صفعات تتوالى على محمد بن سلمان بعد اختطاف خاشقجي

صفعات تتوالى على محمد بن سلمان بعد اختطاف خاشقجي
الجمعة ١٢ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٥٣ بتوقيت غرينتش

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين وأتراك قولهم إن التسجيلات تتضمن دليلا واضحا على أن فريقا أمنيا سعوديا احتجز خاشقجي لدى وصوله إلى مقر القنصلية، ثم قتله وقطع أوصاله هيئة علماء السعودية تدعو الوقوف امام البغي وشركات ومستثمرين يرفضون الاسثمار في السعود.

العالم - تقارير

وأوضح المسؤولون أن التسجيلات الصوتية، على وجه الخصوص، تقدم "بعضا من أبشع الأدلة وأكثرها إقناعا حول مسؤولية الفريق السعودي عن وفاة خاشقجي"، بحسب الصحيفة.

وتنفي السعودية صحة المزاعم بشأن تورطها في اختفاء خاشقجي قبل عشرة أيام.

واشتهر خاشقجي، الذي ساهم بمقالات في واشنطن بوست، بانتقاداته لبعض السياسات السعودية في الفترة الأخيرة.

وكان يعيش في منفى اختياري بالولايات المتحدة منذ مغادرته السعودية العام الماضي.

"قلق" سعودي

وقال السفير السعودي في لندن محمد بن نواف لبي بي سي إنه يشعر بالقلق بشأن مصير خاشقجي، لكنه فضل عدم التعليق على اختفائه قبل نتائج التحقيق في الحادث.

واستطرد معقبا على سؤال بشأن اختفاء الصحفي بصورة غامضة: "نشعر بالقلق بشأن جمال. ثمة تحقيق جار، ومن السابق لأوانه التعليق قبل أن نرى نتائج التحقيق النهائية".

وفي الولايات المتحدة، أعلنت وزارة الخارجية أن سفير الرياض لدى واشنطن غادر إلى السعودية، وأنه من المتوقع أن يعود بمعلومات بخصوص الحادث.

وتطالب تركيا الرياض بالكشف عن تسجيلات كاميرات المراقبة في يوم زيارة خاشقجي للقنصلية السعودية في الثاني من الشهر الحالي.

وتحدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المسؤولين السعوديين من قبل، مطالبا إياهم بإثبات صحة روايتهم بشأن اختفاء الصحفي.

وأعلنت أنقرة الخميس موافقتها على طلب الرياض تشكيل فريق تحقيق مشترك بشأن القضية

هيئة علماء السعودية: جريمة خاشقجي مدبّرة

دعت هيئة علماء السعودية إلى "الوقوف بوجه البغي"، في إشارة إلى ممارسات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وذلك تعليقاً على قضية إخفاء الصحفي السعودي الشهير، جمال خاشقجي.

جاء ذلك في بيان نشرته الهيئة، وصفت فيه حادثة اختطاف وقتل خاشقي بـ"الجريمة التي تعبّر عن الوجه القبيح للفاعل والمدبّر والآمر لها".

وأكّدت أن ما حدث مع خاشقجي "مخالفة لجميع الأديان والشرائع"، مشدّدة على أن هذه "الجريمة خرجت عن مقتضيات الأعراف والمروءات"، على حدّ وصفها.

وقالت الهيئة: إن "على العلماء والدعاة والكتّاب والجمعيات الشرعية الدعوية بالسعودية الوقوف في وجه البغي الذي طال الأبرياء من العلماء، لا لشيء سوى أنهم رفضوا مداهنة الطغاة وقالوا كلمة حق".

وكشفت قناة "الجزيرة"، ، أن خاشقجي قُتل من قبل فريق اغتيال سعودي مكوّن من 15 شخصاً، داخل مكتب القنصل العام السعودي، محمد العتيبي.

ومنذ صعود بن سلمان  إلى سدة الحكم في السعودية، زجّ بالمئات من نشطاء في حقوق الإنسان ودعاة وصحفيين بالسجون، ومنع أي صوت معارض له.

وواجهت السعودية إدانات دولية وحقوقية واسعة؛ بسبب حملات الاعتقالات المتواصلة لها، كان أبرزها من ألمانيا وكندا، وأدّت إلى تدهور العلاقات بينها وبين الأخيرة.

