تصعيد اسرائيلي امام تسونامي "العودة".. ماذا بعد؟

تصعيد اسرائيلي امام تسونامي
السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٢:٤٧ بتوقيت غرينتش

منذ أن انطلقت في 30 من اذار/مارس ذكرى يوم الأرض، وامتدت لإحياء ذكرى النكبة السبعين تزامناً مع افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، باتت مسيرات العودة الكبرى لكسر الحصار عن قطاع غزة تقض مضجع الاحتلال الاسرائيلي، استخدم خلالها المتظاهرون الفلسطينيون أسلوب المقاومة الشعبية بأشكاله المختلفة.

العالم - تقارير

6 أشهر وأكثر مضت على مسيرات العودة الكبرى سقط خلالها مئات الشهداء وآلاف الجرحى، لم يبالِ الفلسطينيون يوماً بأعداد شهدائهم، وجسيم فقدانهم، وما توقفوا؛ فالعبرة لديهم ليست بالأرواح المبذولة على علو قيمتها، وإنما بجدوى ما يفعلونه على الارض ودوره الكبير في التصدي لما يسمى صفقة القرن (خطة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية) وكسر الحصار ونيل الحقوق المشروعة.

فأضواء الاعلام الدولي بدأت تلاحق الاحتلال وآلة البطش والقمع والرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لقمع مسيرات العودة الكبرى بعد ان شكلت زخماً سياسياً وجماهيرياً كبيراً، وما زالت تشكل بتطور أساليب المقاومة الشعبية هاجساً كبيراً لدى الاحتلال أمام حالة التحدي والصمود والتضحيات، حيث وجد نفسه أمام ضغط شعبي جماهيري كبير ويتزايد بشكل ملحوظ، ما دفع قيادة الاحتلال للحديث عن ضرورة إيجاد حلول مع غزة.

لكن الحلول بنظر الاحتلال لا تخلو من التنكيل والقمع، وهذه من شيمه، فقط قرر وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إيقاف دخول الوقود إلى قطاع غزة عبر معبر "كرم أبو سالم"، وذلك بذريعة استمرار مسيرات العودة، واندلاع المواجهات مع الجيش الإسرائيلي.

وذكرت قناة "إي 24 نيوز" الإسرائيلية، أن ليبرمان أوعز بإيقاف المساعدات القطرية التي تبرّعت بها الى غزة وبإشراف من الامم المتحدة، وذلك ردا على الاحتجاجات الفلسطينية على طول الشريط الحدودي.

وحدة السهام.. تسونامي آخر على حدود غزة

في ظل تصعيد جرائم الاحتلال ضد قطاع غزة، التحقت "وحدة السهام" بمسيرات العودة على الحدود بين غزة وكيان الاحتلال، إذ يستخدم نشطاء هذه الوحدة، السهام النارية وينشطون على غرار وحدات "الكوشوك" و"البالونات الحارقة" و"الإرباك الليلي".

وتأتي هذه الخدمة الجديدة في ظل تواصل التظاهرات على الحدود الشرقية لقطاع غزة والتي شهدت تصعيدا كبيرا خلال الأيام الماضية تمثل باستمرار التظاهرات ليلا ونهارا ضمن نشاط وحدات "الإرباك الليلي". وقد تمكنت هذه الوحدات من إحداث حالة من البلبلة والقلق في صفوف الجيش الإسرائيلي الذي عجز حتى اللحظة عن مواجهة هذه الوحدات المختلفة.

مزيد من التصعيد.. انتظرونا الجمعة القادمة

ودعت الهيئة الوطنية الفلسطينية لمسيرة العودة وكسر الحصار إلى سرعة انجاز المصالحة وتحقيق الوحدة لتجاوز العقبات التي تعتري القضية الوطنية. مؤكدة على أنه لا مقايضة على الحقوق والثوابت التي ضحى من اجلها الشهداء والجرحى فلا مكان لصفقة ترامب ولا مكان للوطن البديل او التنازل عن حقنا بفلسطين.

جاء ذلك في البيان الختامي لفعاليات الجمعة الـ"29"، حيث أكدت الهيئة على استمرار برنامج المسيرات والفعاليات ودعت الجماهير للمشاركة في فعاليات الجمعة الثلاثين والتي ستحمل عنوان (معا غزة تنتفض والضفة تلتحم) في مواجهة الاحتلال ومشاريع تصفية القضية.

وخوفاً من التحام الضفة مع انتفاضة غزة، اعتدت قوات من جنود وشرطة الاحتلال الاسرائيلي، على المشاركين في مسيرة سلمية انطلقت عقب صلاة الجمعة، على مدخل قرية الخان الأحمر، شرق مدينة القدس المحتلة بمشاركة عشرات المتضامنين؛ رفضا لقرار الاحتلال هدمها وترحيل سكانها.

حصيلة شهداء الجمعة الـ29 في قطاع غزة

هذا وقد ارتفع عدد شهداء انتفاضة غزة الى 7 فلسطينيين، واصابة 252 آخرين منها 154 شخصا بالرصاص الحي، ومن بين الاصابات 50 طفلاً و10 اناث ومسعفين اثنين وصحفي واحد، خلال قمع الاحتلال الإسرائيلي للمتظاهرين المشاركين في فعاليات مسيرة العودة الكبرى شرق قطاع غزة.

ارتقاء شهيدة بأذرع الاحتلال القذرة بالضفة

في الصعيد ذاته، كثف المستوطنون من اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال الأيام الماضية، خاصة جنوب نابلس. فقد استشهدت قبل منتصف الليلة الماضية المواطنة عائشة محمد طلال رابي (45 عاما) من قرية بديا غرب مدينة سلفيت، باعتداء للمستوطنين قرب حاجز زعترة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأفادت مصادر الهلال الأحمر أن الشهيدة رابي قضت اثر إصابتها بجراح حرجة في رأسها، بعدما ألقى مستوطنون حجراً كبيراً على المركبة التي كانت تستقلُّها هي وزوجها قرب حاجز زعترة ما ادى الى اصابة زوجها ايضا.

تضحيات غزة ستشكل مساراً جديداً

أكدت حركة المقاومة الاسلامية حماس، أن المشاركة الجماهيرية الحاشدة في جمعة انتفاضة القدس، وحجم التضحيات التي قدمها شباب غزة الثائر، والتحامهم المباشر مع جنود الاحتلال سيشكل مسارا جديدا لمسيرات العودة وكسر الحصار.

ووفقاً للمعطيات الجارية؛ فإن الأمل في أن تنجح مسيرة العودة الكبرى رغم فاتورتها الثقيلة بفك الحصار عن قطاع غزة كبير جدا، مسيرة العودة هي الطريق الصحيح نحو كسر الحصار وتحقيق أهدافها عاجلاً أو آجلاً، حينها يعلن الاحتلال أن كل أدوات القمع والقتل التي استخدمها لم تفلح في إنهاء هذه الظاهرة، والتجربة مع الاحتلال تفيد بأن الاحتلال لن يلبي مطالب الشعب الفلسطيني إلا بعدما يستنفد كل خيارات وممارساته من قمع وإجرام وإرهاب بحق الشعب الفلسطيني.

*العالم