتيال تفاصيلها مروعة.

بن سلمان يستعين بأبوظبي في قضية خاشقجي

وكشفت مصادر دبلوماسية غربية أن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، طلب مساعدة ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد؛ لمحاولة الخروج "المشرّف" من أزمة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة  بإسطنبول في 2 من أكتوبر الحالي.

المصادر، أكّدت وجود محادثات على أعلى مستوى بين القيادتين السعودية والإماراتية ومسؤولين غربيين، على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية؛ لثنيهم عن اتهام بن سلمان بإعطاء أوامر إخفاء خاشقجي، وقتله بطريقة وحشيّة داخل القنصلية، في وقت لا يزال ولي عهد المملكة رافضاً تقديم تنازلات لتركيا قد تبعد الاتهامات عنه.

وتشدّد المصادر، التي طلبت عدم كشف هويتها، على أن الجانبين، السعودي والإماراتي، اتفقا على "تقديم أكباش فداء"، من المرجح أن يكون على رأسهم المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني، واتهامهم بالإشراف على هذه العمليّة دون علم القيادة السعودية.

وتضيف: "كذلك أعطت القيادة الإماراتية أوامرها المباشرة لوسائل الإعلام التي تشرف عليها، على غرار سكاي نيوز عربية، وكبار الشخصيات المعروفة على شبكات التواصل الاجتماعي للحديث عن القضيّة، واتهام تركيا وقطر بافتعال الحادثة، بل وباختطاف خاشقجي؛ لإبعاد الشبهات عن بن سلمان".

وتأكيداً لما ذكرته المصادر، سارع وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، بإعلان وقوف بلاده مع الرياض، وذكر في تغريدة على حسابه الرسمي في "تويتر": "نقف مع المملكة العربية السعودية دوماً لأنها وقفت مع الشرف والعز والاستقرار و الأمل".

 بن سلمان يأمر شقيقه بالعودة

وتوضّح مصادر أن ولي العهد السعودي لم يعد يمتلك حلولاً كثيرة لإدارة هذه الأزمة غير المسبوقة في تاريخ المملكة؛ وهو ما دفعه لاستدعاء شقيقه سفير المملكة بالولايات المتحدة خالد بن سلمان؛ للتشاور المباشر معه حول طريقة حلّ هذه القضيّة بالاستعانة بعلاقات الأخير الكبيرة مع المسؤولين الأمريكيين.

وتضيف: "خالد بن سلمان لم يغادر الولايات المتحدة إلى الرياض بطلب من الإدارة الأمريكية، إنما بأمر من شقيقه ولي عهد المملكة، خاصة مع اتساع رقعة المطالبة بمحاسبة بن سلمان إذا ما ثبت تورّطه في جريمة إخفاء جمال خاشقجي".

ولم يكشف الدبلوماسيون الغربيون في حديثهم عن الأسماء الكاملة للمسؤولين السعوديين الذين سيضحي بهم بن سلمان لإبعاد الاتهامات عنه.

لكنها عادت لتقول: إن "المؤكد أن القنصل السعودي بإسطنبول محمد العتيبي، والمستشار سعود القحطاني، قد يكونان على رأس هؤلاء المسؤولين؛ لأنه بات من الثابت عند أجهزة الاستخبارات الغربية علمهما وإشرافهما المسبق على عمليّة احتجاز وقتل خاشقجي إلى جانب بن سلمان".

اختفاء أمراء سعوديين 

وقد كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن اختفاء 5 أمراء من العائلة الحاكمة بالسعودية، الأسبوع الماضي، بعد أن عارضوا ما حصل لخاشقجي.

ونقلت الصحيفة عن خالد بن فرحان آل سعود، الأمير المنشقّ والذي يقيم في ألمانيا، قوله إنه كان معرَّضاً لمصير مماثل قبل 10 أيام من اختفاء خاشقجي، وذلك في إطار حملة منسّقة يقوم بها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لإسكات معارضيه.

وأوضح الأمير خالد، البالغ من العمر 41 عاماً، أن السلطات أبلغت عائلته أن بإمكانه الذهاب إلى القنصلية السعودية في القاهرة ليحصل على مبلغ كبير من الدولارات، "وذلك بعد أن علمت السلطات بالرياض أني أمرّ بمصاعب مالية، حيث أكّدوا لعائلتي أني سأكون آمناً".

وأكّد الأمير خالد أن ما لا يقلّ عن 5 من أفراد العائلة المالكة اعترضوا على تعامل الرياض مع خاشقجي وما حصل له، حيث تم استدعاؤهم إلى اجتماع، وهناك تم احتجازهم على وجه السرعة ونقلهم إلى مكان غير معروف، "الجميع كان خائفاً من تبعات ما حصل مع خاشقجي، اعترضوا، فقام بن سلمان بوضعهم بالسجن".