شركات وشخصيات عالمية تضع قضية خاشقجي فوق عقود الرياض المغرية

وذكر الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، أمس الخميس أن مجموعته "فيرجن غروب" ستعلق محادثاتها مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي بشأن استثمارات مقررة حجمها مليار دولار في مشاريع المجموعة في الفضاء.

وقال برانسون إنه سيعلق عمله في إدارة مشروعين سياحيين سعوديين بمشروع "نيوم" الاقتصادي، الذي تبلغ كلفته 500 مليار دولار، كما ستعلق مجموعته محادثاتها مع صندوق الاستثمار السيادي السعودي حول استثمار بمليار دولار في شركات المجموعة.

كما أعلنت مؤسسات ورموز إعلامية مقاطعتها مؤتمر مستقبل الاستثمار المقرر عقده في السعودية خلال الشهر الجاري، والذي يجتذب نخبة قطاع الأعمال وكبار مستثمري "وول ستريت"، إضافة إلى تعليق شخصيات عامة بريطانية وأمريكية شراكات اقتصادية مع السعودية على خلفية القضية ذاتها.

وأعلنت "أوبر" انسحابها من المؤتمر، ويعد موقف الشركة الأمريكية ذا أهمية بالغة، كون السعودية ضخت استثمارات بقيمة 3.5 مليار دولار في الشركة منذ 2016.

كذلك ذكر المذيع الأمريكي أندرو روس سوركين في شبكة "سي إن بي سي"، والذي يعمل أيضا صحفيا اقتصاديا بنيويورك تايمز، أنه لن يحضر مؤتمر السعودية الاستثماري.

وأفادت المتحدثة باسم صحيفة "نيويورك تايمز" إيلين ميرفي بأن الصحيفة قررت الانسحاب من رعاية المؤتمر. وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" إنها تراجع مشاركتها في الحدث كشريك إعلامي.

كما قرر الملياردير ستيف كيس أحد مؤسسي "إيه أو إل"، أن ينأى بنفسه عن السعودية، قائلا إنه لن يحضر المؤتمر. وأنهت "هاربور غروب"، وهي شركة أمريكية تقدم خدمات استشارية للسعودية منذ أبريل 2017، أمس الخميس عقدا مع السعودية حجمه 80 ألف دولار في الشهر، وقال عضوها المنتدب ريتشارد مينتز "لقد أنهينا العلاقة".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في البنك الدولي أن رئيسه لن يشارك في المؤتمر، الذي من المقرر أن يبدأ في 23 أكتوبر ويستمر ثلاثة أيام.

صحيفة تركية تتحدث عن إمكانية إعتقال القنصل السعودي بإسطنبول

اجاب البروفيسور، ورئيس شعبة الحقوق العامة في جامعة مرمرة بإسطنبول، "سلامي قران"، على أسئلة موقع يني شفق حول موضوع اختفاء خاشقجي، حيث قُدمت له أسئلة مثل، "هل يمكن تفتيش القنصلية؟"، "وهل يمكن أن يدخل رجال الشرطة إلى الإقامة الرسمية في القنصلية، واتخاذ قرارات التحقيق والإعتقال؟".

لا أخطاء قانونية أو دبلوماسية حتى الآن

"قران" قال إنه منذ اختفاء الصحفي السعودي، تصرفت وزارة الخارجية التركية، والمؤسسات الأمنية في البلاد، بشكل جد حذر، مضيفا "رغم الجدل الكبير الذي أثاره الحادث في وسائل الإعلام المحلية والدولية على حد سواء، تصرفت تركيا وفق استراتيجية تعتمد على الدليل الملموس، ولحد الأن نجحت هذه الإستراتيجية في تجنيب البلد الوقوع في أي خطأ قانوني أو دبلوماسي" حسب تعبيره.

انتظار إذن وزارة الخارجية صحيح

المتحدث أشار إلى أن تركيا والمملكة السعودية، طرفين في معاهدة فيينا للعلاقات الديبلوماسية عام 1961. قبل أن يضيف "حسب معاهدة فيينا لا يمكن لتركيا اقتحام القنصلية السعودية، لمجرد وجود شكوك، بل يجب أن تملك دليل قوي. حيث تنص المعاهدة الدبلوماسية على ضرورة سماح الطرف الدبلوماسي الأجنبي بذلك حتى يتم الدخول".

