الامارات تتصدر سباق التطبيع الخليجي مع "اسرائيل"

الامارات تتصدر سباق التطبيع الخليجي مع
السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:١١ بتوقيت غرينتش

بدأت تظهر علامات مُتزايدة وعلنية على نيّة أن تأخذ العلاقة بين الامارات و"إسرائيل" شكلاً آخر، ويبدو أن الامارات أصبحت حريصة جداً على بدء تعاون مفتوح مع الكيان الإسرائيلي.

العالم - تقارير

تلعب دولة الامارات دوراً رئيسياً بين جيرانها في دول مجلس التعاون، في بناء علاقات مع كيان الاحتلال وعلى كل الصعد السياسية والأمنية والتجارية، فالتطبيع بين دولة الإمارات و"إسرائيل" يتواصل بعزيمة أكبر عبر قنوات سرية واليوم أصبحت علنية وكشفت وسائل إعلام عدة أن بوابة هذا التطبيع تتم عبر السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة.

وتعززت العلاقات بين البلدين منذ افتتاح الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبوظبي في عام 2015، فيما كان للإمارات دور في التطبيع الرياضي منذ ان استضافت في عام 2010 فريق الجودو الإسرائيلي.

وأصبحت أبوظبي مركزا مهما لأمن "إسرائيل"، واستخباراتها، علاوة على التوسع في العمليات التجارية، حيث تم إبرام اتفاق بين شركة الإمارات العربية المتحدة وشركات أمن إسرائيلية، بهدف توفير الحماية لمرافق النفط والغاز مقابل عوائد مالية. وتشمل الاتفاقية إنشاء شبكة للتحويلات النقدية المشروطة في أبوظبي فضلا عن الدور الذي تقوم به دبي في هذا الصدد.

"إسرائيل" تكشف عن المزيد من التعاون والتقارب مع الإمارات

وكشف الكاتب الإسرائيلي عومري نحمياس، اليوم السبت، أن الإمارات وإسرائيل عملتا من وراء الكواليس لإقناع واشنطن بالانسحاب من الاتفاق النووي.

وقال نحمياس إن "العلاقات الإسرائيلية الإماراتية آخذة بالدفء والتقارب، وكان آخر تجلياتها اللقاء الذي جمع سفيري البلدين في واشنطن رون دريمر ويوسف العتيبة على التوالي، خلال حفل عشاء نظمه المعهد اليهودي لأبحاث الأمن القومي في العاصمة الأمريكية واشنطن الأربعاء الماضي".

وكشف أن "الدولتين عملتا بصورة مشتركة بينهما من وراء الكواليس؛ لإقناع لإدارة الأمريكية بالانسحاب من الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى".

وتابع  أن "وثائق تم تسريبها كشفت أن دولة الإمارات تجسست على أمراء قطريين والأمير السعودي متعب بن عبد الله، من  خلال أجهزة تنصت وتعقب خاصة بالشركة الإسرائيلية NSO، حيث يستخدم حكام الإمارات برامج تجسس إسرائيلية لملاحقة معارضي النظام، من بينهم خصوم سياسيون وصحفيون ورجال حكم؛ من خلال العبث السري بهواتفهم الشخصية دون أن يشعروا".

وأوضح أن "لقاء نتنياهو هذا مع السفير الإماراتي في واشنطن على وجبة عشاء يسلط الضوء على أحد أهم الأسرار في العالم العربي، والاتصالات الهادئة بين "إسرائيل" وجاراتها العربيات التي بدأت بالانكشاف علانية بسبب خشيتهما المشتركة من إيران" . على حد زعمه

من جانبها نشرت صحيفة "هآرتس" خبرا عن لقاء جمع سفير الإمارات يوسف العتيبة، والسفير الإسرائيلي رون ديرمي، على الطاولة ذاتهاء، خلال خلال العشاء السنوي للمركز اليهودي لشؤون الأمن القومي، في العاصمة واشنطن، ونشرت أيضا صورة للسفيرين يجلسان جنبا إلى جنب، الأمر الذي اعتبرته نادرا، لجهة "جلوس مسؤول عربي بجانب مسؤول إسرائيلي، بشكل علني، دون أن يكون بين الجانبين علاقات رسمية".

ليس أول لقاء علني يجمع العتيبة بمسؤولين إسرائيليين

إذ كشفت وكالة Associated Press الأميركية، في 12 مايو/أيار 2018، أن سفير الإمارات يوسف العتيبة والبحرين عبدالله بن راشد آل خليفة، التقيا رئيسَ الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مطعم بواشنطن، في مارس/آذار 2018، وتناولا العشاء معه.

وأضافت الوكالة أن سفير الإمارات يوسف العتيبة في واشنطن استضاف نظيره البحريني، إلى جانب المستشار الأميركي والمسؤول في وزارة الخارجية براين هوك، وعدد من الصحافيين الأميركيين، في مطعم «كافي ميلانو» بحي جورج تاون في العاصمة واشنطن.

وكان العتيبة على علم بوجود نتنياهو في المطعم نفسه، فطلب من مدير المطعم أن يدعوه هو وزوجته سارة إلى طاولته لتناول العشاء معاً، حيث تبادلا الحديث، بحسب الوكالة الأميركية.

وأضافت الوكالة: «أجاب نتنياهو عن أسئلة الحاضرين على طاولة سفير الإمارات يوسف العتيبة وكانت تتعلق بموضوعات، منها الملف الإيراني، في حين رفضت كل من سفارتي إسرائيل والإمارات التعليق على الخبر».

التطبيع الرسمي لدى العديد من الدول الخليجية والعربية مع العدو بات مُعلناً ولا يحتمل التشكيك، وذلك لأن هناك جيلاً من المسؤولين السياسيين في الوطن العربي عموماً ودول الخليج الفارسي خصوصاً، يزعم أن التقارُب مع "إسرائيل" هو الضامِن الوحيد لبقاء هؤلاء الحكّام في مناصبهم طالما بقوا على قيد الحياة.