ونفت السعودية مراراً الاتهامات بالإخفاء القسري، غير أن قصة خالد بن فرحان، وقبله الأمير سلطان بن تركي، الذي اختفى قسراً عام 2016، تعكس عقلية تعامل النظام في السعودية مع معارضيه.

ويقول مقرّبون من الأمير سلطان بن تركي إنهم يعتقدون أنه ما زال على قيد الحياة، وأنه موجود في إقامة جبرية ولا يُسمح له بالتواصل مع أحد.

من جهته قال غانم الدوسري، وهو كاتب سعودي ساخر مقيم في لندن، إن جميع معارضي آل سعود باتوا خائفين بعد قضية اختفاء خاشقجي، ويفضّلون حتى عدم السفر والانتقال من مكان إلى آخر، مبيّناً أنه لم يطأ سفارة بلاده في لندن منذ العام 2010، رغم انتهاء صلاحية جواز سفره.

وتابع في حديث للصحيفة البريطانية: "لدى السلطات السعودية تاريخ طويل في محاولة جذب الناس إلى السفارات، أنا لن أذهب لمكان يمكن أن أُعتقل فيه، الكثير من المنشقّين الآن يشعرون بالخوف، بعضهم يرفض حتى مغادرة شقّته".

ومن بين الأسماء التي تردّدت سابقاً وقيل إنها تعرّضت لعملية إخفاء قسري الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز، الذي قيل العام الماضي إنه تعرّض للإخفاء بسبب شهرته على وسائل التواصل الاجتماعي وانتقاداته.

وتفاعلت قضية اختفاء الصحفي السعودي المقيم في واشنطن، جمال خاشقجي، حيث دعا العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، السعودية لكشف الحقيقة، حيث تؤكّد السلطات التركية أنه دخل القنصلية السعودية في إسطنبول، يوم الثاني من أكتوبر، ولم يخرج منها، في وقت تردّ الرياض بأنه خرج بعد وقت قصير، دون أن تقدّم أي إثبات على ذلك.

وتؤكّد مصادر أمنية تركية أن لديها أدلّة كافية تؤكّد أن خاشقجي ربما يكون قد قُتل داخل مبنى القنصلية السعودية.

الإعلام السعودي يرتبك

وتعيش وسائل الإعلام السعودية حالة تخبط واضحة تجعلها تكتفي بنشر مزاعم واتهامات لا أساس لها من الصحة، وذلك أمام هول ردود الفعل الدولية حيال اختفاء خاشقجي، بعد دخوله القنصلية العامة السعودية في مدينة إسطنبول التركية.

تخبط وقلق وسائل الإعلام التي تسيطر عليها بشكل أو بآخر السلطات السعودية، ازداد بفعل ردود الفعل القوية والمتلاحقة التي صدرت عن الدول الغربية بشأن قضية خاشقجي.

ولم تنشر هذه الوسائل حتى هذه اللحظة أي خبر يتضمن أدلة مضادة تدحض الأدلة التي ظهرت بشأن حادثة "خاشقجي"، وإنما عمدت إلى نشر أخبار أخرى تتضمن اتهامات لا اساس لها من أجل التغطية على ما يبدو على تورط المسؤولين السعوديين باختفاء الصحفي.

استهداف الإعلام الدولي

صحيفة "الرياض" واسعة الانتشار في البلاد، نشرت تقريرًا بعنوان "سقوط إعلامي"، زاعمة أن الأخبار الصادرة في وسائل الإعلام الدولية بشأن اختفاء خاشقجي، تستهدف بشكل مباشر السعودية.

واتهمت الرياض، صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بتبني "سياسة معادية للمملكة" بنشرها أخبار تستند إلى "مصادر لا يمكن التثبت من مصداقيتها".

من جهتها زعمت صحيفة "الجزيرة" السعودية في مقال للكاتبة "ماجدة السويِّح"، أن جميع التعليقات على حادثة "خاشقجي" في وسائل التواصل الاجتماعي هي "حسابات مشبوهة" تتبع لقطر وإيران وتركيا.

واعتبرت الكاتبة أن "المثير في الموضوع والمحزن فعلا انسياق وكالة الأنباء العريقة "رويترز" لتبني المصادر المجهولة" ضد السعودية، وأن "الصحف العريقة كالواشنطن بوست ونيويورك تايمز وغيرها" سارعت "بتبني الرواية القطرية".