وجود دليل ملموس يخول إعتقال القنصل السعودي

"قران" أفاد أنه في حالة ثبوت الجريمة، فإن المادة 41 من معاهدة فيينا، تخول القيام بعمليات التحقيق والمقاضاة. حيث يمكن للسلطات التركية وقتها فتح تحقيق بحق القنصل السعودي واعتقاله إذا لزم الأمر، ويشمل تطبيق المادة باقي الديبلوماسيين السعوديين في القنصلية.

وأضاف المتحدث "في حالة وجود دليل ملموس عن وقوع الجريمة في القنصلية، فإنه يتم رفع الحصانة الدبلوماسية. وبالتالي يمكن اعتقال القنصل السعودي والبعثة الدبلوماسية المشتغلة داخلها" حسب إفادته.

ألغى جميع لقاءاته، ولم يخرج من إقامته الرسمية منذ 3 أيام

القنصل السعودي محمد العتيبي، ارتبط اسمه بحادث اختفاء خاشقجي منذ اليوم الأول. حيث أمر الموظفين السعوديين في القنصلية بعدم مغادرة غرفهم، بينما سمح للموظفين الأتراك بمغادرة البناية باكرا. تزامنا مع وصول وفد استخباراتي سعودي مكون من 15 شخصا إلى اسطنبول على متن طائرتين خاصتين. وهو الفريق الذي تحوم حوله الشكوك بتصفية الصحفي السعودي خاشقج.

خطيبة خاشقجي تصف حالة خطيبها قبل دخوله القنصلية السعودية

قالت خديجة خطيبة خاشقجي: "في 28 سبتمبر، زار جمال القنصليةَ السعودية في إسطنبول للمرة الأولى، رغم قلقه من احتمال تعرُّضه للخطر، ومع ذلك قال إنه لا يوجد أي أمر بالقبض عليه في بلده الأصلي، ورغم أن آراءه أثارت غضب بعض الناس عليه، فإن التوتّرات بينه وبين السلطات السعودية لم تصل لمرحلة الكراهية والضغائن أو التهديدات".

وقالت خطيبة خاشقجي: "إنه كان يشعر بقلق متزايد من موجة الاعتقالات غير المسبوقة في بلده، فجمال لم يعتقد أن السعوديين قد يحتجزونه في القنصلية حتى لو فكّروا في اعتقاله". 

وتوضح: "بعبارة أخرى، لم يكن يمانع من الذهاب إلى القنصلية؛ لأنه لم يكن يعتقد أن شيئاً يمكن أن يحدث على الأرض التركية! لقد قال إن ذلك سيُعتبر انتهاكاً للقانون الدولي، وإن ذلك لم يحدث من قبل".

وشرحت خديجة تفاصيل ما جرى قبل دخول خاشقجي مبنى القنصلية في المرة الأولى، يوم 28 سبتمبر، مشيرة إلى أنه كان هناك حديث إيجابي بينه وبين موظّفي القنصلية، ورحّبوا به بحرارة، وأكّدوا له أنه يمكن أن يأتي في وقت آخر لتسلّم الأوراق اللازمة، فكان أن ذهب في المرة الثانية دون قلق كما المرة الأولى.

"لقد بقيت أنتظر -تقول خديجة- خارج مبنى القنصلية، وبعد ثلاث ساعات شعرت بالخوف والقلق، فأرسلت إلى بعض الأصدقاء لإبلاغهم، وعندما سألت عن جمال في مبنى القنصلية قالوا إنه غادر، قالوا لي: (ربما غادر دون أن تلاحظي). زادت مخاوفي فاتصلت فوراً بالسيد ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأحد أصدقاء جمال القدامى، ليصل الخبر بعد ذلك للصحافة".

وتتابع خديجة روايتها لما حصل قائلة: "نعم، لقد دخل القنصلية، ولكن ليس هناك أي دليل على أنه خرج. لقد كانت فرق الأمن التركية تراقب الوضع من كثب، وأنا واثقة بقدرات الحكومة التركية.