ويلات خاشقجي تلاحق بن سلمان.. فهل ينجو ولي العهد؟

ويلات خاشقجي تلاحق بن سلمان.. فهل ينجو ولي العهد؟
السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٣:١٣ بتوقيت غرينتش

مازالت قضية الكاتب والصحفي السعودي، جمال خاشقجي، الذي اختفى بعد زيارته لقنصلية بلاده في إسطنبول، مثار قلق للاوساط الاعلامية والسياسية في العالم. صحيفة التايمز قالت إن الأضواء تتسلط على دولة واحدة ورجل واحد في حادث خاشقجي، فالدولة هي السعودية حليفة امريكا وبريطانيا، والرجل هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

العالم- السعودية

تحت عنوان "هل ينجو ولي العهد السعودي؟" كتب ريتشارد سبينسر في صحيفة التايمز البريطانية، يقول إن الأضواء تتسلط على دولة واحدة ورجل واحد في حادث خاشقجي، فالدولة هي السعودية حليفة الولايات المتحدة وبريطانيا، والرجل هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وتابعت الصحيفة قائلة إن ولي العهد السعودي أجرى تغييرات كبيرة في المملكة لأمور لم تكن تعجب الغرب، ولكن سياساته تثير انتقادات ومخاوف وتراجع عدد مؤيديه وبات البعض يرى أن الحل يتطلب إزاحة بن سلمان من منصبه وتعيين آخر مكانه.

وقالت الصحيفة إن التضحية بولي العهد سترضي أولئك الذين يريدون البقاء إلى جانب الرياض، وأضافت أنه تم استدعاء السفير السعودي في واشنطن شقيق ولي العهد الأصغر خالد بن سلمان للرياض ربما للبحث عن تسوية لإنقاذ الأمير. 

وفي آخر التطورات السياسية على هذا الصعيد، نفت الرياض على لسان وزير الداخلية السعودي، المعلومات التي تتداولها وسائل الإعلام عن أوامر سعودية صدرت بقتل الصحفي خاشقجي.

موقف ترامب.. ومبيعات اسلحة للسعودية

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التاجر الذي دخل المعترك السياسي قال، إنه لا يرى سببا لوقف مبيعات الأسلحة للسعودية بحجة اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، ليمهد الطريق لخلاف محتمل مع الكونغرس الأمريكي.

وفي كلمة للصحفيين، قال ترامب إنه لا يرى سببا لوقف المشتريات السعودية للأسلحة الأمريكية أو الاستثمارات السعودية للمملكة رغم قضية الصحفي، قائلا إن المملكة ستحول أموالها إلى روسيا والصين.

وقال "إنهم ينفقون 110 مليارات دولار على معدات عسكرية وعلى أشياء بهدف خلق الوظائف... لهذا البلد. لا أحب فكرة وقف استثمار بقيمة 110 مليارات دولار في الولايات المتحدة، لأنه هل تعلمون ما الذي سيفعلونه؟ سيأخذون هذه الأموال وسينفقونها في روسيا أو الصين أو أي مكان آخر".

وعلق رئيس تحرير جريدة "راي اليوم" اللندنية عبد الباري عطوان على المسألة وقال: "انها اصبحت صفقات ولم تعد مرتبطة بحقوق الانسان.. انتم هلكتونا كامريكان وانتم تقولون اننا نمثل العالم الحر ونتمسك بحقوق الانسان والحريات". 

ويسمح القانون الأمريكي للكونغرس بمنع إتمام صفقات السلاح الكبرى مع دول أجنبية. كما أن هناك عملية غير رسمية يمكن من خلالها لأعضاء بارزين في الكونغرس، بما يشمل رئيس لجنة العلاقات الخارجية وأكبر عضو ديمقراطي في اللجنة، وقف مبيعات الأسلحة.

ومن ناحية أخرى، قالت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن السفير السعودي لدى واشنطن في طريقه إلى المملكة، وإن الولايات المتحدة أبلغته أنها "تتوقع معلومات لدى عودته".

وتحدث مسؤولون أمريكيون كبار، مثل كبير مستشاري ترامب وصهره جاريد كوشنر، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بشأن اختفاء خاشقجي. وتجمع كوشنر والأمير محمد علاقات وطيدة منذ تولي ترامب السلطة.

وجعل ترامب السعودية محطته الأولى في أول جولة خارجية له بصفته الرئيس في أيار/ مايو 2017.

لكنه في الأسابيع الأخيرة بدا مستاء من الرياض، وشكا مباشرة للملك سلمان من كلفة الدعم الأمريكي للجيش السعودي، وارتفاع أسعار النفط لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

تحقيق سعودي تركي مشترك في اختفاء خاشقجي

ووصل وفد سعودي إلى تركيا لإجراء محادثات مع المسؤولين الاتراك حول اختفاء خاشقجي. الوفد المكون من 11 شخصا زار القنصلية السعودية، ومكث فيها حوالي نصف ساعة ثم غادر إلى مكان اقامته.