أمّا صحيفة "سبق" اليومية، فنشرت مقالًا للكاتب "بدر العتيبي"، حول حادثة اختفاء خاشقجي بعنوان "وسائل إعلامية تصوب مدفعها صوب المملكة.. هل رضخت الواشنطن بوست للريال القطري؟".

وأشار الكاتب إلى أن "الواشنطن بوست أضحت دبابة تُوجه قنابلها للسعودية وانجرفت تختلق قصصًا زاعمة أنها تنقلها عن مصادر تركية لم تُسمها".

 استهداف الأشخاص

الإعلام السعودي، بما فيه قناة "العربية"، لم يتردد في استهداف "طوران قشلاقجي"، رئيس جمعية "بيت الإعلاميين العرب في تركيا" التي تدافع عن حقوق الصحفيين، والذي كان له دور كبير في تسليط الضوء على حادثة "خاشقجي"، فوجهت اليه اتهامات مرسلة لا أساس لها، بعيدا عن القضية الأساسية: اختفاء خاشقجي.

كما استهدف الاعلام السعودي خطيبة الصحفي السعودي "خديجة جنكيز"، من خلال الزعم بأنها ليست امرأة وإنما "رجل متنكر ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين!".

كبرى وسائل الإعلام تقاطع السعودية

في المقابل أعلنت مؤسسات إعلامية أنها ستقاطع مؤتمراً استثمارياً في السعودية؛ مع تزايد الغضب بشأن اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول التركية مطلع هذا الشهر.

وألقى اختفاء خاشقجي، بظلاله على المؤتمر الاستثماري المعروف باسم "دافوس في الصحراء"، الذي من المقرر أن يبدأ في 23 أكتوبر، ويستمر ثلاثة أيام.

ويجتذب المؤتمر في دورته الثانية بعضاً من نخبة رجال الأعمال في العالم، ومنهم كبار مستثمري وول ستريت ورؤساء شركات متعددة الجنسيات في مجالات الإعلام والتكنولوجيا والخدمات المالية، لكن اختفاء خاشقجي دفع العديد منهم إلى مراجعة قراراتهم.

كما أدى الحادث لانسحاب مسؤولين وزعماء أعمال من مشروع كبير آخر في السعودية، وهو مدينة نيوم الاقتصادية، الذي يرعاه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

انقلاب العلاقة بين تلك الشركات والشخصيات مع المملكة جاء على النحو الآتي:

رئيسة تحرير صحيفة "إيكونومست" لن تشارك في مؤتمر الرياض

قالت لورين هاكيت، المتحدثة باسم رئيسة تحرير صحيفة إيكونومست، زاني مينتون بيدوس، في رسالة بالبريد الإلكتروني: إن بيدوس لن تشارك في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض.

"سوركين" يشعر بالاستياء من اختفاء خاشقجي

ذكر الإعلامي الأمريكي أندرو روس سوركين، الذي يعمل مذيعاً في شبكة "سي.إن.بي.سي"، ويعمل أيضاً صحفياً اقتصادياً بنيويورك تايمز، في تغريدة على "تويتر" أنه لن يحضر المؤتمر.

وقال إنه يشعر بـ"استياء شديد" من اختفاء الصحفي جمال خاشقجي والتقارير الواردة عن مقتله.

نيويورك تايمز تنسحب من رعاية المؤتمر

المتحدثة باسم صحيفة نيويورك تايمز، إيلين ميرفي، قالت إن الصحيفة قررت الانسحاب من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار كراع رسمي؛ نتيجة ما تعرض له الكاتب السعودي جمال خاشقجي، واتهام الرياض بالوقوف خلف اختفائه

فايننشال تايمز تفكر بالانسحاب

قضية خاشقجي أجبرت أيضاً صحيفة فايننشال تايمز على التفكير بالانسحاب من المشاركة في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار المقرر انطلاقها في أكتوبر الجاري.

وقالت الصحيفة في بيان لها، إنها تراجع مشاركتها في الحدث كشريك إعلامي.

"فياكوم" تغيب عن المؤتمر

قال جاستن ديني، المتحدث باسم شركة فياكوم، إن رئيسها التنفيذي بوب باكيش، لن يحضر المؤتمر، بعد أن كان أحد المتحدثين فيه.

عدم مشاركة باكيش في مؤتمر كبير كالذي تقررت إقامته في الرياض، يوضح موقف شركة كبيرة ومهمة عالمياً من قضية اختفاء إعلامي معروف؛ ما يجعل السعودية تواجه ضغطاً كبيراً يؤثر في مشاريعها المستقبلية.

قضية خاشقجي تبعد الملياردير "كيس" عن المؤتمر

قرر الملياردير ستيف كيس، أحد مؤسسي "إيه.أو.إلأن ينأى بنفسه عن السعودية، قائلاً إنه لن يحضر المؤتمر.

وكتب على تويتر: "قررت في ضوء الأحداث الأخيرة أن أعلق خططي بانتظار مزيد من المعلومات بخصوص جمال خاشقجي".

"مونيز" يعلق دوره الاستشاري في مشروع "نيوم"

أعلن وزير الطاقة الأمريكي السابق إرنست مونيز، أول من أمس الأربعاء، أنه قرر تعليق دوره الاستشاري في مشروع نيوم لحين معرفة مزيد من المعلومات عن الصحفي خاشقجي.

وكان مونيز واحداً من 18 شخصاً يشرفون على مشروع نيوم الذي تبلغ كلفته 500 مليار دولار.

وقال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي، إن منطقة نيوم التجارية ستشهد بناء مدينتين إلى ثلاث مدن كل عام، بدءاً من عام 2020، وسينتهي العمل بها بحلول عام 2025.

"هاربور غروب" تنهي علاقتها مع السعودية

مجموعة هاربور غروب، وهي واحدة من الشركات الأمريكية الاستشارية المعروفة أعلنت توقفها عن تقديم خدماتها للرياض.

وأنهت المجموعة، وهي شركة في واشنطن، تقدم خدمات استشارية للسعودية منذ أبريل 2017، يوم الخميس الماضي، عقداً مع المملكة حجمه 80 ألف دولار في الشهر.

وقال عضوها المنتدب ريتشارد مينتز: "لقد أنهينا العلاقة".

"فيرجن غروب" توقف استثماراتها في السعودية

الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون قال، أمس الخميس، إن مجموعته "فيرجن غروب" ستنهي علاقتها مع الرياض.

وذكر أن مجموعته ستعلق محادثاتها مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بشأن استثمارات مقررة حجمها مليار دولار في مشاريع المجموعة في الفضاء، وذلك على خلفية اختفاء خاشقجي.

شركة "أوبر" تنسحب من مؤتمر الاستثمار

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة "أوبر" الأمريكية، دارا خسروشاهي، انسحابه من مؤتمر مستقبل الاستثمار .

وقال خسروشاهي، في بيان إنه يشعر بالاضطراب حيال التقارير الواردة حول خاشقجي، حسبما نقلت قناة "سي إن إن"، اليوم الجمعة.

وأضاف: "نتابع الوضع عن كثب، وفي حال لم تظهر حقائق مختلفة (عن تلك المتداولة وتشير إلى مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول)، فلن أحضر مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض".

ويعد موقف "خسروشاهي" ذي أهمية بالغة؛ لكون صندوق الثروة السيادية في السعودية (مملوك للدولة) مساهماً كبيراً في "أوبر"؛ إذا يستثمر بقيمة 3.5 مليارات دولار في الشركة منذ عام 2016.

"سي. إن. إن" تتخذ موقفاً حاسماً تجاه قضية خاشقجي

في خبر عاجل لها أعلنت شبكة (سي.إن.إن)، اليوم الجمعة، في تغريدة، اتخاذها موقفاً حازماً تجاه قضية الإعلامي جمال خاشقجي.

وقالت "سي.إن.إن": "الشبكة سحبت مشاركتها في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السعودية".

شركات سلاح أمريكية متخوفة من صفقات مع السعودية

وقال مسؤول أمريكي كبير لرويترز اليوم الجمعة إن شركات دفاعية أمريكية كبرى عبرت عن قلقها لإدارة الرئيس دونالد ترامب من أن غضب المشرعين بسبب اختفاء خاشقجي في تركيا سيؤدي لوقف صفقات سلاح جديدة مع السعودية.



وكان ترامب قال إنه لا يريد وقف الاستثمارات السعودية في أمريكا بسبب قضية خاشقجي، موضحا: "لا أريد أن أوقف بلدا عن إنفاق 110 مليارات دولار، وهو رقم قياسي في كل الوقت، وندع روسيا تأخذ تلك الأموال ونترك الصين تأخذ تلك الأموال".

وقوبلت تصريحات ترامب بمقاومة من أعضاء في الكونغرس الأمريكي، بينهم جمهوريون، وقع كثير منهم رسالة الأربعاء تجبر إدارته على التحقيق في اختفاء خاشقجي، وتمهد الطريق لاحتمال فرض عقوبات على مسؤولين سعوديين.

وقال السناتور بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، للصحفيين: "إذا ثبت أنهم قتلوا صحفيا فسيغير ذلك علاقتنا بشكل كبير... سيتعين فرض عقوبات كبيرة على أعلى المستويات".

كلمات دليلية :