وقال مصدر سعودي أيضا إن الأمير خالد الفيصل زار تركيا، لإجراء محادثات. وقالت تركيا إن البلدين اتفقا على تشكيل مجموعة عمل مشتركة بمبادرة سعودية للتحقيق في القضية. ويأتي ذلك غداة إعلان أنقرة أنه سيتم إنشاء مجموعة عمل مشتركة للتحقيق في اختفاء الصحفي السعودي.

وقالت صحيفة "يني شفق" التركية إن المفاوضات مستمرة بين أنقرة والرياض للسماح للمحققين الأتراك بتفتيش مبنى القنصلية ومنزل القنصل السعودي بشكل متزامن، إذ يسود الاعتقاد لدى المحققيين أن الصحفي جمال خاشقجي قد دفن في هذين الموقعين بعد أن جرى قتله وتقطيعه.

وقالت مصادر صحفية إن المحققين الأتراك لن يكتفوا بالتفتيش في مقر القنصلية وبيت القنصل فقط، بل سيواصلون البحث عن جثة خاشقجي في كافة المناطق التي رصدت فيها سيارات القنصلية بالتزامن مع اختفاء خاشقجي، خاصة منطقة بنديك الواقعة في الطرف الآسيوي من إسطنبول حيث شوهدت احدى السيارات في تلك المنطقة، واختفت عن كاميرات المراقبة بعد أن دخلت المنطقة المذكورة لتظهر مجددا بعد نحو 6 ساعات ونصف.

ولهذا تداولت الاخبار ان هناك اختلاف في وجهات النظر بين تركيا والسعودية حول طريقة التحقيق خاصة ان مصادر تركية قالت لرويترز إن تقييم الشرطة الأولي يشير إلى أن خاشقجي المنتقد البارز للحكومة السعودية، قتل عمدا داخل القنصلية. وتنفي الرياض هذا وتقول إنه لا أساس له من الصحة.

هذا وقد أمهلت السلطات التركية؛ الرياض حتى يوم غد الأحد، للسماح للمحققين بدخول القنصلية السعودية في إسطنبول، وإلا سيتم طرد القنصل والدبلوماسيين السعوديين في إسطنبول من البلاد.

مؤسسات كبرى تبدأ بالانسحاب من مؤتمر استثماري

وفي ضربة للسعودية، على إثر قضية اختفاء جمال خاشقجي، أعلنت شبكة "CNN" الإخبارية الامريكية، وصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الإنسحاب من مؤتمر لتشجيع الاستثمار الدولي في السعودية نهاية الشهر الجاري. 

كما ذكرت شبكة "Bloomberg" الأمريكية و"Fox News" و"CNBC" وشركة "سيمنس" الألمانية، انها تتابع الوضع قبل ان تقرر مصير مشاركتها في مؤتمر "مبادرة الاستثمار المستقبلية"، بين 23 و25 اكتوبر الحالي لتشجيع الاستثمار الدولي في السعودية بسبب اختفاء جمال خاشقجي.

 ومن ضمن المقاطعين ايضاً رئيسة تحرير مجلة "ذا إكونومست" البريطانية زاني مينتون بيدوكس، والإعلامي الاقتصادي الأمريكي أندرو روس سوركين.
 كما أعلنت صحيفة "نيويورك تايمز"، انسحابها من رعاية المؤتمر الذي ينظم برئاسة ولي العهدمحمد بن سلمان.

 ويحمل المؤتمر عنوان "دافوس في الصحراء"، ومن المقرر أن يبدأ في 23 أكتوبر الجاري ويستمر ثلاثة أيام.

 كما أعلن الرئيس التنفيذي لشركة "أوبر" الأمريكية دارا خسروشاهي، انسحابه من المؤتمر على خلفية قضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي.

 وقال خسروشاهي في بيان، إنه يشعر بالاضطراب حيال التقارير الواردة حول خاشقجي.

وأضاف: "نتابع الوضع عن كثب، وفي حال لم تظهر حقائق مختلفة (عن تلك المتداولة وتشير إلى مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول)، فلن أحضر مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (العاصمة السعودية)".

ويعد موقف "خسروشاهي" ذا أهمية بالغة، كون صندوق الثروة السيادية في السعودية (مملوك للدولة) مساهما كبيرا في "اوبر"، إذا يستثمر بقيمة 3.5 مليارات دولار في الشركة منذ عام 2016.

وفي سياق متصل بالقضية، أعلن رجل الأعمال البريطاني مؤسس مجموعة "فيرجن" ريتشارد برانسون، تعليق مباحثاته مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بعد تعليق وزير أمريكي سابق دوره الاستشاري في مشروع اقتصادي سعودي.